الآيباد كان من أكبر المحطات في تاريخ أبل منذ أن كشفت عنه في عام 2010 وقد تم انتقاده في الصحف وعلى الإنترنت وتم اتهامه بأنه جهاز آي فون مكبر فقط بدون أي فائدة، إلا أن مبيعاته كانت مفاجأة للجميع بلا استثناء، فقد كسرت كل التوقعات وكان ولا يزال يتصدر أكثر الأجهزة اللوحية مبيعاً حتى الآن، رغم تضاؤل الفرق بينه وبين أجهزة الأندرويد قليلاً إلا أنه لا زال يحتفظ بالصدارة كأكثر تابلت مبيعاً. ومؤخراً بدأ يثار بعد التساؤلات حوله وأهمها “هل توقف تطور الآي باد ؟”


 كانت أكبر الانتقادات للآي باد الأول هي أنه جهاز لعرض المحتوى فقط، بمعنى أنه لا يمكن استخدامه للإنتاج. ولكن مع صدور الآي باد الثاني قامت آبل بجعل النظام أفضل للإنتاجية وأطلقت مجموعات تطبيقاتها iLife و iWork على متجر البرامج. وبدأت أبل في إضافة مميزات خاصة بنظام الآيباد تستفيد من شاشته الكبيرة تميزه عن الآيفون وقد كان التطور الزمني الآيباد كالتالي:

  1.  في 2010 تم الإعلان عن الآيباد الأول والذي تم انتقاده لعدم قدرته على الإنتاجية.
  2. في عام 2011 تم الإعلان عن الآيباد الثاني والذي ضم الكثير من التحسين في التصميم، ولكن المهم هو إطلاق تطبيقات أبل الإنتاجية وتحسين نظام الآي باد والاستفادة من شاشته الكبيرة بتمكين خصائص اللمس المتعدد، مثل: السحب بأربعة أصابع جانباً للتغيير بين التطبيقات المفتوحة في الخلفية.
  3. في عام 2012 تم الإعلان عن الآيباد الثالث، والذي كان التغيير الأساسي فيه هو أنه يحتوي على شاشة ريتنا ولكن لا جديد بخصوص النظام.
  4. في عام نهاية عام 2012  تم الإعلان عن الآي باد الرابع والذي كان التغيير فيه يتلخص في المعالج بشكل أساسي والإعلان عن الآيباد ميني.
  5. في عام 2013 تم الإعلان عن الآيباد إير الذي جاء بتصميم جديد مشابه للآيباد ميني ومعالج أفضل بالإضافة إلى الجيل الثاني من الآيباد ميني الذي احتوى على شاشة ريتنا.

إذا قمنا بتحليل الخط الزمني في الأعلى نجد أن تطور نظام الآي باد قد توقف بعد الآي باد الثاني، وصار الجديد يتلخص في العتاد فقط. بل قل الفرق بين نظام الآيفون والآيباد من حيث التطبيقات الخاصة بالنظام.. فهل يعود الاتهام للآي باد مرة أخرى بأنه مجرد آي فون كبير؟ ومتى ستقوم أبل بوضع مزايا جديدة خاصة بالآي باد؟


ماذا فعل المنافسون؟

اكتسح الآي باد جميع الأجهزة اللوحية، ووصل في بعض الأوقات حصته إلى 75% من مبيعات التابلت حول العالم، لكن الشركات لم تسكن لهذا الأمر وسعت لتطوير أجهزتها مما جعل حصة الأندرويد الآن تفوق حصة أبل في سوق التابلت، وإن بقيت أبل أكبر شركة مصنعة للأجهزة اللوحية في العالم. في الأسطر التالية سنتعرف على ما قدمته الشركات المنافسة في هذا العالم.


سامسونج

قامت سامسونج بتحسين أجهزة التابلت الخاص بها فيما يتعلق بخصائص النظام. فنرى سامسونج تضيف قلم الـ S-pen الذي يتمتع بخصائص ممتازة لأجهزة جالاكسي نوت، ومنها أنه حساس لشدة الضغط عليه. وقد قدمت سامسونج معه القدرة على فعل الكثير داخل النظام به، بالإضافة إلى برنامج S-note الذي يكمله، بل إنها تضمن برنامج Sketchbook الشهير الخاص بالرسم الاحترافي في جهازها مجاناً مع الجهاز؛ مما جذب الكثير من الفنانين ومحبي الإبداع لجهازهم. كما أن سامسونج قامت بإدراج خاصية بدأت تكتسب شهرة شيئاً فشيئاً، وهي خاصية تعدد المهام. ليس تعدد مهام بأن تعمل التطبيقات في الخلفية كما في الآي باد، بل يمكنك استخدام أربع تطبيقات معاً دفعة واحدة ويمكنك سحب ملفات من تطبيق وإسقاطها في تطبيق آخر؛ مما يمكن الكثيرين من تحسين إنتاجيتهم بشكل كبير. بالإضافة إلى مميزات تأتي مع آندرويد أساساً مثل تعدد المستخدمين.. فإذا كانت عائلة تشترك في جهاز واحد يمكن أن يقوم كل فرد بإنشاء حساب خاص به مثل جهاز الحاسب وهذه الخاصية مفيدة للأهالي الذين لا يريدون أن يعبث أطفالهم بشيء لا يخصهم.


