تلعب العروض والتخفيضات دوراً هاماً في التأثير على قرار المستهلك، فأحياناً تفكر في شراء منتج ما لكن تغير رأيك وتشتري آخر بسبب أحد العروض التي لا تقاوم، لكن لماذا لا نشاهد هذا مع منتجات أبل؟ لماذا لا تجد عروض كبيرة عليها! طوال العام يكون سعر المنتج عبر الموزعين الرسميين شبه ثابت وبدون تغير يذكر، فلماذا؟ وكيف تحدد أبل أسعار منتجاتها.
للإجابة على هذه الأسئلة علينا أولاً أن نرى كيف تقوم الشركات الأخرى بتسعير أجهزتها وبيعها. تقوم شركة X بتصنيع المنتج في مصانعها سواء كان هذا المنتج سيارة أو هاتف أو حاسب شخصي، ثم تقوم بيعه إلى موزع كبير وتاجر وتحدد سعر متوقع للمنتج ويطلق عليه “MSRP” وهذا السعر هو الذي تنصح الشركة أن يتم بيع المنتج به، لكن في الوقت نفسه يحصل التاجر على المنتج بسعر أقل ما بين 30-55 % من سعر البيع المقترح، وفارق السعر الكبير هذا يمنح التاجر حرية كبيرة في وضع العروض والتخفضيات طبقاً لما يراه. وهذا ما يحدث في الشركات مع اختلاف منتجاتها، لكن ماذا عن منتجات أبل؟
أبل لا تقدم تخفيض كبير لتجار الجملة والذي كان يصل إلى 50% في الشركات الأخرى كما ذكرنا سابقاً، لذا فمن الصعب أن يقوم التاجر بعرض خصومات كبيرة، وفي الوقت نفسه أبل تعتبر بائع ولديها متاجر في عدة دول أهمها أكبر سوق للأجهزة الذكية في العالم وهو السوق الأمريكي، أي تنافس التجار أيضاً، لذا فهي تجبر أبل الموزع أن يكون سعره يتراوح بين سعر المصنع والسعر الذي تقدمه في متاجرها وهذا الفارق السعري في الحقيقة صغير جداً ولا يمنح التاجر حرية تحرك السعر بشكل واسع، لكن لماذا تقوم أبل بهذا الأمر؟ ولماذا لا تمنح التجار فارق سعري كبير وحرية العروض؟
الإجابة هي أن أبل تريد أن يكون منتجها خارج عن المنافسة والعروض، فإذا أردت شراء جهاز ماك أو آي فون فقم بشراءه فوراً ولا تنتظر موسم الأعياد أملاً في الحصول عليه بسعر أقل لأن هذا لن يحدث، وبهذا يصبح قرار شراءك لمنتج من أبل لأنك تريده فعلاً وليس لأن عليه عرض وبسعر منافس، لأن نقطة الأسعار المنافسة لن تتمكن أبل من هزيمة منافسها فيها، كما أن الشركة تسعى إلى الحصول على أكبر هامش ربح، وتعتبر أبل من أكثر الشركات ربحاً في هذه الصناعة حيث تبيع 6% فقط من الأجهزة المحمولة لكنها تحصل على 77% من أرباح الشركات في هذا المجال بسبب الفارق الكبير بين سعر التصنيع وسعر البيع.