سيطر نظام iOS على سوق الهواتف الذكية لسنوات بعد صدوره، وجعل المنافسين يحذون حذوه، ثم جاء الأندرويد وشاركه في هذا الأمر وحقق هو الآخر شعبية كبيرة، فانتهت أسطورة بلاك بيري والويندوز موبيل (وقتها)، لكن بعد سنوات بدأت الشركات في العودة مرة أخرى فظهرت عدة أنظمة جديدة مثل  بلاك بيري 10 الذي استعرضناه في مقال سابق، وفي هذا الجزء نستعرض محاولة عودة مايكروسوفت مع ويندوز 8.

ظهر ويندوز موبيل في عام 2000 وحقق شهرة نسبيه لكن لم يستطع مجاراة البلاك بيري، ثم انتهت شعبيته تدريجياً حتى قررت مايكروسوفت إنهاءه في 2010 وأطلقت ويندوز فون والذي حقق شعبية أفضل من سابقه وإن ظلت أقل من المتوقع، وفي أكتوبر 2012 أعلنت مايكروسوفت عن ويندوز 8 محاولة العودة مرة أخرى إلى عالم الأجهزة الذكية.

ملاحظة هامة: في سلسلة المقالات سوف نستعرض في كل مقال بشكل استعراضي -وليس نقدي- كل نظام بشكل منفرد. وفي أخر جزء في السلسلة سوف نقدم مقارنة شاملة بين الأنظمة كلها مثل بلاكبيري وويندوز وأندرويد وأبل وغيرهم.

شكل نظام فريد

واجهة ويندوز 8 سواء الهاتف أو الحاسب هى عبارة عن مربعات تفاعليه، حيث تظهر لك الأحداث بداخلها بدون فتحها، فمثلاً تضع مربع للصور فتجد النظام يستعرض لك فيها الصور على جهازك، أو وضع تطبيق مثل الرسائل أو تويتر وغيره ليستعرض لك محتواه، شكل النظام ربما يبدو غريباً بالنسبة لمستخدمي الهواتف الذكية لكن بسبب كون النظام متشابهه مع شقيقة على الحواسب الشخصية فلن يشعر المستخدمين معها بغرابة وعدم ألفه، وتتميز الواجهة أنه يمكنك إضافة أي تطبيق أو حتى أي شخص على الشاشة. كما تستطيع اختيار لون النظام الذي يناسبك.

أجهزة الويندوز تشبه الأندرويد في وجود ثلاثة أزرار أسفل الشاشة وهم ” زر البحث، زر العودة، زر الشاشة الرئيسية” وهذا فيديو قدمته مايكروسوفت لتعريف سريع بالنظام وشكله:


مزامنة بين الأجهزة المختلفة

لأن مايكروسوفت مثل أبل شركة تقدم نظام تشغيل للهواتف والحواسب الشخصية فقد قدمت مزامنة بين الأجهزة العاملة بنظام ويندوز 8، فإذا التقطت صورة من هاتفك اللوميا 920 مثل ستجدها تظهر في تابلت مايكروسوفت سيرفس الذي يعمل أيضاً بويندوز 8، وإذا عدلت نص في ملف ورد في حاسبك الشخصي “الديل” الذي يعمل بنظام ويندوز 8 ستجده يظهر في هاتفك 8X الخاص ب إتش تي سي، وهكذا.

كما وفرت مايكروسوفت تطبيق على الويندوز والماك لنقل الصوتيات وقوائم التشغيل “Playlist” من الآي تيونز إلى الهاتف وبهذا تضمن مايكروسوفت سهولة نقل مستخدمي أبل إليها وأيضاً سهولة المزامنة مع الأجهزة المنافسة.

شاهد الفيديو:


التواصل مع الآخرين

دعمت مايكروسوفت المواقع الاجتماعية في ويندوز فون 7 وقدمت People Hub وهي قائمة أسماء متطورة تبقيك على اطلاع دائم بأحدث الأخبار الأصدقاء الذي تهتم بهم، فيمكنك إنشاء مجموعات للأشخاص الذي تهتم بهم بشكل أكبر ليظهر لك كل التحديثات التي قاموا بها في الفيس بوك وتويتر ولينكد إن، كما تستطيع بلمسه واحدة تغيير حالتك في كل المواقع الاجتماعية كما تستطيع اختيار أي صديق ليظهر لك التحديثات الخاصة به، كما دمجت مايكروسوفت تطبيق الرسائل مع المحادثة مما يريحك من التنقل بين التطبيقات المختلفة.

شاهد “People Hub” في هذا الفيديو:


متجر التطبيقات والمطورين

متجر برامج مايكروسوفت يعتبر الثالث من حيث عدد التطبيقات بعد جوجل وأبل، حيث وصل عدد التطبيقات إلى 130 ألف تطبيق، وتتوقع أن يشهد زيادة سريعة نظراً لانتشار مبرمجي الويندوز حول العالم، ويخضع متجر برامج مايكروسوفت لرقابة منها قبل النشر وذلك مثل أبل وذلك لحماية المستخدمين من الفيروسات والبرامج المقرصنة وغيرها، قيود مايكروسوفت على المطوريين تعبر في مرحلة ما بين الحرية المطلقة في الأندرويد والقيود الكبيرة في أبل مما يسمح للمطوريين بتقديم برامج بحرية أكثر لكن ليس حرية تامة. ولم توفر مايكروسوفت بعد كروت مثل كروت الآي تيونز وكروت جوجل لشراء التطبيقات مما يصعب عملية الشراء لمن يريد عدم استخدام الفيزا.


