يعد عام 2015 هو العام الأصعب في تاريخ الهواتف الذكية وصناعتها، فالمنافسة أصبحت على أشدها بين الشركات التقنية وأصبحت طموح المستخدم وآماله عالية فهو لا يرضى بسهولة على أي شركة وأجهزتها. وخلال الأيام الماضية كشفت الشركات التقنية عن أرقام المبيعات لأشهر (أكتوبر-ديسمبر) الماضيين والذين كشفوا عن مفاجئات كبيرة أشارت بوضوح إلى تغير خريطة صناعة الهواتف الذكية مع بداية العام الجديد.


صحوة أبل

لسنوات ظل الكثير من عشاق التفاحة يرددون عبارة “أن أبل انتهت وانهارت بعد جوبز وأن تيم كوك دمر الشركة”. دع هذا الكلام جانباً فأبل تعيش عصرها الذهبي وباعت هواتف تفوق أي وقت مضى –راجع هذا الرابط لتقرير أداء أبل الأخير-. وأبل الآن ربما تكون أكبر مصنع هواتف ذكية في العالم حيث وصلت إلى رقم 74.5 مليون آي فون وهو نفس الرقم الذي باعته سامسونج في نفس الفترة، أي أن أبل كانت تبيع آي فون بنفس العدد الذي باعته في سامسونج أي هاتف ذكي حتى الأجهزة العادية الرخيصة. فهل تستطيع أبل أن تواصل هذه المبيعات بقوة؟ الإجابة هى صعب جداً ومنطقي أن تنخفض المبيعات لكن الأهم أن تكون أكثر من الربع السابق المماثل.

أبل في موقف صعب لأنها الآن قفزت أعلى من طموحات عشاقها فهل تستطيع الاستمرار؟


انهيار سامسونج

صعدت سامسونج مع صعود الأندرويد، فهى من جنى الثمرة حيث كانت نوكيا مصرة على نظامها وسوني غارقة في التخبط في تحالفها مع إيريكسون. وأصبحت سامسونج رقم 1 عالمياً وأزاحت نوكيا. لكنها وقعت في سلسلة أخطاء طويلة سنتحدث عنها في مقال مستقل بعد أيام وكانت نتيجة هذه الأخطاء إنهيار مبيعات الشركة، لا تزال سامسونج تحقق مبيعات جيدة لكنها في كل تقرير ربع سنوي تعلن عن تراجع البيع أكثر وأكثر وكان آخرها تقرير الربع الأخير لعام 2014 الذي كشف عن تراجع حصة سامسونج العالمية في الربع الرابع لتصبح 19.6% بعد أن كانت 29.6% أما عن مبيعات العام فتراجعت حصتها إلى 24.7% بعد أن كانت 32.3% وهو تراجع ضخم. ففي عام 2014 تم بيع 1283 مليون هاتف مقابل 990 مليون في 2013 أي حدثت زيادة 293 مليون جهاز حصدت أبل من هذه الزيادة 40 مليون في حين أن سامسونج لم تكتفي بأنها لم تحصل على نصيب من الزيادة بل انخفضت المبيعات 2.5 مليون جهاز.

سوف نفرد مقال للتحدث عن أسباب إنهيار سامسونج ولماذا لم تستطع المواصلة في القمة


سيطرة صينية

شهد عام 2014 سيطرة ونمو قوي للشركات الصينية وكان أبرزها:

تشاومي يتحول لعملاق عالمي

قبل عامين أفردنا مقال عن تشاومي وتسألنا هل هى أبل الصين -نعتذر وقتها كتبنا زايومي ولم ننطق الاسم الصيني بشكل صحيح- في ذلك الوقت كانت شركة صاعدة وبقوة، لكن في 2014 لم تصبح مجرد لاعب قوي بل أصبحت صانع ألعاب عالمي، فكانت المفاجئة الأولى هى استقطابهم لهوجو بارارا “Hugo Barra” الذي كان يشغل منصب نائب رئيس جوجل والمتحدث الرسمي في مؤتمرات الأندرويد وأصبح مسئول عن هواتف تشاومي. فماذا كانت النتيجة؟! إنفجار ضخم في المبيعات ففي 2013 باعت الشركة 18.7 مليون جهاز لكن في 2014 زاد الرقم 326% ليصبح 61.1 مليون وهى أكبر زيادة لشركة هواتف ذكية في العالم.

