تسعى كل شركة إلى تدعيم جهازها بمواصفات رنانة، مما قد يخدع المستخدمين بعض المسميات، وقدمنا في الجزء الأول من المقال كيف يمكن للمستخدم الحكم على المعالج والبطارية والذاكرة ويحمي نفسه من خداع المسميات، وفي هذا المقال نقدم الجزء الثاني وباقي المواصفات التقنية.
الشاشات
علمياً فإن العين البشرية لا تستطيع التفريق بين الشاشات بعد كثافة 289ppi (عند مسافة 30 سم). الشاشات تطورت بشكل لافت مؤخراً حيث وصلت إلى Full HD في عدة هواتف ووصلت الكثافة في هاتف HTC الرائع “One” إلى 469ppi وهو أقصى من قدرة العين البشرية على التمييز. الأمر هنا لا يخضع لمزايدات أو حب وكراهية لشركة ما لكنها الطبيعة البشرية وقدراتنا التي خلقنا الله بها، لذا فلا تدع معيارك الأساسي كثافة البيكسل إذا زادت عن 300ppi لأن العين لا تفرق، لذا تسعى الشركات إلى تطوير الشاشة نفسها لتكون أفضل عبر زيادة تشبع الألوان ووضوحها وتغيير تقنية الشاشة المستخدمة. أوضح مثال على ذلك هو الآي فون 5 والذي يأتي بنفس كثافة البيكسل لدى الآي فون 4S لكن إذا دققت في الشاشتين ستجد شاشة الآي فون 5 أفضل وذلك لأن التقنية المستخدمة أكثر تطوراً زادت من تشبع الألوان 44% عن الآي فون 4S.
السعة التخزينية:
ترفض أبل بشكل دائم تركيب ذاكرة خارجية في أجهزتها، ويعتبر البعض هذا عيباً والبعض الآخر يراه ميزة؛ فالتخزين بالكامل داخلياً أكثر سرعة. لذا تطبق شركة جوجل -مصممة الأندرويد- نفس الشيء وتأتي جميع أجهزتها سواء الهواتف أو اللوحية بدون ذاكرة خارجية، أما مايكروسوفت فتسمح بوجود ذاكرة خارجية لكنها فقط للصوتيات والأفلام وليس تحميل التطبيقات وهناك نقطتان هامتان في السعة التخزينية هما:
السعة الحقيقية: في الآي فون 16 جيجا يسمح للمستخدم باستعمال 13.5 جيجا تقريباً، أما في الجالاكسي S4 سعة 16 جيجا فإنه يسمح لك باستخدام 8 جيجا فقط، وتابلت مايكروسوفت سيرفس 32 جيجا يسمح لك باستخدام 20 جيجا فقط، فكل شركة تقوم بوضع مزايا في جهازها فتسحب من المساحة التخزينية الداخلية، ضرر ذلك الأمر أن التطبيقات التي تحملها الشركة غير قابلة للحذف وأيضاً أن بعض التطبيقات لا يمكن تحميلها سوى على الذاكرة الداخلية حتى في وجود الذاكرة الخارجية في الأندرويد وكل التطبيقات في الويندوز، لذا على المستخدم قبل الشراء معرفة ما هي المساحة الداخلية الحقيقية للجهاز وليس النظرية.
سرعة الكتابة: عامل آخر يغفل عنه الكثيرون وهو سرعة الكتابة، عملياً لا يمكن معرفته سوى بالاختبارات، سرعة الهارد ديسك تؤثر على سرعة الجهاز ككل كما شاهدنا مع “إينار”، فربما يكون جهازان بنفس السعة التخزينية لكن سرعة الكتابة مختلفة؛ فمثلاً الاختبارات تقول أن جهاز جالاكسي S4 سرعة الهارد فيه ضعف نوت 2 مما زاد من أداء الجهاز.
الكاميرا:
أكثر شيء يخدع المستخدم هو الكاميرا والأرقام، فعندما تسمع أن هناك هاتف 8 ميجا بيكسل وآخر 13 ميجا وثالث 5 ميجا فإنك تلقائياً ربما تظن أن الهاتف ذا الـ 13 ميجا لابد أن يكون الأفضل، وهذا اعتقاد خاطئ تماماً. الرقم الذي يظهر بجوار الميجا بيكسل هذا هو حجم الصورة وليس جودتها، وأوضح مثال على هذا هو هاتف HTC One الذي جاء بكاميرا 4 ميجا بيكسل -تسميها الشركة 4 ألترا بيكسل- لكنه جاء بتقنية جديدة وهى دمج أكثر من عدسة معاً وتوسيع فتحة الكاميرا وعدة نقاط أخرى أدت إلى أن تكون جودة التصوير بها منافسة للآي فون 5 (8 ميجا) وإكسبريا Z وجالاكسي S4 وهم 13 ميجا بل وتتفوق عليهم في التصوير الليلي:
لماذا هذا الأمر؟ السر هو الأمور الصغيرة التي تفرق في جودة التصوير مثل عدد العدسات الداخلية والتي تجعل الصور أكثر وضوحاً. اتساع العدسة يسهم في إدخال أكبر كمية من الضوء فتؤدي إلى وضوح الصور عند التصوير في إضاءه ضعيفة. خواص مثل إزالة النغمشة التي أفردنا لها مقالاً مستقل تجده في هذا الرابط، وتثبيت الصور في حالة التصوير في وضع الحركة وغيرها، التقاط عدة صور واختيار أوضحهم، هذه النقاط هى التي تحكم على جودة الصور وليس عدد الميجا بيكسل.
هاتف نوكيا 41 ميجا، سامسونج S4 بكاميرا 13 ميجا بيكسل، الآي فون 8 ميجا و HTC بكاميرا 4 ميجا
كلمة أخيرة:
سعينا في هذا المقال والجزء الأول منه أن نستعرض المواصفات التقنية وتزويد القارئ بحقائق علمية. وقد رأى البعض أننا نهدف إلى الدعاية لأجهزة أبل لأننا موقع متخصص لها، لكن إن كان هذا صحيحاً لما ذكرنا أن الاختبارات أظهرت أن سرعة S4 ضعف الآي فون 5. فمن رأى أننا متحيزون فهذا حقه؛ لكن هدفنا أن يعلم زائر موقع آي-فون إسلام خبايا تقنية تجعله محترفاً في الحكم على الأجهزة ولا يخدع مثل الآخرين. وننصح المتابع بالتأكد بنفسه مما ذكرناه وإجراء الاختبارات مثل: التصوير في أوقات مختلفة بالهواتف سواء نهاراً أو ليلاً، اختبار وضوح الشاشة في الظلام والشمس، تحميل 200 تطبيق على كل جهاز واختبار سرعة هذه الأجهزة بعدها، تشغيل لعبة عالية الجرافيكس على الآي فون 5 ومنافسيه واختبار الأداء. أو يصمم أي اختبارات أخرى بشرط تثبيت الاختبار على كل جهاز؛ كتشغيل نفس اللعبة أو تحميل نفس عدد التطبيقات بحيث يكون الحكم عادلاً.