طوال الأسبوعين الماضيين كان هناك هجوم كبير على أبل وسخرية لاذعة من الجميع، في البداية تحدثوا أن الجهاز الجديد مجرد شاشة فقط -راجع هذا الرابط– ثم ساعدت أبل المنتقدين بتقديمها تحديث فاشل سحبته بعد دقائق –هذا الرابط– وأيضاً الأخبار والفيديوهات عن أن الجهاز الجديد قابل للثني بسهولة –هذا الرابط-. وهنا كان هناك تساؤل! لماذا حدثت ثورة ضد أبل تحديداً؟! ولماذا لا نرى أمور مماثلة مع الشركات الأخرى؟
أبل سبب الهجوم عليها
تقدم أبل نفسها دائماً أنها الشركة التي تخدم الصفوة، تقدم أجهزة فائقة الجودة والتصميم، لا تقول أنها تقدم أكبر عدد من المزايا لكن تذكر أنها تقدم لك كل شيء تحتاجته، إذاً أبل هى من وضعت نفسها في هذه الخانة وإذا كان هناك مزايا تنقص أجهزتها فيمكنك أن تلومها لكن ليس بالقدر التي تلوم أبل عليه في حالة مشاكل الجودة. وبالمثل هناك منافسون آخرون يروجون لأنفسهم أنهم الأكثر مزايا وبناء على ذلك إذا لا يواجهون بنقد كبير إذا كان هناك مشكلة في الجودة في الأجهزة أو النظام سيكون أمر غريب لأن لسان حال الشركة وكأنه يقول “أخبرتكم أنني الأكثر مزايا لكن هل وعدتكم بجودتها أو حتى أنها تعمل :D “.
أبل وعدت المستخدمين أنهم سيحصلون دائماً على الأفضل وبناء على ذلك يعاب عليها إن لم تكن كذلك.
أبل تقود التقنية
هناك مثل شعبي يقول “غلطة الشاطر بألف” وهذا المثل ينطبق تماماً على أبل، فإذا أصدرت أبل نظام تشغيل يهنج أو به أعطال فسيكون هذا حديث العالم، لكن إن صدر من منافسيها سواء الويندوز أو الأندرويد نفس الأعطال فلن يستنكر بنفس القدر وربما لن يحدث من الأساس استنكار. وذلك لأن هذا الأمر غير معتاد من أبل وأيضاً هى تعد قائد تقني وإذا أخطأ القائد فهنا كارثة. وإذا لم ترى أبل قائد فلنعد للسنوات الماضية ولنرى تأثير أبل:
- عام 2007 أبل تقوم العالم نحو مفهوم جديد للهواتف الذكية.
- عام 2008 أبل تقود الشركات التقنية نحو شكل جديد لمتاجر البرامج.
- عام 2010 أبل تقود العالم إلى الاهتمام بالأجهزة اللوحية بإطلاق الآي باد وأيضاً نحو الشاشات فائقة الجودة بظهور الريتنا.
- عام 2011 أبل تقود العالم نحو الاهتمام بتوفير مساعد شخصي ذكي متطور بتقديم سيري.
- عام 2013 أبل تقود الشركات نحو مفهوم جديد للبصمة بتقديمها بشكل يفوق أي منافس حتى يومنا هذا بالآي فون 5s وكذلك معالجات 64Bit في الهواتف.
لذا فبغض النظر عن سخرية الملايين منها لكن في النهاية أبل قائد وينتظر منها أن تقدم شيء ثوري مميز وليس فقط أجهزة ذكية، فما بالنا بإصدار أخطاء كالتحديث مثلاً؟!
غلطة الشاطر بألف، والقائد غير مسموح له بالخطأ مثل العاديين لأنه هو المسئول عن دفة السفينة والمسار
هل أبل بدون أخطاء؟
دافعت أبل عن نفسها بأن أجهزتهم انحنيت هى 9 فقط من بين أكثر من 10 مليون جهاز تم بيعه وقدمت الكثير من الأمور لإثبات اهتمامها بالجودة -سنذكرها في أخبار على الهامش يوم الخميس-. وكان لسان حال أبل هو “هناك أخطاء ولكن بسيطة ولا تذكر”. ولكن لما لا نعود للماضي ونرى أخطاء أبل وفي الآي فون فقط.
