كثيراً ما نتحدث عن مزايا نتوقع أن تتبناها أبل في أنظمتها أو حتى مزايا نتمناها ولكن ما رأيك يا صديقي أن نكسر العادة قليلاً؟ من أكثر ما يميز آبل هو انتقاء المميزات التي تضيفها لأنظمتها بعناية لدرجة أن البعض يعتبر ذلك من التعنت. في هذا المقال سوف نحاول توقع بعض المزايا التي انتشرت أو تبنتها بعض الشركات ولكن من الصعب أن تتبناها أبل أو على الأقل بشكلها الحالي إن لم تجد طريقة لإعادة تقديمها بشكل مختلف وأكثر عملية.
الهاتف المقاوم للماء
تبنت شركات كثيرة هذه الميزة وأعجب بها البعض بالفعل ولكن دعنا نكن أكثر عملية. سببت هذه الميزة للهواتف عدة عيوب منها أنها تتطلب صنع الهواتف من مواد خاصة كالبلاستيك مثلما كانت تفعل سامسونج. أما بالنسبة لهواتف سوني التي تم تصنيعها من الزجاج فإن الضغط الكبير للمواد كان يتسبب بانكسارٍ تلقائي للزجاج الخاص بالجهاز – ليس في كل الحالات بالطبع لكن في كثير من الحالات وقد اشتكى الكثير منها- ومن المعروف عن أبل أنها تبنت استخدام المعادن في تصنيع هياكلها مما يجعل هذه الميزة بعيدة المنال. لذا إن أردت أن تأخذ هاتفك للسباحة فتأكد من شراء واقٍ مضادٍ للمياه.
فتح القفل ببصمة الوجه
هذه الميزة ربما تكون مألوفة لأصحاب هواتف أندرويد وهناك البعض يستخدمها؟ بغض النظر عن أن البعض ربما لا يريد أن يرى صورة وجهه كلما فتح الجهاز فهناك عيوب أخرى لهذه الميزة. التعرف على الوجه يمكن خداعه بسهولة باستخدام الصور أو فيديو للشخص. أو حتى صورة لشخص مشابه كما نجح مع البعض، وهناك بطء التعرف على الوجه والعديد من العيوب. هي ليست أكثر الوسائل أماناً أليس كذلك؟ والآن الجميع بدأ يتخلى عنها ويتجه نحو البصمة.
الشحن اللاسلكي
هل هناك هواتف تستخدم الشحن اللاسلكي الآن؟ إن أردت أن تعُدّ فستجد أن عددها صفر! أعني.. لازال عليك أن تستخدم سلكاً لتوصيل “الشاحن اللاسلكي” في الكهرباء لكن بدلاً من أن تركب نهاية السلك في الهاتف أصبحت تضعه عليه. أين العملية يا بشر؟ إضافة إلى أن طريقة الشحن هذه أبطأ من طرق الشحن بالتوصيل المباشر. اوه، نسيت أن أذكر لك يا (صديقي) شعوري عند ترك هاتفي يشحن لاسلكياً -جربت جهاز جالاكسي ليومين 😁- والعودة لأجده لم يشحن شيئاً بل حتى طاقته ناقصة بسبب وضع الجهاز بشكل غير جيد مما يتسبب في سلسلة توصيلات وانقطاعات في الشحن. ثم أنك لا تستطيع استخدام الهاتف وهو يشحن! أتصدق؟! وتذكر: دائماً هناك سلك.
قفزات في عدد الميجا بيكسل للكاميرا
هل تتوقع أن ترى آي-فون بكاميرا 20 ميجا بيكسل؟ عليك أن تنتظر طويلاً إذاً. تتوجه الشركات سنوياً لزيادة عدد الميجابيكسل -والذي يمثل حجم الصور- في كاميراتها بشكل رهيب. 16 ميجابيكسل في حالة سامسونج جالاكسي S6 و 20 ميجابيكسل مع HTC One M9 و41 ميجابيكسل مع هاتف نوكيا الشهير لوميا 1020… هل تصدق 41 ميجا بيكسل؟! هناك كاميرات DLSR لا تصل لهذا العدد. حجم الصورة غالباً يفيد عند عمل زوم ولكن ليس لها تأثير كبير على وضوح الصورة. كما أن مساحة الصور الفائقة الميجابيكسل كبيرة جداً وتملأ السعة التخزينية بشكل أسرع. أبل منذ سنوات تستخدم كاميرا 8 ميجا ومتوقع وبشدة أن ترقيها هذا العام إلى 13 ميجا لكن لا تتوقع قفزات ويكون الآي فون التالي 16 والذي يليه 20 ميجا. ترقية أبل لعدد الميجا بيكسل بطيء.
تعدد المستخدمين على الآي-فون
تعدد حسابات المستخدمين هو ميزة تمت إضافتها في الآندرويد لأجهزة التابلت وحتى الهواتف الذكية. يمكن تفهم الموضوع بالنسبة للتابلت ولكن لماذا قد يرغب شخص في عمل حساب منفصل لشخص آخر على هاتفه الشخصي؟ شخصياً فأنا لا أتذكر آخر مرة قمت فيها بمشاركة هاتفي مع شخص آخر لأكثر من خمس دقائق. ثم أن السعة التخزينية للكثير من المستخدمين لا تكفيهم وحدهم، فكيف وجزء من الذاكرة محجوز لمستخدم آخر؟
تقسيم الشاشة على الهاتف الذكي
تقسيم الشاشة متاح على عدة أجهزة منذ فترة ثم قدمت أبل الميزة على الآي-باد في iOS 9 القادم وكانت سلسلة وعملية بشكل كبير. لكن ماذا عن الآي-فون؟ تقدم الشركات المنافسة نفس الميزة على هواتفها ولكن أبل لن تقدم هذه الميزة على الآي-فون بسهولة. فهي تهتم بالجودة ووضع التطبيقات متجاورة على شاشة بحجم شاشة الهاتف تبدو فكرة غير عملية. لذا فإن لم تستطع أبل إيجاد طريقة لعمل إعادة تصميم كاملة لواجهة التطبيقات لتعمل بكفاءة في مساحة صغيرة فهي ببساطة لن تتبنى هذه الميزة.
رسم إيماءات على الشاشة وهي مغلقة لوظائف معينة
ميزة أخرى تتبناها العديد من هواتف الأندرويد وهي رسم إيماءات على الشاشة وهي مغلقة لكي يتم فتح الهاتف أو تشغيل تطبيق معين مثل الكاميرا ولكن هذه الميزة لم تثبت فاعليتها حتى الآن حيث أن العديد من المستخدمين وجدوا أنها تعمل عن طريق الخطآ في جيوبهم دون قصد مما يؤدي لحدوث أشياء غير مرغوب فيها.
المعالجات ثمانية النواة
أداء أجهزة أبل يعتمد على التناسق بين النظام والعتاد، ولقد التزمت أبل بالمعالجات ثنائية النواة لفترة طويلة. فهل ستقوم بسهولة برفع العدد بشكل مهول لثمانية؟ إضافة إلى أن المعالجات ثمانية النواه هي ليست فعلاً ثمانية النواة بل هي مكونة معالجين رباعيي النواة كما رأينا في معالجات Exynos من سامسونج وكل معالج من الإثنين يكون مظبوط على تردد سرعة مختلف بحيث تكون أحدهما أقل من الأخرى فتعمل الأضعف عند الوظائف الخفيفة وتتدخل المجموعة الأخرى عند اشتداد الحمل. يعمل هذا المعالج بشكل كبير كوسيلة لإدارة البطارية. هل ترى أن هذا النوع مناسب؟! إذاً فلماذا تخلت عنه سامسونج عنه بعد أن كانت أول من قدمه؟
المزايا الوهمية
تحريك الصفحة باستخدام العين، التمرير باستخدام إيماءة باليد دون لمس الشاشة، إمالة الهاتف لتحريك الصفحة وغيرها من المزايا الوهمية التي تدرجها الشركات في هواتفها فقط لجذب أنظار المستخدم للوهلة الأولى برغم أنه لن يستخدمها مرة أخرى (نعم أنا أنظر إليك يا سامسونج). فحتى الشركات التي قدمتها تخلت عنها وتجاهلتها في النسخ الأحدث. هذا يعني أن صاحب الشأن نفسه يرى الميزة فاشلة.
الخلاصة
أبل شركة تدرس المزايا التي سوف تتبناها في أنظمتها بشكل كبير جداً قبل إصدارها حتى تتقنها قدر المستطاع. من عادتها أن مؤتمرها للإعلان عن الأنظمة الجديدة يركز على عدد من المزايا الرئيسية تكون أبل قد أتقنتها وجعلتها عملية في “وجهة نظرها” ليبدأ المستخدم باستخدامها منذ استيقاظه صباحاً وإلى يضع جهازه ليشحن ليلاً. وبالطبع ما سبق ليست كل المزايا فقد تعمدنا عدم ذكر نقاط مثل إضافة كروت الذاكرة لأنها بدأت تصبح من الماضي وتخلت عنها سامسونج في S6 وكذلك جوجل في عائلة نيكسس والكثير من هواتف الفئة العليا أصبحت تأتي بدون كروت ذاكرة.
نحن لا نتنبأ بالمستقبل ولا يستطيع أحد فعل ذلك ولكن ما ذكرناه هو بمثابة توقع مبني على أساس تحليل لسلوك أبل وفلسفتها.