انتشرت شائعات كثيرة حول احتمال إنتاج أبل لآي فون أقل تكلفة، وشائعات أخرى تقول أنها ستنتج آي فون 4.8 بوصة، فلماذا تنتشر هذه الشائعات لأول مرة في تاريخ الشركة؟ وهل ستقدم أبل على هذه الخطوة ونرى أكثر من آي فون؟ ما الدوافع التي تشجع الشركة على هذا الأمر وما هى العراقيل أم هذا الأمر؟ وفي هذا المقال نستعرض ونحلل سوياً هذا الأمر لنتوقع ماذا سيكون شكل الآي فون/الآي فونات القادمة؟
آي فون منخفض التكلفة
تقرير لـ “وول ستريت جورنال” ذكر: “شركة أبل تعمل على هاتف أقل تكلفة وذلك ضمن سياسة إنتاج مختلفة عن المتبعة في الشركة، والسبب في ذلك أن ريادتهم وتفوقهم في مجال الهواتف المحمولة بدأ يراجع، ولذلك هم يعملون على هذا الهاتف كبديل ويبدو أنه سيصدر قبل نهاية العام 2013”. ثم نشرت مجلة بلومبرج الشهيرة تقرير مشابه وقالت أن المصدر هو أحد القريبين من مركز صناعة القرار في الشركة، الذي عزز الخبر أن أبل ثبتت أقدامها بشكل قوي في فئة الهواتف أكثر من 400 دولار والتي تمثل 37% من الهواتف الذكية المباعة وتسيطر أبل على 22% تقريباً من الـ 37%، ولن تستطيع أبل أن تنمو أكثر من ذلك وأقصى طموحات الشركة هى أن تحافظ على هذه النسبة. لكن هذا يعني أن هناك أكثر من 60% من سوق الهواتف الذكية بعيد عن أبل وتسيطر عليها الشركات الأخرى مثل سامسونج وهواوي، لذا فالشركة ربما تقدم جهاز جديد لهذه الفئات.
لكن سرعان ما نشرت وكالة رويترز خبراً منقولاً عن فيل شيلر مدير تسويق الشركة يقول “أبل لن تنساق وراء زيادة الحصة السوقية والشركة دائماً تهدف الجودة ولن تنتج أجهزة رخيصة” لكن بعد أيام قليلة حذفت رويترز الخبر وأعلنوا أنه تم نقله عن ترجمة خاطئة لتصريح أدلى به شيلر لجريدة صينية، كما عدلت الجريدة الصينية الخبر المنشور وغيرت العنوان بعد أن كان “أبل لن تقدم هواتف رخيصة” إلى “أبل ستقدم أفضل المنتجات” ونفت أي ذكر لهاتف أقل تكلفة، وبين النفي والتأكيد هناك نقطة مشتركة فحتى إن كان نفي “فيل شيلر” صحيح وأن أبل لن تقدم هاتف رخيص لكن ما هو تعريف الرخيص؟ هناك ثلاثة فئات سعرية للهواتف وهي منخفضة التكلفة وتعني أقل من 200$ والفئة الثانية المتوسطة وهى الأجهزة من 200 إلى 450$ والفئة الثالثة التي تسيطر عليها أبل حالياً وهى التي أعلى من 450$ ، وفيل شيلر نفى هاتف رخيص لكن ماذا عن هاتف متوسط التكلفة أي في النطاق السعري 450$؟ هذا السعر سيشجع مشتروا الفئة المتوسطة على شراءه وأيضاً سشجع المستخدمين في الدول النامية والصين إلى حمل هاتف يحمل على ظهره تفاحة مقضومة.
لكن هذا الهاتف ربما تكون أضراره أكثر من مزاياه، والضرر سيكون على شقيقه الأكبر.
نسبة كبيرة من مقتني الآي فون يشترونه بشكل أساسي من أجل نظام التشغيل، يعشقون التطبيقات ويشترونها، وحالياً يشعرون بالملل من الـ iOS لكن لا يمكنهم تركه واستخدام الآي بود أو الآي باد لأنهم ليسوا هواتف، فإذا جاء الآي فون الأغلى سعراً محبطاً ونظام iOS 7 أيضاً، فهذه هى فرصتهم للإنتقال إلى الهاتف الأرخص والحصول على نفس التطبيقات مع توفير 200$ تقريباً.
أما عن كيف سيكون الهاتف مخفض السعر؟ فالإجابة هى تقديم تقنية أقدم أي يأتي الجهاز بمعالج الآي فون 4S مثلاً وبذاكرة 512 ميجا وسمك أكبر فتكون هنا التكلفة أقل.
هاتف كبير الحجم
الشائعات الأحدث هى أن أبل سوف تقدم هاتف بحجم 4.8 بوصة، ويأتي مع الآي فون العادي “5S”، تهدف أبل بهذا الجهاز أن يقدم الشاشة الكبيرة والتي أصبح الطلب عليها مرتفع وتسعى كل الشركات حالياً لتقديم أجهزة كبيرة الحجم، ولأن فئة كبيرة من المستخدمين يفضلون حجم الآي فون الحالي “4 بوصة” لذا لن تتمكن الشركة من إلغاءه وستواصل تقديم الآي فون 4 بوصة لكنها ستوفر معه آخر 4.8 بوصة ومواصفات أعلى وشاشة أكثر دقة وربما سعة تخزينية أكبر لمن يريد هذا الجهاز.
لم يصدر أي بيان أو خبر نفي لهذا الجهاز، لكن العقبة الرئيسية أمامه هو السعر، الآي فون التقليدي يعتبر أغلى هاتف في العالم فهل ستقدم هاتف آخر أغلى منه!!! سعر الآي فون 5 يصل إلى 849$ للنسخة 64 جيجا وإن قدمت أبل سعة 128 جيجا ستأتي بسعر 949$ فهل ستقدم أبل جهاز آخر سعره يتجاوز 1000$؟ الإجابة هى “صعب للغاية” لكن ربما تعيد أبل التقييم السعري للآي فون الـ “4 بوصة” ومن ثم تستطيع تقديم الآخر بسعر أعلى، وربما تقدمه أبل بنفس السعر لكن بمواصفات أقل. لكن هذه ليست العقبة الوحيدة فهناك أيضاً التطبيقات، فعندما قدمت أبل الآي فون 5 جاء نفس العرض، لأن تكبير الهاتف إلى 4.8 بوصة لن يكون بالطول فقط لكن أيضاً بالعرض وهذا يعني إعادة تصميم التطبيقات تماماً، وهذا سيأخذ شهور طويلة وخلال هذه الفترة سيشعر من يشتري الجهاز الكبير بالملل لكون كل التطبيقات في المتجر غير مناسبة نهائياً لشاشة جهازه.