LG

قامت شركة LG بوضع خصائص مشابهة إلى حد ما للجالاكسي نوت، حيث يمكنك تشغيل عدة تطبيقات مصغرة على الشاشة في وقت واحد، ولكنها بسيطة مثل الحاسبة أو الملاحظات أو تشغيل فيديو، بالإضافة إلى التطبيق الأساسي العامل في الشاشة الكاملة. وقد وضعت خاصية أخرى تسمح لك بالسحب بثلاثة أصابع إلى اليسار، فيذهب التطبيق ويخزن في الخلفية ويظل عاملاً، ثم يمكنك استعادته فوراً في أي مكان من خلال السحب بثلاثة أصابع لليمين.. الخاصية تسمح لك بتخزين حتى ثلاثة تطبيقات بهذه الطريقة.


 مايكروسوفت

قامت شركة مايكروسوفت ببناء نظام أجهزتها اللوحية لمحبي نظامهم ويندوز، فيمكنه الحصول على نفس تجربة الحاسب وبالتالي نفس البرامج التي تعمل عليه ويعتبر العديد هذا الأمر مميزة قوية، إلا أن مايكروسوفت لم تنس تعدد المهام الممتاز كما في نظامها ويندوز للحاسوب وبل دعمت الجهاز بإيماءات مختلفة تحسن كثيراً من تجربة الاستخدام وأضافت تزامناً قوياً مع أجهزة الحاسب العاملة بنظام ويندوز.


 يمكننا أن نرى بوضوح أن المنافسة قوية جداً في مجال التابلت الآن وليست سهلة كالسابق، وهذا يفسر انخفاض الفرق في المبيعات بين الآيباد والأجهزة اللوحية الأخرى، وهذا ينذر بشدة بأن مكانته سوف تسقط إن لم تقم آبل بتطوير نظام الآي باد التطوير الكافي. وهذا غير معقول أن تترك أبل جهازها على حاله؛ لأنه مع تطور الآي باد يتوقع من لديه جهاز آخر أنه سوف يحصل على المزيد من مزايا النظام مع شرائه لآي باد جديد وليس فقط فارق في العتاد.


كيف يمكن أن تطور أبل الآي باد:

1

تعدد مهام حقيقي مثل عائلة جالاكسي، ومؤخراً بعض الشائعات ذكرت أن أبل ستدعم تعدد المهام بشكل كامل في iOS 8 والآي باد القادم.

2

قلم منافس لقلم جالاكسي S-Pen الذي يجعل الإبداع أسهل فعلاً بخصائصه الممتازة. يمكن أن توفر أبل قلم يباع بشكل مستقل ويوفر مزايا خاصة لمن يتقنيه مع الآي باد.

3

مزيد من الإيماءات الخاصة بتعدد المهام؛ لكي تسهل استخدام النظام وتجعله أكثر سلاسة، وبالنظر إلى السيديا ستجد أداة Activator تقدم تخصيص واسع للإيماءات، فلم لا تفعل أبل المثل.

4

 إصدارات الآي باد من معظم تطبيقات أبل يجب أن تحصل على إعادة تصميم لتكون أكثر اختلافاً عن شقيقتها في الآي فون.

5

طريقة أفضل لعرض مركز التحكم للاستفادة بشكل أفضل من مساحة الشاشة وإضافة خصائص له أو إمكانيات حصرية للآي باد.

6

تطوير كبير لمركز الإشعارات ليجعله مختلف عن الخاص بشقيقه الآي فون ويضيف مزايا جديدة إليه وخاصة لأنه أصبح يحتل كامل الشاشة الآن فيجب الاستفادة جيداً من المساحة.


الخلاصة:

المنافسة في مجال الأجهزة الذكية عموماً ومنها الأجهزة اللوحية لم تعد سهلة، لكن أبل بدأت تحول الآي باد إلى آي فون كبير الحجم، وعشرات المحللين والمواقع أشاروا لهذا، فحتى التطبيقات أصبحت مجرد نسخة مكبرة لا تستفيد من حجم شاشة الآي باد. ومؤخراً بدأت الكثير من التقارير تشير إلى أن أبل ستبدأ في تخصيص نظام iOS ليصبح هناك مزايا حصرية للآي باد تستفيد من حجمه. فهل ستفعلها أبل قبل فوات الأوان؟

ما رأيك في مميزات الآي باد حالياً وهل ينقصه مزايا تهمك؟ وهل ترى أن على أبل تطوير مزايا حصريه له وتحريره من صورة “آي فون كبير”؟ شاركنا بها.

مقالات ذات صلة