قبل أشهر نشرنا مقال حتى لا تخدعك المواصفات التقنية بجزئية الأول والثاني وذكرنا فيه أن الشركات تسعى لإبهار المستخدم ببعض المواصفات الخادعة، وكان أشهر نقاط الخداع هى المقارنة في سعة الذاكرة، فتجد شركة ما تقول أن هاتفها به ذاكرة 2 جيجا مثلاً بينما الآي فون يعمل بـ 1 جيجا فقط. وذكرنا وقتها أن هذا الأمر خادع فالآي فون بذاكرة 1 جيجا يقدم أداء سلس يفوق الـ 2 جيجا الذي يقدمه الهاتف الآخر وهذا الأمر مثبت تقنياً وعملياً لكن هل هو منطقي؟ لماذا تحتاج أجهزة الأندرويد وحتى النسخ الخام والغير معدلة لهواتف نيكسس إلى 2 جيجا على الأقل لكي تعمل بنفس السلاسة التي يحتاجها نظام أبل؟ دعونا نجيب عن هذا التساؤل في الأسطر التالية.
الجافا هى السبب
نشر موقع Quora الشهير إجابة على هذا السؤال وهذه الظاهرة من أجل معرفة السر التقني وراء حاجه أجهزة الأندرويد لذاكرة 2 جيجا على الأقل لتعمل بكفاءة جيدة. وكان تحليل الموقع هو أن لغة الجافا التي يعتمد عليها الأندرويد هى السبب. الجافا تقوم بعملية تسمى جمع القمامة “Garbage Collection” بعد إغلاقك للتطبيقات وهذه العملية تقوم بإعادة تدوير وتجهيز ذاكرة الجهاز من أجل استخدامها مرة أخرى، المشكلة هنا أن ال Garbage Collectors هذه تحتاج من 4 إلى 8 أضعاف الذاكرة المستخدمة من التطبيق لتقوم بأداء وظيفتها. أي مثلاً أغلقت تطبيق يستهلك 100 ميجا ذاكرة فهنا يحتاج ال garbage collectors إلى ما بين 400-800 ميجا فارغة لكي يقوم بأداء وظيفته. أما إذا وجد المساحة المتاحة في الذاكرة هى 100 ميجا فقط فهنا سيقوم بالعملية على عدة مراحل لكن هذا سيؤدي إلى زيادة الوقت الخاص بها وبالتالي بطئ أكثر في الجهاز. وأشار أن هذه العملية رائعة وسريعة للغاية في حال أن لديك مساحة ذاكرة فارغة كبيرة. هذا التحليل أثار إعجاب وتأييد الكثير من المتخصصين منهم مديرين في جوجل نفسها وموظفين سابقين في الشركة ونقلت كبرى المواقع التقنية المتخصصة مما يؤكد صحته.
حرية النظام لها عامل
ميزة نظام الأندرويد هى الحرية المطلقة، من حق المستخدم أن يفعل أي شيء، من حق المطور كذلك تطوير أي تطبيق يريده وأن يفعل في الجهاز والنظام أي شيء -تقريباً-. لذا من أجل أن يضمن بعض المطورين أداء أفضل لتطبيقاتهم ومزايا غير مسبوقة فهم يقومون بحجز سعة من الذاكرة بشكل دائم لتطبيقاتهم لأداء وظائف. تحميل تطبيق آخر وآخر وآخر فيجد مستخدم الأندرويد أن جهازه يستهلك أكثر من جيجا ذاكرة حتى بعد غلق جميع التطبيقات من تعدد المهام. وهنا عند عمل الـ Garbage Collectors الذي تحدثنا عنه في الفقرة السابقة لا يجد مساحة كافية.
كيف يعمل نظام iOS
في البداية لا يعمل نظام أبل بالجافا لذلك لا يوجد عملية “جمع القمامة” المشار إليها في أعلى. كما أن أبل لا تسمح للتطبيقات بحجز الذاكرة دائماً بدون داعي، فمثلاً فتحت تطبيق لتصفح اليوتيوب وقمت بالضغط على تحميل فيديو ما، ثم خرجت من التطبيق… هنا سيترك نظام iOS التطبيق يعمل في الخلفية ويستهلك ذاكرة ومعالج حتى تنتهي مهمة التحميل هذه ثم يوقف عمل التطبيق ويفرغ الذاكرة. لذلك لا يستطيع أي مطور أن يحجز مساحة دائمة من الذاكرة بدون حاجه هامة فعلاً… ويمكنكم مراجعة مقال سابق لنا شرحنا فيه هذه النقطة عبر هذا الرابط
الخلاصة وتعليق أخير
لاعتبارات تقنية وأيضاً لطبيعة نظام أندرويد فهو يحتاج إلى ذاكرة 2 جيجا وأحياناً 3 جيجا ليكون بنفس السلاسة التي يكون بها هاتف أبل بذاكرة 1 جيجا. وهذا يفسر عدم تطوير أبل للذاكرة عن 1 جيجا في غالبية أجهزتها، وأيضاً لماذا حدثت قفزة كبيرة في الأداء في الآي باد Air2 الذي يعمل بذاكرة 2 جيجا والتي تعني كأنك تقول جهاز أندرويد بذاكرة 5 أو 6 جيجا فبالطبع الأداء سيكون خارقاً.
وبالطبع هذا لا يعني أن اعتماد الأندرويد على الجافا شيء سيء لكن لكل شيء مزايا وعيوب سواء في نظام أبل أو الأندرويد الذي تسعى الشركات إلى توفير سعات ذاكرة وصلت حالياً إلى 3 جيجا ورأينا كم هى هواتف سلسلة وسريعة الاستخدام.
تذكر أن هناك عوامل كثيرة تقف خلف سرعة الأجهزة وسلاستها وليس الذاكرة فقط، لكنها بالطبع تعد عامل رئيسي مؤثر
ما رأيك في أسباب احتياج الأندرويد لسعات تخزينية كبيرة؟ وما هو أكثر جهاز أندرويد قابلته كان سلسلاً مثل الآي فون؟ شاركنا رأيك
المصدر: