سؤال شهير طالما فكرت فيه وكذلك حير الكثير من عشاق أبل وهو لماذا لا تقوم أبل ببناء مصانعها؟ لماذا تعتمد على سامسونج وسوني و LG و شارب و فوكس كون وغيرهم؟! وبعض هذه الشركات يحقق عائدات بالمليارات من أبل ويستخدمونها في تطوير أجهزتهم التي تنافس أجهزة أبل في الأسواق. فهل هذا منطقي؟! لماذا تسمح أبل لمنافسيها أن يطوروا أنفسهم من أموالها؟
عندما نفكر في أجهزة أبل ونحللها نجد أبل تشتري المعالجات من سامسونج وكذلك إنتل (في الحواسب) والشاشات من LG وشارب وشركة شاشات اليابان (تحالف سوني وتوشيبا وهيتاشي) وتحصل على الكاميرا من سوني وغيرهم الكثير، وفي المقابل تدفع أبل مليارات لهذه الشركات مما يساعد في تقوية موقفها المالي ويوفر سيولة للأبحاث وتطوير هواتف تنافس الآي فون في الأسواق. فهل هذا منطقي أن تدعم أبل منافسيها وكلما باع الآي فون أكثر كلما حققت أرباح أكبر مثلما حدث مع سامسونج التي كشفت في تقريرها المالي الأخير عن انهيار المبيعات لكل القطاعات عدا قطاع أشباه الموصلات والذي كان يصنع المعالجات لأبل، وكأن كثرة بيع الآي فون الذي جعل هناك قطاع يحقق نمو في سامسونج رغم انهيار الأقسام الأخرى. هل تريد معرفة لماذا لا تصنع آبل كل مكونات اجهزتها؟! إليك قائمة أسباب وليس سبباً واحداً.
حرية التطوير وتقديم الأفضل
عندما تكون مشتري فأنت حر تماماً في اختياراتك، فأبل مثلاً تريد شراء أجزاء للآي فون 6s القادم وليكن تفكر في شراء كاميرا، فهنا ترسل لشركة سوني وكانون ونوكيا وLG وحتى سامسونج وتقوم كل شركة بتقديم عروض منتجات وأسعار لشركة أبل التي تختار الأفضل لها. وهذا الأمر يتكرر في كل الأجزاء، ففي السابق صنعت سامسونج المعالجات لأبل ثم جاءت شركة TSMC وقدمت عرض أفضل لها وبالفعل حصلت على حق تصنيع معالج A8 والأخبار الآن تتحدث عن تقديم سامسونج لعروض تقنية ومالية أفضل لتصنيع المعالج القادم A9 وأنها حصلت على حق تصنيع 75% منه وهكذا.
إذا كانت أبل لديها مصنع لإنتاج شيء معين مثل المعالجات أو الشاشة أو أو فسوف تضطر إلى تقديم هذا الشيء في أجهزتها حتى لو كان هناك مصنع آخر لديه منتج أفضل.
التخطيط شيء والتنفيذ شيء آخر
شراء الشيء مباشرة أفضل بكثير من بناءه من الصفر، فالبناء أمر صعب يحتاج سنوات طويلة من العمل الشاق والمجهود. أبل شركة لديها المال والاحتياطي، والسيولة لدى أبل تفوق الاحتياطي الذي لدى الحكومة الأمريكية؛ لكن هذا ليس كل شيء، فلا يعني أنها تستطيع بناء مصنع شاشات أن الأمر انتهى، فعليها تكوين فرق بحث علمي لتطوير الشاشات وتقنياتها، وتكرار هذا الأمر في كل جزء من أجزاء الأجهزة. أما الآن فأبل كل ما يشغل فريقها هو ما هى المواصفات المطلوبة لكل جزء ثم يراسلوا الشركات ويحصلون على الأفضل منها. اما إدارة خطوط الإنتاج فهذا أمر مرهق ويكفي أن نعرف أن سامسونج لديها 427 ألف موظف وفوكس كون 1.23 مليون موظف وغالبية هذه الأرقام لعمال أما أبل فلديها 100 ألف موظف غالبية هذا الرقم لموظفي المتاجر وهم فئة أسهل في الإدارة من عمال حرفيين في المصانع.
المسئولية لدى الغير
نقطة تتبع الأمر السابق لكنها تستحق أن تكون عامل مستقل، طبقاً لأبل حالياً فإنها تتعامل مع مئات الموردين المنتشرون في 5 قارات وأكثر من 30 دولة عبر 18 مصنع تجميع. وتذكر أبل أن عدد موظفي المصانع التي تصنع الأجزاء التي تريدها وصل في 2014 إلى 280 ألف عامل، أي أن هناك ما يزيد عن ربع مليون موظف حول العالم دوره فقط تصنيع أجهزة وأدوات ومعدات لأبل فقط. هؤلاء الموظفين لهم حقوق لدي الشركات، في الغالب تتجاهل الشركات الصينية هذه الحقوق وتتجاهل دولها هذا الأمر وتذكر أبل أن كل شيء على ما يرام حتى اتت الفضيحة بواسطة BBC -راجع هذا الرابط-. لكن حالياً مسئولية أبل نحو مصانع مورديها هى مسئولية أدبية وأخلاقية لكن إن أصبحوا موظفيها هنا يستطيع أي منهم مقاضاة الشركة أمام القضاء الأمريكي وهنا ستتعرض لغرامات وعقوبات اقتصادية ضخمة.
البيع للمنافسين
إذا قمت بتصنيع منتج معين بنفسك فهذا قد يدفعك إلى بيعه لغيرك، فسامسونج تبيع المعالجات لمنافسيها، LG تبيع الشاشات وسوني تبيع الكاميرا وغيرهم. إذا بنت أبل شركة شاشات فهذه الشركة لن تكون حصرية لشركة أبل بل تبيع الشاشات لأي شركة تطلب وهذا يؤدي أن يستفيد منافسوا أبل من تقنياتها على عكس الوضع الحالي الذي فيه تأخذ أبل تقنيات الغير وتضيف عليه تقنياتها الذاتية.