كل ثلاثة أشهر تعلن أبل عن نتائج ربع مالي وفيه تذكر عدد الأجهزة التي تم بيعها والعائدات والأرباح والعديد من التفاصيل الأخرى. ويبدأ العام المالي لشركة أبل في 1 أكتوبر من كل عام -راجع نتائج السابقة هذا الرابط وهذا الرابط– وفي الأسطر التالية سنتعرف على ختام العام وماذا حققت أبل فيه لنعرف مستقبلها.
لماذا نتابع نتائج أعمال أبل؟
عندما ننشر هذا المقال الدوري كل ثلاثة أشهر يأتي سؤال وهو “أنا شخص لن استثمر في أبل فلماذا أتابع نتائج أعمالها؟” الإجابة ببساطة هى أنك تستطيع أن تعلم اتجاه الشركة وطريقها الحقيقي من نتائج الأعمال، حيث ننظر للأمور من أعلى وليس نظرة ضيقة، فعلى سبيل المثال معظمنا يرى هواتف سامسونج تكتسح الأسواق وأنها تنمو وأبل تخسر وتنخفض، لكن الحقيقة أن سامسونج أعلنت في نتائج ربعها المالي السابق والذي يسبقه (الـ 6 أشهر الماضية) عن تراجع كبير في المبيعات وبالتالي الأرباح انخفضت أكثر من 80% وخسرت الشركة الكثير من سوقها -وإن ظلت الأولى في العدد الإجمالي-، وفي المقال نرى الهواتف الصينية مثل هواوي وتشاومي وZTE ولينوفو كأجهزة محدودة فقط، لكن بالنظر لأرقامهم تفاجئ بمعدلات نمو قياسية تفوق كل الشركات الأخرى حتى أصبحوا يسيطرون على أكثر من ثلث السوق.
فماذا تقول الأرقام عن أبل في 2014؟
صعود الآي فون وانهيار الآي باد وتقدم الصين
الآي فون: على عكس ما قد يراه الكثيرون فإن الآي فون لا يزال يحقق مبيعات تاريخية، فكشفت أبل أنها باعت 169 مليون آي-فون جديد خلال عامها المالي 2014 وهذا يعني ارتفاع 12.5% عن العام السابق والذي باعت فيه 150 مليون جهاز. وهذه الأرقام لا يدخل فيها تقريباً الآي فون 6 و 6 بلس حيث ترصد المبيعات حتى 30 سبتمبر أي تضم 10 أيام فقط من مبيعات الهاتفين الجديدين والذي سنرى تأثيرهم الربع القادم.
الآي تيونز: لا يقصد بالآي تيونز التطبيق الذي يتم المزامنة من خلاله فقط لكن المقصود إجمالي مبيعات التطبيقات والمقاطع الصوتية والكتب والأفلام وغيرها، وكشفت أبل أن الآي تيونز هو الآخر حقق نمو قدره 12.5% حيث ارتفع من 16 مليار دولار ليصبح 18 مليار دولار.
إنهيار الآي باد: مفاجأة غير متوقعة للملايين، ففي الوقت التي أطلقت فيه أبل العام الماضي الآي باد Air وكذلك ميني ريتنا وتوقع الجميع أن بهما سوف تصعد أبل لكن جاءت الصدمة! في العام المالي 2013 باعت الشركة 71 مليون آي-باد، لكن خلال 2014 وفي الوقت الذي انتشرت فيه الأجهزة اللوحية بشكل غير مسبوق لم تتمكن أبل من بيع نفس العدد حتى وليس تحقيق معدل نمو، حيث جاءت الأرقام تذكر بيع 68 مليون جهاز. في الوقت الذي يزداد الإقبال على التابلت انخفض على الآي باد.
الصينيون قادمون: الصين تتطور بشكل كبير ويزداد ثراء مواطنيها، ولأن أجهزة أبل تتنشر في الدول ذات المستوى المالي الكبير كأوروبا وأمريكا واليابان، فكان طبيعياً أن تكون الصين دولة أساسية. حققت أبل عائدات 30 مليار دولار من الصين، هذا الرقم هو البيع من خلال شركات الاتصالات ولا يشمل متاجر أبل هناك ولا البيع الغير مباشر والذي بإضافتهم تجد أن الصين تمثل 20% تقريباً من عائدات أبل وتتفوق على اليابان وتقترب من عائدات أبل من كل أوروبا.
تحليل النتائج وتوقعات عام 2015
في الوقت الذي أصدرت فيه كل الشركات الكبرى هواتف غير مسبوقة لم يؤثر هذا على الآي فون، السر هو أن غالبية المشترين يوجهون عيونهم صوب نظام التشغيل، فمثلاً من يملك سامسونج S4 ويفكر في شراء هاتف جديد فسيفكر هل يقتني HTC M8 أم يقتني هاتف سوني الرائع Z3 أم يظل مع العملاق الكوري ويشتري S5. الأمر نفسه في مقتنوا الآي فون لذا فمعدلات نمو الهاتف (الزيادة المذكورة في أعلى) تساوى أو تقل قليلاً عن معدلات نمو السوق بشكل عام.
أما بالنسبة للآي باد فالأمر يختلف جذرياً لأن طبيعة الأجهزة اللوحية تختلف عن الهواتف فأنت تريدها لمهام تعليمية أو لتصفح إنترنت أو مشاهدة أفلام وغيرها، ويعتبر الجهاز اللوحي إضافي يوجد بجوار الهاتف الذكي لذا فالكثيرون لا يقومون بتحديثه بشكل منتظم مثلما يفعلون مع الهاتف، والبعض الآخر يبحث عن “الأرخص” لذا فيعد أمر طبيعي أن تجد الآن مستخدمين للآي باد 2 وكذلك ميني 1 حيث أن أبل تدعمهم، الأداء جيد، يقومون بالوظائف الخاصة بالأجهزة اللوحية بكفائة ولا يوجد شيء مبهر في النسخ الأحدث من الآي باد سوى حجم ووزن أقل وشاشة أفضل وكفى وإذا قارنا بين الآي باد 2 و Air 2 فلن نجد ضخامة الفارق الذي نجده في نظيره الهاتفي أي بين 4S و 6. لذا فمن الطبيعي أن تنخفض المبيعات.
في 2015 نتوقع أن يستمر النمو القوي للآي فون وأن يتجاوز الـ 185 مليون هاتف أما بالنسبة للأجهزة اللوحية فسيكون هناك تقدم نظراً لأن أشهر آي-باد والأكثر مبيعاً -الآي باد 2- يتوقع ألا يحصل على iOS 9 وبالتالي سيجبر الملايين على التحديث.