الكثيرون تابعوا مؤتمر أبل WWDC وبدأت المواقع المتخصصة في ال iOS بالحديث عن النظام السادس الجديد والاحتفال به وشرح مزاياه، وقد قدمنا تغطية تفصيلية للمؤتمر ثم قمنا بتحليل المزايا الجديدة فشرحنا متجر البرامج ثم تساءلنا هل ما قدمته أبل في النظام السادس هى مزايا غير مسبوقة؟ فبحثنا عن المواصفات المشابهة لها في الأندرويد والويندوز وقارنا بينهم لنصل إلى من الأفضل في هذه المزايا؟ ، لكن ظل هناك تساؤل دائم وهو لماذا لم نشعر بالسعادة بعد المؤتمر؟ نظام iOS 6 جميل لكنه لم يشعرنا بالإنبهار لسبب ما، فدعونا في هذا المقال نحلل ما هى الأمور المحبطة في نظام iOS 6 ولماذا شعر بعض عشاق أبل بخيبة أمل من هذه النسخة الجديدة؟
لم يعد النظام يسبقة زمنه
عندما أعلن ستيف جوبز أول مرة عن نظام iOS 1 وذلك في عام 2007 كان يتحدث بفخر عنه وذكر أن نظام التشغيل هذا يسبق زمنه بخمسة أعوام من التطور التقليدي، وبالفعل من كان يستخدم هواتف ذكية في ذلك الوقت مثل موتورولا Q9h أو البلاك بيري Pearl أو وأجهزة بالم والويندوز موبيل 5 فهو يعلم جيداً أن نظام أبل كان في هذا الوقت طفرة زمنية في عالم الأجهزة، واستمرت أبل في تقديم هذا الأمر مع تطور الأنظمة فحتى نظام iOS 5 أدخل الآي ماسج والخدمات السحابية وغيرها من المزايا التي لم ينقلها بعد معظم منافسي أبل إلى أنظمتهم رغم إعلان أبل عنها منذ عام كامل. إلى أن جاء نظام iOS 6 ويضم عدد من المزايا الجيدة والرائعة لكنها لا تمثل طفرة تقنية غير مسبوقة بل كانت مزايا تمثل تطور تقليدي في نظام التشغيل.
وظائف رائعة لكنها ليست مميزة عن الآخرين
هناك ميزة لأبل عن باقى الشركات وهى عشقها لأسلوب ” إعادة الإختراع ” فكانت عندما تعلن عن ميزة فإنها تقدمها بشكل ثوري غير مسبوق كما فعلت في الكتب التفاعلية كما أن الآي فون نفسه عندما ظهر قدم شاشة لمس لم يشاهد أحد مثلها من قبل في سرعة الاستجابة والسهولة، وجاء الآي فون 4 مزود بشاشة ريتنا وغيرها. فمن المعتاد أن تتأخر أبل تقديم المزايا لكنها كانت عندما تقدمها كانت “تعيد اختراعها” بشكل لم يكن الآخرون يصلون إليه بدون أبل. كان هذا قبل iOS 6 والذي جاء بعدد من المزايا التقليدية كالتالي:
- الخرائط ثلاثية الأبعاد ليست ميزة صعبة على المنافسين فجوجل وعدت بتقديمها قريباً.
- تحسين أداء سفاري لا يستحق أن يعتبر ميزة غير مسبوقة لأن متصفح أوبرا مثلاً أو دولفين من الممكن أن يحصل على تحديث ليضيف هذه المزايا خلال الأشهر القادمة.
- تطبيق الباس بوك رائع وجيد لكن لن تستطيع الاستفادة منه في عشرات الدول.
- التحليق فوق المدن ومشاهدتها على الطبيعة بالفعل رائعة لكنها تدعم عدد محدود من دول العالم وباريس ولندن وبرلين و روما على سبيل المثال غير مدعومين.
- دعم الفيس بوك … حسنا إنه ميزة رائعة لكني استطيع القيام بنفس وظائفها عبر الويندوز فون أو الأندرويد وحتى إندماج الفيس بوك مع المتجر ليس بالأمر الصعب على جوجل أن توفره قريباً لمستخدميها.
- اتصال الفيس تايم عبر شبكة الهاتف… نعم هذه ميزة من الصعب دمجها في الأنظمة الأخرى لكن لا أحتاج إليها لأني أستخدم تطبيق سكايب على سبيل المثال.
