يبدأ العام المالي لشركة أبل في 1 أكتوبر من كل عام، وعلى عادة الشركات فهى تصدر كل ثلاثة أشهر نتائج الأعمال السابقة. وقد ذكرنا في أخبار على الهامش الأسبوع الماضي –هذا الرابط– أرقام المبيعات والتي نتج عنها ارتفاع كبير يقارب 8% في سهم أبل على عكس الربع السابق والذي نتج عنه إنهيار تاريخي للسهم. فما المختلف هذه المرة ولماذا ارتفع سهم أبل؟ وهل هى بداية صحوة؟
قبل أن نبدأ في تحليل النتائج للتعرف على سر ارتفاع السهم دعونا نلقى نظرة على الأرقام:
- تحقيق عائدات تقدر بـ 45.6 مليار دولار مقارنة بـ 43.6 مليار دولار العام الماضي أي بزيادة 4.5%.
- تحقيق صافي ربح يقدر بـ 10.2 مليار دولار مقارنة بـ 9.5 مليار العام الماضي أي بزيادة 7.3% .
- تم بيع 43.7 مليون آي فون مقارنة ب 37.43 الربع الماثل العام الماضي أي بزيادة 17%.
- تم بيع 16.35 مليون آي باد مقارنة ب 19.47 مليون العام الماضي أي بانخفاض 16٪.
- تم بيع 4.1 مليون جهاز ماك مقابل 3.9 مليون العام الماضي أي بارتفاع 5%.
- تم بيع 2.7 مليون آي بود تاتش مقابل 5.6 مليون الربع المماثل العام الماضي وهو يعني انخفاض قدرة 51%.
بمجرد الإعلان عن هذه النتائج قفز سهم أبل في جلستين 9%. السر وراء هذا الارتفاع يكمن في نقطتين؛ الأولى هى ما كشفت عنه أبل بزيادة منظومة إعادة الأموال وتوزيع الأرباح على المستثمرين لتصل إلى 130 مليار دولار، وهذا له تأثير إيجابي يعلمه المستثمرون وهى لا تهمنا كثيراً كموقع تقني. والنقطة الثانية هى قوة مبيعات الآي فون.
صدق أو لا تصدق فإن الآي فون 5s وشقيقه 5c تمكنا من كسر الأرقام القياسية الخاصة بأبل على الرقم من انتقاد الأول أنه لم يأتي بجديد سوى البصمة والثاني أنه “فاشل” لكن دعونا ننظر إلى الأرقام وسنجد أن الآي فون يصدر عادة في سبتمبر، وبالتالي نتائج الربع الأول المالي تكون الأفضل -أكتوبر ونوفمبر وديسمبر- ثم تنخفض المبيعات في الربع الثاني لأن الجميع أصبح لديه آي فون الآن. وبمقارنة نسب الانخفاض مع الأعوام السابقة نجد التالي: أن الربع الثاني 2013 حدث انخفاض 22% لكن هذا العام حقق الربع الثاني 2014 انخفاضاً قدره 14% أي أن الاقبال على شراء الآي فون يزداد. والحقيقة أن هناك عامل آخر قوي:
المواقع والخبراء ذكروا أن أبل ستحقق مبيعات 37.4 مليون جهاز لكن أبل فاجئت الجميع بتحقيق مبيعات برقم 43.7 مليون جهاز أي أفضل من توقعات أي خبير ومركز إحصائي في العالم. ولمن لا يعلم فإن الآي فون يمثل 57% من عائدات شركة أبل وأي ارتفاع فيه يؤثر عالشركة ككل حيث أن دخل أبل من الآي فون يفوق مجموع الآي باد والآي بود وأجهزة الماك والتطبيقات وأرباح الآي تيونز وكل شيء آخر بالنسبة لأبل مجموعه 43% مقابل الآي فون 57%. وإذا أضفنا أن أبل حققت ارتفاعاً قدره 26% عن الربع المماثل في المبيعات داخل الصين وهو السوق الأهم عالمياً و 13% في حالة اليابان مع ثبات الأسواق الأوروبية والأمريكية أي أن الخلاصة أبل لم تخسر سوق من ناحية الأموال والعائدات بل لا تزال تحقق نمو عكس الربع السابق -راجع هذا الرابط-
الجدير بالذكر أن أبل حققت أفضل من توقعاتها هى نفسها، فكل ثلاثة أشهر تذكر أبل توقعاتها للربع القادم، وكانت أبل عائدات ما بين 42 إلى 44 مليار دولار لكنها حققت 45.6 مليار أي أفضل من الحد الأقصى.
إنهيار الآي باد
ليس الأمور دائماً مثالية ففي الوقت الذي حقق الآي فون مبيعات رائعة جاء الآي باد ليصدم محبيه، فعلى الرغم من صدور الآي باد Air وميني ريتنا وتم اختيار الأول كأفضل تابلت في العالم لكن جاءت المبيعات الأقل حيث انخفضت 37% عن الربع السابق و 16% عن الربع المماثل. باعت أبل 16.3 مليون جهاز في حين توقع الخبراء 19 مليون. وانخفاض المبيعات يأتي لأسباب عديدة مثل:
- كثرة المنافسين وارتفاع أداء أجهزتهم.
- زيادة أبل سعر الآي باد ميني 70$ عن سعر جيله الأول وبهذا أصبح سعره يقارب ضعف منافسيه من الحجم نفسه.
- توفر الآي باد سريعاً في الربع الأول في كل العالم مما أدى لتشبع السوق منه.
كلمة أخيرة:
نعلم أن المقال يضم أرقاماً كثيرة وهو أمره يكرهه الكثيرون، لكننا تعودنا سوياً ألا نذكر خبراً بطريقة مجردة كما يفعل الجميع فمتابع آي-فون إسلام مختلف عن الجميع حيث يعرف الخبر ويفهمه وليس مجرد معرفة مجردة. الربع السابق مدح الجميع في تقرير أبل لكننا انتقدناه، وجاءت النتائج مؤيدة لنا حيث انخفض سهم الشركة، وذكرنا وقتها أن المبيعات القياسية هذه بها خلل -راجع هذا الرابط– وهذا الخلل تحديداً في الآي فون ومبيعاته، وبالفعل خلال الأشهر السابقة غيرت أبل بعد مديري أقسام التسويق وقدمت دعايا مكثفة وعروض خاصة مع شركات في أمريكا والصين وغيرها فجاءت أرقام الآي فون الأفضل.
هذه المرة نرى أن مبيعات الآي باد هى التي بها خلل ما وهذا يجعلك تفسر كم الفيديوهات الدعائية التي ظهرت مؤخراً للآي باد على موقع أبل وأيضاً قناتهم على اليوتيوب، فتقريباً آخر 9 أعلانات أصدرتها أبل منها 6 للآي باد. هل علمت السر الآن؟ انتظر التقرير القادم نهاية يوليو وسنذكرك عندما ترى تحسن في مبيعات الآي باد.