صراع التقنية والمواصفات والعتاد وصل إلى أشده هذه الأيام حتى صرنا نرى بعض الهواتف بمعالجات أكثر قوة نظرياً من بعض الحواسب الشخصية، فهل هذه القوة الكبيرة حقاً مفيدة؟ ولماذا نرى بعض الهواتف في الاختبارات تسبق هواتف أخرى أعلى منها في العتاد؟ وهل تخدعنا الشركات بالمواصفات التقنية؟
تسعى كل شركة إلى تسويق جهازها بكل الطرق المتاحة، وتستغل الشركات في هذا الأمر عدم دراية كل المستخدمين ببعض المعلومات التقنية فيدفعهم ذلك لشراء منتجات الشركة دون أن يدروا أن سرعة وأداء الأجهزة تخضع لمعايير كثيرة لتحقق أقصى أداء ممكن. في هذا الأسطر التالية نستعرض سريعاً أجزاء الأجهزة وكيف نُخدع أحياناً بها.
المعالج
قوة الأجهزة ومحركها هو المعالج، لذا تسعى كل شركة إلى تقديم أسرع معالج لديها، لكن في الحقيقة زيادة قوة المعالج فقط لا يزيد السرعة بالشكل الكافي، فكلنا نذكر الآي فون 5 الذي جاء بمعالج ثنائي النواة 1.2 جيجا وفوجئنا أنه يقدم أداء مساوي وأحياناً يتفوق على الجالاكسي إس 3 المزود بمعالج رباعي النواة 1.4 جيجا. مما جعل البعض يتسائل لماذا؟!
السبب هو نظام التشغيل الذي يقوم بتحريك كل شيء، ما فائدة قوة هائلة بدون توجيه؟، ففي الأنظمة المغلقة تستطيع الشركة التحكم في كل شيء في الجهاز والاستفادة القصوى من قوة المعالج، لذا نجد المواصفات التقنية لأجهزة الويندوز والبلاك بيري وأبل تقل كثيراً عن الأندرويد حتى القادم من نفس الشركة فمثلاً جهاز ويندوز فون من سامسونج أقل ذو معالج أقل كثيراً مع معظم هواتف أندرويد سامسونج، فبسبب طبيعة النظام الأخير المفتوحة فإنه يحتاج إلى معالج أقوى بكثير ليقدم نفس الأداء ومضاعفته لن تؤدي إلى مضاعفة السرعة فمثلاً سرعة الجالاكسي S4 الثماني النواة 1.6 جيجا هى ضعف الآي فون الثنائي النواة 1.2 جيجا رغم أن المواصفات النظرية تظهر أنه أكثر من 4 أضعاف لكن عملياً الضعف فقط.
البطارية
نقطة الضعف الأساسية في كل الأجهزة هى البطارية، ولأن تطور البطاريات بطيء بالمقارنة بباقي المواصفات تسعى الشركات إلى تقديم بطاريات أكبر وأكثر سعة، وهو ما يخدع الكثير من المستخدمين، فالعبرة الأساسية هى بالمدة الزمنية التي يقضيها الجهاز، فمثلاً بالأرقام يأتي الآي باد 2 ببطارية 6930 ملي أمبير، مقابل في الآي باد 3 تصل 11560 ملي أمبير، وهذا الرقم يجعلنا نظن أن عمر الآي باد 3 أفضل من 2 لكن عملياً يأتي الجهازان بنفس الأداء رغم زيادة 67% في سعة أحدهم عن الآخر؛ السبب هو أن الآي باد 3 يأتي بمعالج أسرع وبشاشة ريتنا وبدعم شبكات الجيل الرابع وهى أمور تزيد من استهلاك الطاقة فتعوض الزيادة في البطارية.
لذا تسعى الشركات إلى حسن إدارة الطاقة بعد أمور مثل تقديم نوع جديد من الشاشات يقلل استهلاك الطاقة قدر المستطاع وأيضاً محاولة تقليل استهلاك المعالج وغيرها من النقاط وهذه بعض النقاط التي تؤثر على عمر البطارية:
- نوع المعالج وسرعته فكلما زادت سرعة المعالج زاد استهلاك الطاقة.
- دعم شبكات الجيل الرابع فهى أكثر استهلاك للطاقة من الجيل الثالث.
- نوعية الشاشات المستخدمة، فمثلاً شاشات AMOLED -مثل أجهزة سامسونج- أقل في استهلاك الطاقة من شاشات IPS المستخدم في الآي فون.
- الخواص التي تعمل في خلفية النظام مثل حساس الفيديو في S4 والذي يجعل الكاميرا تعمل طوال الوقت وتستهلك البطارية أكثر.
الذاكرة العشوائية “رام”:
زيادة الذاكرة العشوائية هام جداً في الأجهزة، فهى بمثابة القناة التي تمر فيها البيانات اللحظية، حجم الذاكرة يختلف من نظام إلى آخر، فأجهزة أندرويد ذات الذاكرة 512 ميجا ستشعر أنها بطيئة جداً لذا الحد الأدنى المقبول هو 1 جيجا في الأندرويد، أما في أبل فالهواتف ذات الذاكرة 512 ميجا سريعة مثل 4S، وسعة جيجا التي تعتبر مقبولة في النظام الآخر تعتبر كبيرة جداً في أبل. والأمر نفسه تقريباً في البلاك بيري والويندوز حيث تأتي الأجهزة بذاكرة 512 و 1 جيجا كحد أقصى وتشعر بالسرعة العالية معها.
في الجزء الثاني من المقال سوف نقدم:
- كيف تخدع الشركات المستخدم في الكاميرا.
- السعة التخزينية الحقيقية للأجهزة وخدعة تركيب ذاكرة خارجية لتعويض نقص الذاكرة الداخلية.
- كيف تؤثر سرعة الهارد ديسك على أداء الجهاز.
- هل شاشات الـ Full HD حقاً فارقة.
- مواصفات تقنية صغيرة وفارقة في الأداء.