أن تقوم بصناعة هاتف خاص بك يحمل علامتك التجارية ليس أمراً صعباً ولا يخفى على أحد أنه يمكنك دون مغادرة مكتبك أن تتواصل مع آلاف المصانع في الصين وتقوم بطلب مواصفات خاصة لهاتفك، وفي خلال أسابيع سوف تصلك شحنة هواتف عليها علامتك التجارية بنفس المواصفات التي وافقت عليها. الأمر الصعب هو التسويق لهذا الهاتف. لماذا يجب أن يشتريه المستهلك؟ بالتأكيد لن تستطيع الحصول على سعر أقل من المعروض في السوق ومن الصعب أن تقدم اختراع جديد أو مواصفات أفضل من المعروض، فالمنافسة ليست سهلة. فلماذا يقبل عليك المستهلك وجهازك يحمل ماركة غير معروفة.
الحل هو أن تقدم قيمة مضافة إلى الهاتف، هذه القيمة بالتأكيد ستكون لنظام التشغيل وأفضل قيمة من الممكن أن تضاف إلى هاتف هى محتوى إسلامي قيم، وهذا ما قام به دكتور ذاكر نايك، وهو داعية وخطيب ومنظر إسلامي هندي بالتأكيد يعرفه الكثير منكم فقد جعله الله سبب في هداية العديد للإسلام. ويتميز الدكتور ذاكر مثل غيره من الدعاة في الغرب من أمثال الدكتور يوسف إستس مؤسس شبكة الإنترنت (الإسلام غداً islamtomorrow.com) بالطريقة المتميزة في أسلوب عرض الإسلام والدعوة إليه وأيضاً له عدة مشاريع تعتمد على التقنية في الدعوة الى الله. هولاء الدعاه يسوقون للإسلام كما يسوق الغرب لسلعتهم بأساليب علمية يتقبلها جيل الإنترنت، ويعتمدون على التقنية ومواكبة العصر في إيصال تعاليم الدين وتحبيب الناس له والحقيقة أن العديد من هولاء الدعاة في الغرب لهم مجهود لا يعلمه إلا الله ويحق لنا أن نغبطهم عليه.
واحدة من الافكار الرائعة هي تصنيع هاتف Peace Mobile وقد تم إنشاء هذا المشروع العام الماضي بواسطة شركة تكنوجلوبل بالتعاون مع الدكتور ذاكر ليتطور هذا العام ويتم إصدار Peace Mobile 2 وهذا دليل على نجاح هذا المنتج، فماذا يقدم؟
يقدم موبيل السلام 2 أكثر من خمسين تطبيق إسلامي مجاناً مع الهاتف مثل تطبيقات أوقات الصلاة والقبلة وشرح الأحاديث وأسماء الله الحسنى وتطبيقات الزكاة وتطبيقات الذكر والقرآن وغيرها الكثير. أيضاً أكثر من مئتان رنة جوال بطابع إسلامي. وثمانين ساعة مرئيات للدكتور ذاكر. ومئة خلفية إسلامية والعديد من الكتب بالإضافة إلى العديد من الأناشيد الإسلامية. كل هذا مثبت مع الهاتف وجاهز للعمل فور فتح هاتفك.
موصفات الجهاز:
- شاشة 5 بوصة
- معالج رباعي النواة بسرعة 1.3 GHz
- شريحتان SIM بتقنية 3G
- ذاكرة داخلية 4GB
- ذاكرة خارجية 32GB
- كاميرا 8MP
- نظام أندرويد جيلي بين 4.2
طبعاً لا مقارنة بين هذا الهاتف والآي-فون أو بعض الهواتف الذكية من كبرى الشركات التي تعتمد على أندرويد كنظام تشغيل، ونعتقد أن الهاتف يستهدف فئة معينة من المستخدمين غير العرب والمغتربين في دول العالم من الهنود والأجانب المسلمين. ولكن يجب أن نعترف أن مثل هذه المحاولات والنجاح في الترويج لها هي أفكار جيدة بلا شك، والدخول في عالم التقنية والتواصل مع الشباب أمر اصبح لا فرار منه.
سعر الهاتف 215 دولار أمريكي، ويمكنك شراءه من موقع الهاتف او عن طريق الموزعين المنتشرين في أنحاء العالم ومنهم في السعودية والإمارات والكويت وعمان وغيرها من البلاد العربية والاجنبية.
لماذا هذه المبادرات قليلة في الوطن العربي؟
اسم هاتف إسلامي قد يؤرق البعض واسألنا نحن فموقعنا هو آي-فون إسلام. والقضية أن البعض مازال يردد ويقول ابقو الدين بعيداً لا تتاجر بالدين لا تتعامل بالدين، الدين لا علاقة له بالتقنية، الدين لا علاقة له بالمعاملات التجارية وبالطبع نحن نتفهم أن البعض قد شوش عليه بواسطة الإعلام القديم والحديث وجعله في غاية الحذر من اي شيئ يتعامل باسم الدين، ولا شك أن هناك بعض من المسلمين أساء إلى نفسه بتعامله الغير أخلاقي وهو يلبس لباس الدين والدين منه براء، لكن هذه الفئة موجودة في كل ملة ودين وليست هي الأصل، فإذا تعاملت مع رجل أمريكي سيئ فهذا لا يشير على أن كل من هو أمريكي سيئ.
وعودة إلى الحق، الإسلام هو زادنا في الدنيا وبه نتعامل ولا عيب أبداً ان يكون التاجر مسلم فخور بدينه ولا عيب أبداً أن يبيع القرآن وكتب العلم وأن يكسب منها فهذا أفضل من بيع الخمور ولحم الخنزير، ولا عيب أبداً أن يكون من اغنى اغنياء العالم، ولا تعارض أن يكون ذو خلق وصورة مشرفة للدين. وهناك العديد من الأمثلة في العالم من رجال أغناهم الله من فضله كانت تجارتهم حلال وبيعهم حلال.
لذلك رسالتنا إلى كل رجل ملتزم بدينه ومحب لإسلامه، اهتم بتجارتك وجدد أفكارك، كن عصري فدينك هو آخر الاديان وهو دين كل عصر، لا تلتفت إلى أصحاب العقول الصغيرة وابتغ فضل الله، يرزقك الله في الدنيا وتكون في الآخرة مع الصالحين.