الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية تعتمد على الاتصال بالشبكات المختلفة كي تؤدي وظائفها على أكمل وجه، والتعثر في إجراء هذا الاتصال مع الشبكات يجعل الأجهزة تقريباً بلا فائدة سوى بعض الألعاب أو التذكيرات، لكن تطور خدمات الاتصالات لا يتواكب مع تطور الهواتف الذكية، فالأجهزة التي تتغير بسرعة مطردة وتشهد كل يوم ابتكار لا تجد الدعم الكافي من الشبكات التي توفر الخدمات، لذا تسعى شركات الهواتف إلى تطوير أجهزتهم لتمكن المستخدم من تحقيق اقصى استفاده فأطلقوا الهواتف التي تعمل بأكثر من شريحة، وهذا الأمر مفيد لمن يواجهه ضعف في التغطية لشبكة ما في بعض المناطق، إذا شركات الهواتف هى التي تسعى لحل مشاكل شركات الاتصالات، لكن ما الجديد الذي تستطيع الشركات تقديمه هذه المرة؟ الجديد يأتي من شركة أبل وهو الاستغناء عن الشريحة التي توضع في الهاتف.
الهواتف تخرج من الشركة المصنعة وهى جاهزة للاستخدام، لكن هناك شبكات اتصال يجب أن يعتمد عليها الهاتف كي يرسل ويستقبل البيانات، هذه الشبكات تعمل من خلال ترددات معينة وليس من حق أحد إطلاق شبكة دون إذن الدولة التي سيعمل بها، وإذا أردت الحصول على خدمات أي شركة اتصالات عليك الاشتراك معهم ثم تحصل على شريحة تضعها داخل هاتفك فيتعرف علىها الشبكة، إذا فهذه الشريحة تعني كل شيء وفي الوقت نفسه فائدتها بالنسبة للهاتف هي تعريفه بالشبكة ومنحه إذن للدخول عليها، وقد تطورت هذه الشريحة بداية من الحجم التقليدي ثم أصبحت مايكرو مع الآي فون 4 وأخيراً الشريحة النانو مع الآي فون 5، ورغم أهمية الشريحة الكبرى لكنها بالنسبة إلى شركات الهواتف هى عائق كبير وتحدي في الصناعة حيث عليهم تعديل التصميم ليتوافق معها ومع حجمها، وهو الأمر الذي يقلل من الإبداع لدى الشركات فكان لزاماً على من يهتم بالإبداع أن يجد حلاً لهذا الأمر، والحل هنا يأتي من شركة أبل فما الذي تنوي تقديمه هذه المرة؟
سجلت أبل براءة اختراع جديدة تجعل الهواتف تعمل بدون شريحة وذلك عن طريق تصميم بروتكول للتعريف بين الأجهزة والشبكات، سيكون كل ما عليك بعد أن تحصل على الهاتف هو أن تتصل بالشركة التي تود الاشتراك في خدماتها لتعطيهم بياناتك ورقم الجهاز فتعمل الخدمة في ثوان؛ بالطبع ستحتاج هذه التكنولوجيا مدة زمنيه لتصبح متوفرة لدي كل شركات الاتصالات، لكن ما أن تصبح متوفرة لديهم حتي يمكن استخدامها وتطويرها، فمثلاً لن تقابل مشاكل من نوع فقدان الشريحة أو تلفها، كما يمكنك أن تسجل شريحتين أو ثلاثة على نفس الهاتف والانتقال فيما بينهم بسهولة حيث لا يوجد شريحة تخرجها وتركب غيرها، كما يمكنك نقل شريحتك إلى أي هاتف دون عناء، فإن نسيت هاتفك في المنزل وتنتظر مكالمة هامة، ويمكنك الطلب من موفر الخدمة نقل الشريحة إلى أي هاتف لديك آخر أو هاتف صديق لك، فقط اعطهم البيانات الصحيحة؛ وربما يطور مقدموا الخدمة ويزودوها بكلمات مرور سرية بحيث يكفيك أن تكتب كلمة المرور الخاصة بشريحتك على أي جهاز فتصبح جاهزة للاستعمال من خلاله وبذلك لن تفقد الاتصال لحظة، وهناك الكثير من الاحتمالات والافكار التي لا تنتهي.
تصميم الهاتف أيضاً سيتغير، فعدم احتياجك إلى الشريحة التي لابد من تخصيص مكان لها سيحرر الشركات من أي قيود في التفكير، فبنزع الشريحة يصبح الجهاز كله كتلة واحدة لا يحتاج إلى أي أبواب أو فتحات ويمكنهم الاستفادة من المساحة المخصصة للشريحة في أي أمر آخر، والخلاصة أن إلغاء الشريحة سيحل الكثير من مشاكل الاتصال وأيضاً سيجعل تصميم الهواتف أفضل بكثير. وبالطبع هذه الخطوة التي ستغير الهواتف من جديد ستقابل في البداية بعض العقبات مثل عدم توفر الدعم الكافي، لكن ما أن تحدث حتى تتغير شكل الهواتف إلى الأبد.
وأخيراً بقى أن نذكر أن براءة الاختراع هذه تفتح باب التفكير بشكل واسع لتغيير طريقة التواصل مع الشركات، لكن وجود براءة الاختراع نفسها لا يعني حتماً أنها ستحدث قريباً، لكن اهتمام أبل بهذا الأمر وتسجيل براءة اختراع -كلنا يعلم مدى اهتمام وصرامة أبل في هذا الأمر- فإن قيامها بهذه الخطوة تعني أن الشركة ترى العالم متجهه نحو هذا الأمر فأرادت أن تحصل على موطئ قدم فيه من الآن.
المصدر:ispazio