معركة أبل مع الجيلبريك ظهرت منذ ظهور أول آي-فون، فبعد عدة أيام من صدور الآي-فون الأول ظهر الجيلبريك، وإلى الآن لم تتوصل أبل لحل جذري لـ”الجيلبريك”. ربما القيود التي تضعها أبل في أجهزتها جعلت من الجيلبريك شيئاً قانوني في الدول التي تهتم بالجرائم والحقوق الإلكترونية مثل أمريكا وبريطانيا وكندا وأستراليا وغيرها…
وبالرغم من أن الجيلبريك قانوني إلا أن قيامك به قد يسقط ضمان الجهاز فأحد شروط ضمان أبل هو عدم عمل جيلبريك، وبمجرد التعديل على نظام تشغيل الجهاز فهذا يلغي الضمان. هذا ما أضافته أبل نصاً وبعبارة قوية في الشروط والأحكام في محلاتها البيع بالتجزئة.
“Making unauthorized modifications to the software on an iPhone violates the iPhone software license agreement. The common term for modifying an iPhone is jail-breaking, with a particular emphasis on the second part of that term. That’s why we strongly, almost emphatically, recommend that you do not do so. Really. Should you be unable to use your iPhone due to an unauthorized software modification, its repair will not be covered under the warranty.”
فإذا ما تعطل جهازك وكان لديك جيلبريك فيجب عليك أولاً إزالة الجيلبريك عن طريق عمل ريستور للجهاز قبل أن تفكر في الذهاب إلى أبل.
فمثلاً لو افترضنا أنك واجهت مشكلة في البطارية، فسيتعين عليك الإتجاه إلى أحد فروع أبل -في الخارج- وأول ما سيقوم به قسم الصيانه هو التأكد من وجود جيلبريك على الجهاز أم لا. إن وجد، فسيرفض قسم الصيانه إصلاح جهازك حتى ولو كان بفترة الضمان.
لماذا لا تريدنا أبل عمل جيلبريك ؟
نظام iOS مصمم على أساس الحماية والثبات، فالجيلبريك يقوم بعكس ذلك تماماً، فإذا كنت تفكر بعمل الجيلبريك فإن فريق آي-فون إسلام ينصحك بإلغاء الفكره لأن الجيلبريك سيقلل ثبات نظام التشغيل، ضعف الحماية والأمان، سيقلل من عمر البطارية، سيقلل من سرعة نقل البيانات مثل الـ LTE، وغيرها من المشاكل العديدة التي ستبدأ في نظام التشغيل وتنتهي في عتاد الجهاز.
الجيلبريك بين الماضي والحاضر
عندما ظهر الجيلبريك في الماضي كان يدعم مميزات مهمة لا توفرها أبل في أجهزتها مثل ميزة الـ Hotspot وكذلك مركز التحكم والرد السريع على الرسائل وهذا ما أقنع مستخدمي الـ iOS بالتعديل على النظام، لكن بعدها قامت أبل بتوفير تلك المزايا لجميع مستخدميها حتى لا تمنح لغيرها الفرصة بإتاحة مزايا للمستخدميها والدخول على أجهزتهم، أبل وفرت تلك المزايا لمستخدميها وأعطتهم فرصة الحصول عليها فقط ما اذا قاموا بتحديث أجهزتهم.
بعدما غيرت أبل الكثير في نظامها وخصوصاً iOS 7 ووفرت أغلب المزايا التي كان يطلبها مستخدمي آبل مثل مركز التحكم لم يتبقى لمطوري الجيلبريك إلا المزايا المظهرية مثل تغيير لوحة التحكم وتنبؤ الكلمات فقامت أبل بإتخاذ اللازم تجاه تلك المزايا حيث أعلنت في WWDC 14 أنها ستوفر تلك المزايا في iOS 8 وبالفعل قامت آبل بإضافة مزايا رائعة وكانت شيئاً كبيراً بالنسبة لمحبي التصميمات والذين لا يحبون أن يبقى جهازهم على نفس الشكل كل يوم.
السيديا الآن لا يزال به الكثير من الأدوات لكن تتركز غالبيتها في تطوير وتحسين مزايا حاليه أو فتحها بشكل أكبر من التي تضعه أبل وليست لإضافة مزايا من الصفر كالسابق
المنافسة
أبل تستفيد من الجيلبريك وسبق وناقشنا هذا الأمر قبل أعوام في مقال -أبل والجيلبريك أصدقاء أم أعداء- فمن المعروف أن أبل نقلت عشرات المزايا من السيديا وهذا ربما يجعلنا نرى أنه من المنطقي أن تجعله متوفر كي تنقل المزيد من أفكاره ومزاياه، لكن الحقيقة أن الجيلبريك له عيب خطير آخر وهو أنه منافس لأبل. أبل تشتهر بأنها المتحكم الوحيد، هى من تقرر من يعمل على نظامها ومن لا يعمل، السيديا يكسر هذا الأمر ويمنح إمكانيات للمستخدم لا يريدها بل والأكثر من ذلك يمكن البعض من سرقة تطبيقات تباع في متجر أبل وبالتالي تفقد أبل حصتها في البيع وأيضاً يخسر المطور ويقل دخله وبالتالي قد يقلل تطبيقاته. أي أن السيديا يرفع من طموحات المستخدم ويجعله غير راضي عن تحديثات أبل ويرى هذه المزايا قديمة ويتعامل معها عبر السيديا منذ سنوات، وأيضاً يفقدها ملايين الدولارات بواسطة التطبيقات المقرصنة.
الخلاصة:
السيديا عدو أبل اللدود، فبالرغم من أنها تستفاد منه لكنه يسبب خسارة للشركة مالية وأيضاً يرفع طموحات المستخدمين ويجعل الجهاز أقل أمان وخصوصية وكذلك سرعة وبالتالي ربما يفكر في الانتقال إلى الأندرويد لأنه سيشعر من داخله أن نظام أبل بطيء وبالتالي يأخذ انطباع سيء عن أبل وأجهزتها قد يدفعه للتفكير في الانتقال لأنظمة أخرى.