نفس المظهر
حسناً انا من عشاق مظهر النظام الحالي، نعم شكل النظام ثابت منذ 5 أعوام ولم يتغير أي جزء به لكنه رائع بالنسبة لي، لكن هناك مقولة لستيف جوبز شهيرة وهى ” المستخدمون لا يغيرون الويندوز ليس لأنه رائع لكن لأنهم لا يعلمون أن هناك أفضل منه ” وبالفعل نظام أبل رائع بشكلة الحالي وسهل الاستخدام ولكن لا أحد يستمر بنفس الشكل للأبد… مايكروسوفت غيرت شكل نظام الويندوز فون وحتى غيرت اسمه، نظام أندرويد ظهر وتطور وغير شكلة أكثر من مرة ، بلاك بيري غيرت نظامها ، نوكيا سيمبيان غيرت الواجهة وشكل النظام وحتى الاسم وأصبح بيلي Belle. وهذه التغيرات أمر طبيعي فهل يتخيل أحد أن مايكروسوفت تظل تتعامل بواجهة نظام ويندوز إكس بي بالطبع لا رغم أن اكس بي أكثر نظام تشغيل انتشاراً في تاريخ البشرية … فهل لا تملك أبل مصممين ليقدموا شكل جديد لنظام التشغيل؟ أو حتى يقوم مهندسوها بوضع إمكانية تغير الشكل ” ثيمز ” من داخل النظام أو تغير درجة ألوان النظام … 6 أعوام من تطوير النظام ولم تستطع أبل القيام بهذه الأمور؟!!!!!!!!
نعترف أن أبل تهتم بالجانب العملي ولكن هناك عدد لا بأس به من المستخدمين يعشقون هذه الأمور الشكلية والهيئة العامة والواجهة وغيرها ويفضلون الأندرويد لأنه يوفر لهم هذا الجانب ” الترفيهي ” ويضحون بقوة نظام أبل وأنه أكثر عملية وإنتاجية وعدد ضخم من التطبيقات التي لا نظير لها وكل هذا بسبب أمور شكلية في النظام لن يعجز مهندسوا أبل ” العباقرة ” في تقديمها.
لتوضيح المشكلة فلنفرض أنك شخص يعشق الدجاج المشوي لكن هل من الممكن أن تأكل كل يوم دجاج مشوى لمدة 6 أعوام؟ بالطبع لا… الدجاج المشوي كان وسيظل هو طعامك المفضل ولكن لابد من التغيير وهو الأمر الذي يدفع البعض للجوء للسيديا وتحميل ” الثيمز ” والذي يتمكن بعضها من تغير شكل النظام تماماً ليبدو نظام آخر ، وإذا كان مطوروا السيديا قادرون على القيام بأمر ما فبالتأكيد الالاف المهندسين الذي تملكهم أبل قادرين على القيام بنفس الأمر إن لم يكن بشكل أفضل بمراحل.
أبل تغضب عملاءها لأول مرة
قديماً كانت أبل تقدم جميع مزايا الأنظمة لكل الأجهزة، فمثلاً الآي فون 3GS الذي يعمل بنظام 5.1.1 يحمل جميع المزايا التي يملكها الآي فون 4S الذي يعمل بنفس النظام ( عدا ما يتعلق بخواص الجهاز مثل الفيس تايم ) ، لكن أبل قررت أن ينتهى هذا الأمر فتجد قائمة من المزايا وتخبرك أبل أن هذه الميزة للآي فون 4S فقط وهذه للآي باد وهذه لن تعمل على ال 3GS وهذه وهذه وهذه وغيرها من التقسيمات التي يمكن الوصول إليها تفصيلياً في هذا المقال، بالإضافة إلى قرار غير مبرر بحرمان مالكي الآي باد الأصلي من الحصول على iOS 6 رغم حصول الآي فون 3GS والآي فون 4 على نفس نظام التشغيل وهو الأمر الذي يبدو غير مفهوم لأن الآي باد الأصلي متساوي معهم في المزايا بل يتفوق على الآي فون 3GS في كل المواصفات التقنية ورغم هذا تصدر أبل قراراً ديكتاتورياً بحرمان الآي باد الأصلي ودون توضيح الأسباب.
إحباط من الآي فون القادم
استعمال نظام تشغيل لا يعجبك بالشكل الكافي ليس أمر رائعاً فما أدراك إن كنت مجبراً على البقاء معه لأكثر من عام؟ هذه هى المشكلة الحالية حيث أعلنت أبل عن iOS 6 والذي لا نجد به أي نقطة مبهرة وبعد أشهر قليلة سوف تقدم لنا أبل الآي فون القادم وحتى إن قدمت أبل تغييرات جذرية في هذا الهاتف لكنه سيظل يعمل بنفس نظام التشغيل iOS 6 ، فإذا كنت ممن يستخدمون بشكل أساسي التطبيقات وليس مزايا الهاتف الأساسية فلا داع للتفكير في الانتقال إلى الهاتف الجديد لأن المزايا الجديدة الخاصة بالهاتف ستعتاد عليها سواء شاشة أكبر أو السرعة العالية وغيرها وسيتبقى لديك التطبيقات ونظام التشغيل نفسه الحالي الذي لا يرضيك بشكل كاف.
الأمر السيء للغاية الذي قررته أبل هو إجبار المستخدمين على شراء الهواتف الجديدة عبر إخفاء بعض المزايا وجعلها حصرياً للأجهزة الجديدة، وهو يعني أيضاً تحول نوعي في أسلوب أبل للتعامل مع عملاءها فكانت سابقاً تقدم تطورات مبهرة في كل هاتف جديد لتغري المستخدم على الانتقال إليه وشراءه أي أنها قديماً كانت تعتمد على عامل التشويق والإغراء لحث العميل على تطوير جهازه لكن حالياً السياسة ستكون الإجبار.
المصدر | mashable