حين تشترى جهاز جديد تدفع ثمنه كاملاً مثل من اشتراه فى البلد المصنعة بل قد تدفع أكثر نظراً لفارق العملة أو مصاريف الشحن والتجار الوسطاء أي فى النهاية المستهلك العربي لم يقصر فى دوره ولم يخل باشتراطات التعاقد فلم تصر الشركات على اهماله وتهتم فى المقابل بمستهلكين آخرين؟ فمثلاً عندما أعلنت أبل عن iOS 6 وجدناها تقدم خدمات تهم المستخدم الصيني والكوري وخرائط ثلاثية الأبعاد لا تدعم وطننا العربي وغير ذلك، وكذلك لم يدعم الأندرويد اللغة العربية بشكل رسمي وكامل قبل إصدارة ال iCS نهاية العام الماضي وكان المستخدم يعتمد على تعديل الشركات للأنظمة مثل خبز الزنجبيل لكي تدعم العربية أما إذا اشترى جهاز من أوروبا فلن يجده (وقتها) يدعم العربية رسمياً، فلماذا توجهه الشركات تحديثاتها واستثمارتها نحو الغرب وهل تضطهدنا الشركات الكبرى حقاً؟
نعود إلى شهر يونيو الماضي عند إعلان أبل عن iOS 6 وجدناها تكشف عن دعم كبير للصين فى الكثير من خدماتها وكذلك قررت توفير محرك البحث الصيني الأشهر Baidu كما أصبحت تدعم ما يقارب ال 30,000 رمز صينى ! وربما يقول البعض أن الأمر متعلق بكثافة السكان فى الصين لكن ربما يختلف هذا الأمر إذا علمنا أن سيري أصبحت مدعومة ب 15 لغة ولهجة ليس بينهم العربيه وبينهم الـلغه الكوريه! كما أن خدمات مثل التحليق ” FlyOver ” متوافرة فقط في المدن الغربية الكبرى كما تحدثنا سابقاً ويتم تطويرها سريعاً وإضافة مدن جديدة لكنها كلها مدن غربية. لابد أن هناك سر وراء هذا الأمر فما هو السر؟!!!!
إنه يكمن في هذه الصورة:
الرسم يوضح الأسواق الأسرع نمواً فى استخدام الهواتف الذكيه ومن الرسم يبدوا أن سرعة النمو 100% ليست كبيرة! وإن معدلات النمو مرتفعة للغاية في دول مثل الصين وهنا سؤال آخر هل معدلات النمو تلك بسبب توافر الخدمات والدعم من أبل وجوجل؟ بمعنى آخر هل لو وفرت هذه الشركات الدعم لعالمنا العربى ستقفز معدلات الاستخدام إلى هذه النسب؟ نترك الإجابة للقارئ، لكن هناك سؤال آخر يطرح نفسه وهو أن تلك المؤشرات تشير بوضوح الى الصين فلم يصر المطورون والمبرمجون على تقديم خدمات للغرب وللولايات المتحده أكثر من الصين؟ ليس لأنهم غربيون وليس للأمر علاقه بالتحيز لكن لابد أن هناك عامل آخر غير معدلات النمو وهو السبب الرئيسي وراء الدعم فهل هو عدد المستخدمين ؟
هذا الرسم يوضح الدول التى بها أكبر عدد من مستخدمى الهواتف الذكيه النشطين ومنه يتضح ان السوق الامريكى رغم أنه لا يوجد به معدلات نمو مرتفعه لكنه مازال يحتفظ بالصداره ولهذا من المنطقى ان تقدم أغلب الخدمات لتناسبه.
ويتضح من الرسمين أن الشركات الكبرى مثل أبل توجه خدماتها الى البلدان التى بها اعداد كبيرة من مستخدمى الهواتف الذكيه أو الأسواق الواعدة ولكن إن كان عدد المستخدمين قليل ومعدلات النمو منخفضة أو متوسطة فتلك الاسواق تحصل على اهتمام أقل من حيث الأولويه في تقديم الخدمات كما ان أبل يهمها فى المقام الاول نوعية المستخدم فهى تستهدف طبقه معينه تستمر فى الدفع حتى بعد الشراء عن طريق تحميل التطبيقات والكماليات اى ان علاقتهم لا تنقطع بعد الشراء وأينما وجد الربح فهى تذهب إليه لذا عندما تعلم أن الشركة أعلنت في 2011 أن 25% من دخل الشركة جاء من الصين فلن تتعجب عندما تقرر في 2012 دعم الصين ولهجاتها.
الصين تمثل كما ذكرنا 25% من دخل أبل وتأتي في المركز الثاني بعد الولايات المتحدة التي تمثل 30% من دخل الشركة أما العالم العربى فالأمر يختلف حيث يمثل أقل من 8% من دخل أبل كما أن ثقافة شراء التطبيقات ليست منتشرة بشكل كبير وتلجأ نسبة كبيرة من المستخدمين إلى الكراك مما يجعل شركات التطوير والبرمجيات وأبل تهتم بأسواق أخرى تعود عليها بربح أكبر وأسرع لأنها في النهاية شركات تهتم بالربح ليس إلا. أي أن الأمر ليس له علاقة بإضطهاد سوق ودول على حساب دول أخرى لكنه الربح فقط وإذا وجدت أبل وغيرها أنها ستعود عليها فائدة كبيرة من سوق محدد فستجدهم يهتمون به مباشرة دون تردد.
المصدر | flurry