في عام 2010 حدثت مشكلة الشبكة الشهيرة في الآي فون 4 وقامت أبل بعقد مؤتمر صحفي وقال جوبز أنها موجودة في كل الشركات وأنكم أنتم من تمسكون بالهاتف بشكل غير صحيح -راجع مقالنا عن مؤتمر جوبز وقتها-. ولنذهب إلى الوقت الحاضر، حالياً أبل تقوم بعملية استبدال شواحن لبعض أجهزة الآي فون 5 وكذلك استبدال بطاريات للهواتف المصدرة في فترة سبتمبر 2012 حتى يناير 2013 في العديد من الدول. هل سألت نفسك كم آي-فون قامت أبل ببيعه في هذه الفترة؟ الإجابة من تقرير أبل المالي هى 47.78 مليون آي-فون والدول التي أعلنتها أبل للاستبدال تم بيع غالبية هذا الرقم فيها. هل تتخيل أنها تقول بطارية تالفة في 30 مليون جهاز مثلاً؟! هذه كارثة وليس خطأ لكن! مر الأمر ولم ينتقد أحدها أحد فلماذا؟!
لا يمر عام إلا وتعلن أبل وجود مشاكل وأعطال في بعض الأجهزة الخاصة بها، لا شركة بدون أخطاء
أخطاء تمر وأخطاء لا تغتفر
الآي فون يمثل 50-55% من عائدات الشركة؛ هل تتخيل هذا؟! عائدات الآي فون تساوي وأحياناً تفوق مجموع عائدات أجهزة الماك والآي باد والآي بود ومتجر البرامج وكل خدمات الشركة. لذا من المنطقي أن يكون الجهاز الذي يحصل على نصيب الأسد من اهتمام الشركة. أن تحدث مشكلة كالسابق ذكرها في بطارية الآي فون 5 بعد عامين من صدوره فهذا أمر يمكن التغاطي عنه. لكن أن يصدر جهاز ويشتكى منه بعد أيام حتى وإن كانت 9 شكاوى كما ذكرت أبل فهذا غير مقبول. نعم لا يوجد جهاز بهذا الحجم وأيضاً في نفس السماكة لكن كان يجب على الشركة أن توفر حلولاً لهذا الأمر -لا أعلم ما هى لكنها أبل وعليها أن تتصرف-. وأضف إلى هذا مهزلة إصدار تحديث لم يختبر على أحدث أجهزة الشركة 6 و 6 بلس.
أن تظهر مشاكل بعد عامين فهذا يمكن التغاطي عنه، لكن مشاكل فورية وأخرى تظهر بعد أسبوع فهذا غير مقبول
هل المشاكل تعني النهاية؟
انتهت أبل وانهارت أبل وأين أيامك يا جوبز و… الكثير من العبارات التي نسمعها، لكن الحقيقة هى أن الإنهيار أو الصعود لا يكون بين ليلة وضحاها. ظهرت مشاكل الآي فون والتحدث وثني الجهاز الأسبوع الماضي، وبعده بأيام توفر للبيع في 22 دولة ومنها دول عربية، ماذا كانت النتيجة؟! نفاذ للمخزون الفوري بل ووصل الأمر في المتجر التركي أن الطلب الآن سوف يشحن ما بين 3-4 أسابيع. بالطبع هناك قطاع سيشتري الآي فون مهما كان لكن هناك قطاع آخر فكر في الأمر وقال أن الجهاز به مزايا 1-2-3 وظهر عيوب كذا وكذا، ما البديل؟ إنه الأندرويد أو الويندوز فون وفكر وحسب المزايا والمشاكل في الحالتين ووجد أنه في النهاية أبل بمشاكلها وعيوبها -بالنسبة له- لا تزال الخيار الأفضل، وصدور تحديث يسبب مشكلة ويتم علاجه وإصدار آخر في 24 ساعة أفضل من صدور تحديث لا يحصل عليه إلا بعد شهور :D.
170 مليون مشتري سنوي للآي فون لا يمكن أن يكونوا مجانين، هناك ملايين يرون الجهاز بعيوبه أفضل من الآخرين، ونهاية أبل سوف تأتي عندما يشعر هذا العدد بغير ذلك
كلمة أخيرة
في هذا المقال أردنا أن نقوم بحوار مفتوح ونتحدث معاً ونفكر في أبل ومستقبلها. أردنا توضيح أن أبل كثيراً ما واجهت مشاكل مع أجهزتها، وأنها هى السبب في الهجوم عليها لأنها تروج لنفسها بالأفضل والأكثر جودة. وأن غلطة الشاطر بألف ومن يقود سوق التقنية لا يمكن أن يخطئ بنفس الأخطاء التي ترتكبها الشركات العادية. وندعوك في التعليقات لأن تتحدث معنا بحرية وتخبرنا برأيك في أبل ومستقبلها وكذلك المنافسين وهل ترى أبل بأخطاءها أفضل منهم. وبالطبع نذكر البعض ألا ينس أن يخبرنا بأننا متعصبون لشركة أبل وغير محايدين :D . ننتظر تعليقاتكم