سرعة الأجهزة والنظام

برغم أن مايكروسوفت شركة مصنعة لنظام التشغيل فقط مثل جوجل، لكنها تضع معايير للشركات المصنعة للهواتف لضمان جودة النظام وسرعته وأيضاً أداء عالٍ للتطبيقات، هذه القيود تتمثل في مقاييس محددة للشاشات والمعالج “CPU” وكذلك محرك الجرافيكس “GPU” وحجم الذاكرة فتجد هواتف الفئة العليا مثل لوميا 920 و 8X و ATIV جميعاً لهم نفس المعالج ونفس محرك الجرافيكس وحتى نفس الشريحة “Chipset” ونفس الذاكرة، وهواتف الفئة الأقل مثل لوميا 620 و 8S متتطابقين أيضاً، وبهذا تضمن مايكروسوفت الأداء العالي والسريع للأجهزة فتقدم هواتف سريعة بمعالج ثنائي النواة فقط، وتسمح مايكروسوفت للشركات بتقديم مزايا أخرى في الهاتف مثل الكاميرا والسعة التخزينية والشحن الاسلكي وغيرها بحرية تامه وتتحكم فقط في ما له علاقة بأداء الجهاز كما سبق وأشرنا من قبل.


مميزات متفرقة

خاصية الأطفال: الأطفال يحبون الأجهزة الذكية واللعب عليها لكن كثيراً ما تجد طفلك قام بمسح أحد الأشياء الهامة من جهازك أثناء اللعب، لذا قامت مايكروسوفت بإنشاء ركن الأطفال “Kid’s Corner” وهى ميزة عند تفعيلها تمكن الطفل من اللعب في جهازك وتشغيل الصوتيات والفيديوهات وأي شيء لكن لن يمكنهم حذف أي من محتوى الجهاز.

Games Hub: قدمت مايكروسوفت ما يشبه الجيم سنتر في أجهزة أبل ويمكنك في جيم هاب الخاص بمايكروسوفت مشاهدة ترتيبك في الألعاب بين أصدقائك وأيضاً مراسلتهم، وتمنحك مايكروسوفت “أفاتار” خاص بك ليعبر عنك بدلاً من الصورة الشخصية التقليدية.

سكايب: يأتي النظام مدمج فيه سكايب “المملوك لمايكروسوفت” مما يمكنك من محادثة فيديو مع أصدقائك، ويتميز سكايب أنه يعمل على كل الأجهزة عكس الفيس تايم وخدمات مكالمات الفيديو الأخرى.

لوحة مفاتيح: تتميز لوحة مفاتيح مايكروسوفت أنها خليط بين لوحة مفاتيح الأندرويد وأبل، فالضغط مرتين على المسافة يضع نقطة والضغط المطول يظهر الحروف المتشابهه مثل أبل، كما يقوم النظام بعرض كلمات متوقعه كما يفعل نظام أندرويد، ويمكن مشاهدة الفيديو التالي للتعرف على لوحة مفاتيح مايكروسوفت:

النسخ الاحتياطية التلقائية: أضافت مايكروسوفت ميزة النسخة الاحتياطية التلقائية مثل الموجودة في أجهزة أبل وهى تسجل قائمة الأسماء في الجهاز والتطبيقات المحملة والاتصالات ومواقع الانترنت المفضلة والمذكرات والصور والرسائل القصيرة والإعدادات وكل شيء ليحفظ في سحابة مايكروسوفت.


مد وجذر في التسويق ومستقبل النظام

تسعى مايكروسوفت إلى تسويق نظامها بشكل كبير وخاصة في المناطق التي لم يتنشر فيها الهواتف الذكية بشكل كبير مثل أفريقيا فقدمت مباركة تحت اسم 4Afrika وستقدم هاتف ويندوز 8 بنفس الاسم أيضاً بالتعاون مع هواوي بسعر 150 دولار في 8 دول منهم مصر والمغرب، كما تسعى مايكروسوفت مع عدة شركات إلى تقديم هواتف ويندوز فون ذات فئات سعرية منخفضة لتساهم في نشر الجهاز.

وفي سياق مضاد أعلن أكبر مصنع للإلكترونيات في العالم “سامسونج” أنها ستوقف بيع أجهزة التابلت ويندوز  الإصدار RT بسبب انخفاض المبيعات ولن تقدم منها أجهزة تعمل بهذا النظام مرة أخرى مما يعتبر أول ضربة سلبية للنظام.

وخبر آخر سلبي حيث أعلنت مايكروسوفت أنها ستوقف دعم ويندوز 8 في يوليو 2014 ولم توضح هل سترقي الأجهزة الحالية أم ستكرر معهم ما حدث مع ويندوز فون 7.5؟ مما يجعل المشتري يقلق هل سيحصل على دعم لمدة عام واحد فقط؟

ما رأيك في ويندوز فون 8؟ وهل تظن أنه قادر على المنافسة والعودة للأسواق؟ شاركنا رأيك

مقالات ذات صلة