كل يوم يضاف إلى متجر برامج أبل حوالي 1000 تطبيق جديد يومياً بالإضافة بالطبع لآلاف التحديثات، الغالبية العظمى من هذه التطبيقات تختفي ويكاد لا يعلم أحد بوجودها. لكن هناك عدد من التطبيقات يتميز ويحصل على شهرة كبيرة، وربما تعد لعبة “Candy Crush” أكثر التطبيقات التي حصلت على شعبية طاغية في عام 2013. فلماذا تميزت هذه اللعبة؟ وهل نجاح لعبة يعتمد أن الفكرة نفسها ناجحة ومبتكرة؟
لعبة كاندي كراش صدرت نوفمبر 2012 وبدأت في الإنتشار عالمياً والآن وفي لحظة كتابة هذه الأسطر تحتل المركز الأول كأكثر تطبيق يحقق عائداً في متجر البرامج بسبب كثافة الشراء من داخلها (اللعبة مجانية)، هل فكرتها فريدة من نوعها؟ بالطبع لا، فلو كانت الفكرة سبب النجاح لكانت إحدى الألعاب التي قلدتها أو حتى التي صدرت قبلها حققت نفس النجاح حيث يوجد في المتجر مئات الألعاب ذات نفس الفكرة ولا تحقق نجاحاً يذكر، شاهد الفيديو التالي لأحد الأمثلة على هذا النوع من الألعاب:
هناك ألعاب تحتل مراكز متقدمة اعتماداً على شهرة شركتها وشخصيات اللعبة كما شاهدنا مع آخر ألعاب روفيو وهى “Angry Birds Go” والتي جاءت بفكرة قديمة واعتمدت على أنها شخصيات الطيور الغاضبة وكفى. لكن كاندي كراش اعتمدت على العديد من العوامل الخفية منها.
الاهتمام بالتفاصيل: اهتمت الشركة المنتجة بتحسين شكل كل عنصر من عناصر اللعبة، الألوان زاهية ومبهرة وجذابة جداً، العبارات المشجعة التي تظهر عند تدمير عدد كبير من الحلوى، الأصوات في اللعبة عند دمج حلوتين سحريتين معاً أو عند القيام بأي مهمة جميلة، كل زر وكل عنصر من عناصر اللعبة تم الاعتناء به ليكون جميل المنظر.
الصعوبة الذكية: عند لعب كاندي كراش للمرة الأولى تجدها سهلة في البداية وتشعر بالمتعة، وبعد عدد من المستويات السهلة تفاجئ بمستوى آخر صعب يكسر متعة عبور المستويات بشكل سريع مما يشعرك بالتحدي لتخطيه، وبعد هذا المستوى الصعب لا تجد آخر صعب (في بداية اللعبة) بل تجد المستويات السهلة تعود مرة أخرى وذلك لأنك إذا وجدت مستوى صعب ثم صعب ثم صعب فهذا سيدفع الكثير إلى التوقف عن اللعب، لكن كاندي كراش تسعى أن تجد مستوى سهلة بعد الصعوبة كي يعود لك إحساس السعادة بسرعة الانطلاق في المستويات، وبعد فترة تجد مستوى صعب جديد ليتحداك وهكذا. الفكرة أنه لا يعطيك مستويات سهلة بشكل مستمر فتشعر بتفاهة اللعبة وتتركها، ولا مستويات صعبة بشكل متوالي فتكرهه اللعبة وتحذفها.
تحدي متنوع: رغم أن طريقة اللعبة واحدة وهى سحب الحلوى في الاتجاهات الأربع لكن مصمموا اللعبة سعوا أن يكون كل مكان في رحلتنا في اللعبة يوجد فيه تحدي مختلفة، ثلج يحتاج أكثر من محاولة لتكسيره، الشيكولاته الشريرة التي تغزو اللعبة، حلوى لا تتدمر، قنابل موقوته عليك تدميرها وإلا ستخسر وهكذا، وتم توزيع هذه التحديات بنفس فلسفة الصعوبة الذكية السابق ذكره. فإذا كنت تكرهه الشيكولاته مثلاً فستجدها تظهر عدة مستويات متتالية ثم تختفي لتشعرك بالراحة وبعد فترة تعود مرة أخرى وهكذا.
الحظ: إذا كنت قد لعبت كاندي كراش فلابد أنك وجدت أن بعض المستويات تنتهي بمفردها، تلعب لعبة ما تبدو لك عادية لكنها تؤدي إلى سلسلة من اللعبات التلقائي الأخرى إلى أن تنتهي المباراة، والعكس أيضاً قد تلعب وتنظر أن يأتي شكل أو لون ما ولا يأتي أبداً فتشعر بكراهية للمطور :( . لا نعلم هل هناك برمجة ما في اللعبة أم أنها مجرد صدفة لكن هذا الأمر يؤدي إلى تعلقك أكثر باللعبة (في المراحل الأولى).
أنت تقوم بالدعايا: إذا فشلت في تخطي المستوى ماذا تفعل؟ تفتح آخر ثم آخر حتى تنتهي عدد المحاولات التي لديك، وهنا عليك القيام بأمر من ثلاث، إما دفع الأموال، أو الانتظار حتى تحصل تلقائياً على محاولة جديدة، والحل الثالث هو أن تطلب من صديق لك أن يرسل له محاولة، فماذا إن لم يكن لديك أصدقاء يلعبون اللعبة؟ هنا ستقوم أنت بالدعايا وتطلب من صديق لك أن يحملها على جهازه أو يفتحها من الفيس بوك، إذا فاللعبة تجبرك أن تقوم بالدعايا لها “مجاناً”. وإذا لم ترغب في عمل دعايا فلا بأس فقم بدفع الأموال وهنا ربحت الشركة أيضاً :D .
الاجتماعية بإمتياز: لعبة كاندي كراش بدأت في الفيس بوك ثم انتشرت على الأجهزة، وهى تعد حقاً لعبة اجتماعية حيث تطلب المساعدات من أصدقاءك، وإذا تمكنت من تخطي رقم صديق فتقوم اللعبة باقتراح أن تنشر على صفحته أنك هزمته مما قد يدفع الآخر لفتح اللعبة واللعب مرة أخرى ليتخطاك لينشر على صفحتك كما فعلت أنت.
حان وقت دفع المال: بعد أن تتجاوز المراحل الأولى وتقع في حب اللعبة وأصبح قطاع عريض من أصدقاءك يلعبونها فهنا وفي هذه المراحل المتقدمة تجد المستويات صعبة بشكل متوالي، مما يدفعك لدفع المال لتخطيها أو الصبر لأيام لتنجح في عبور مستوى، وتعلقك باللعبة يمنعك من توقف اللعب. وهذا هو سر جنيها للأموال.
الخلاصة:
هناك العشرات من الأسباب التي جعلت لعبة “كاندي كراش” ظاهرة تحقق ملايين الدولارت، ومن العوامل التي ذكرناها فإن اللعبة تركز بشكل أساسي على جوانب نفسيه سواء شعور التحدي بأن عليك الفوز والتفوق على أقرانك، أو التعلق بالألوان والأصوات والمؤثرات الطريفة. وبالطبع قامت شركتها بالدعايا المكثفة لها وغيرها من العوامل التي لا علاقة لها بفكرة اللعبة التي تم استخدامها واستهلاكها في عشرات بل مئات الألعاب المنافسة. وبالطبع العوامل التي ذكرناها ليست حصرية لكاندي كراش بل هى عوامل نجاح الكثير من الألعاب الأخرى.