تحالف لينوفو-موتورولا

حقق العملاق الصيني لينوفو طفرة كبيرة هو الآخر في المبيعات بعد استحواذه على موتورلا حيث وصل إلى وحقق ارتفاع كبير في المبيعات وصل إلى 92.7 مليون جهاز العام الماضي مقابل 62.1 مليون العام الأسبق ليحتل تحالف لينوفو-موتورلا- بذلك المركز الثالث بعد أبل وسامسونج متفوقاً على أسماء رنانة مثل سوني وLG و HTC الذين جائوا في المراكز السادس والسابع والثامن بعد الشركات الصينية وأبل وسامسونج.

أصبح الآن الصينيون هم أساتذة اللعبة فتقريباً نصف الهواتف الذكية التي تباع في العالم الآن تأتي من شركات صينية


الكبار يستمرون لكن بصعوبة

في الوقت الذي تقدمت فيه الشركات الصينية وكذلك أبل فإن الشركات الأخرى الشهيرة يواجهون صعوبات لكي يستمروا في تحقيق حصصهم في الأسواق وكانت النتائج كالتالي:

Sony: وأخيراً مكنت سوني من تحقيق أرباح وإيقاف سلسلة الخسائر حيث أعلنت بيع 11.9 مليون جهاز الربع الماضي بارتفاع 11% عن الربع المماثل. فهل تتمكن سوني من العودة إلى الملعب؟

HTC: لم نتمكن من الحصول على رقم دقيق لمبيعات HTC في الربع الأخير لكن نتائج الأعمال الإجمالية للشركات كانت تشير إلى عودتها إلى الأرباح وتحقيق 12%.

LG: تمكن العملاق الكوري الآخر LG من تحقيق ارتفاع في الأرباح حيث باعت 59.1 مليون هاتف بارتفاع 24% عن العام السابق له. الأرقام جاءت جيدة وخاصة مبيعات الفئات العليا.

تمكنت سوني و HTC من العودة إلى الأرباح وإيقاف الخسائر التي كانت تهددهم بالإفلاس، وواصلت LG تحقيق الأرباح الكبيرة


الصين السوق الأساسي

لأعوام طويلة ظلت أمريكا هى السوق الأكبر عالمياً للهواتف الذكية لكن خلال 2014 أصبحت الصين هى الأول بلا منازع، والمفاجئة الكبرى أن الشركة الأولى في الصين كانت أبل والتي ذكرت بعض التقارير أنها قد باعت -ليس رسمياً- آي فون هناك أكثر مما باعته في وطنها أمريكا. المفاجئة أيضاً أن أبل تفوقت على تشاومي التي جاءت في المركز الثاني بالرغم من نمو مبيعاتها التي ذكرناها في أعلى، ثم جاء في المركز الثالث شركة سامسونج. الآن هناك أخبار تقول أن أبل ستضاعف عدد متاجرها في الصين خلال 2015

ترى هل ستتمكن أبل من الاستمرار وبقوة في السوق الصيني أم تنزع تشاومي أو لينوفو الصدارة منها


كلمة أخيرة:

أبل: تمكنت من تحقيق مبيعات غير مسبوقة، فما باعته أبل في 3 أشهر يفوق ما باعته سوني أو HTC أو لينوفو أو تشاومي وحتى هواوي في عام كامل وهو ما يجعلها محط أنظار ويرفع سقف طموحات عشاقها.

الأندرويد: واصل الأندرويد الصدارة بثبات لكن بالنسبة لشركات الصناعة فأصبح العالمي “صيني” وانهارت سامسونج وبدأت سوني و HTC الوقوف مرة أخرى وإيقاف نزيف الخسائر الكبيرة والذي ظل لسنوات. فهل يستطيعون الصمود أمام الإعصار الصيني أم يعودوا للخسائر؟!

عام 2015: نتوقع أن أبل تقديم أرقام تاريخية، وتستمر سامسونج في انخفاض المبيعات، الصينيون يستمرون في التقدم وأكل حصة سامسونج السوقية، أما سوني و HTC و LG فسوف يستمرون كشركات عادية تقدم منتجات لكن ليسوا صانعوا السوق.

ماذا تتوقع لعالم صناعة الهواتف الذكية في 2015؟ وترى ما هى أسباب إنهيار مبيعات سامسونج؟ ولماذا تفوق الصينيون بهذا الشكل؟

المصادر:

techcrunch | sony | gsmarena

مقالات ذات صلة