ربما تعتبر كاميرا الهاتف الذكي من أهم التحديثات في السنين الأخيرة وأيضاً يحبها الكثير من المستخدمين ولكن في النهاية تحديثات الكاميرا لا إبداع فيها، هي في النهاية تغييرات في العتاد ولا أسهل من هذا في التقنية، لذا ستجد قفزات الكاميرا سنوياً أكبر بكثير من باقي خصائص الأجهزة. يبدو أن الميزة التي تعتبر فعلاً أهم ميزة في الآي- فون الجديد هي ميزة 3D Touch أو اللمس ثلاثي الأبعاد. لنر معاً ما هي هذه الميزة.
ما هي وكيف تعمل؟
ميزة اللمس ثلاثي الأبعاد هي محاولة من أبل لإعادة اختراع أو تقديم مفهوم جديد للمس. فكما فعلت أبل سابقاً في 2007 وقدمت أول استخدام للمس المتعدد في الهواتف الذكية أحدث ضجة وغيرت طرق تطوير واجهات المستخدم. مع ساعة أبل كشفت الشركة عن خاصية تسمى Force Touch وطورتها في أجهزة ماك بوك وها هى تصل إلى الآي فون حيث أصبح بإمكان المستخدم الضغط على الشاشة لأداء الوظائف المختلفة في داخل التطبيقات. طريقة العمل هي أن الجهاز يشعر بمدى العمق الذي تم استثارته من الزجاج بناءً على قوة ضغط المستخدم على الشاشة مما يمكن الجهاز من أداء وظائف متعددة.
لتوضيح الفارق بين اللمس المطول والضغط، فإنك إذا لمست مطولاً أيقونة تويتر مثلاً ستهتز الأيقونات ويظهر خيار الحذف، لكن إذا فعلت الأمر نفسه مع الضغط فسيظهر لديك خيارات جديدة.
الميزات في نظام أبل
أضافت أبل العديد من الخصائص في نظامها لدعم الميزة. بعضها على مستوى تطبيقات النظام مثل:
- في تطبيق البريد يمكنك الضغط قليلاً على رسالة لترى المحتوى بشكل سريع ثم يمكنك السحب لأعلى لكي تحضر أوامر مثل وضع علم على البريد أو إعادة توجيه الرسالة. إن زدت قوة الضغط على الرسالة قليلاً فسوف يتم نقلك إلى الصفحة الكاملة لقرائه الرسالة (كما تظهر الصورة أعلاه).
- في الشاشة الرئيسية يمكن الضغط العميق على أيقونات التطبيقات مثل تطبيق الكاميرا لأخذ سيلفي سريع في الحالات الطارئة 😃 وتطبيق الهاتف لكي تظهر عدة خيارات منها جهة الاتصال المفضلة ثم فقط السحب لتصل إليها ويتم الاتصال. يمكنك الضغط المطول على تطبيق الخرائط للحصول على خيارات سريعة مثل إرسال موقعك لصديق أو التوجيه للمنزل أو تسجيل الموقع الحالي.
- هناك أيضاً ميزات دمجتها أبل في النظام ذاته بعيداً عن التطبيقات. حيث يمكنك الضغط بشكل عميق على طرف الشاشة الأيسر لكي ينقلك الهاتف إلى عرض تعدد المهام ويمكنك الضغط بشكل عميق على لوحة المفاتيح لكي تحرك مؤشر الكتابة بين الحروف مثلما يمكنك أن تفعل في الآي-باد باستخدام إصبعين.
جميع هذه المميزات يمكنك أن تحس بها على إصبعك باستخدام محرك أبل المعروف بـ “Taptic Engine” والذي يقوم بهزة خفيفة تحت الشاشة ليشعرك وكأن الشاشة تتحرك تحت يدك لكنها في الحقيقة ثابتة. تتراوح فترة الهزة بواسطته بين خمسين مللي ثانية و عشر مللي ثواني.
الرهان على المطورين
كعادة أبل فمهما تقدمت وتميزت خصائص المميزات الجديدة التي تقدمها في نظامها فإن رهانهما الأكبر هو أنها تقدم مادة خام للمطورين كي يبدعوا فيها ويبتكروا استخدامات جديدة للميزة داخل تطبيقاتهم. فإضافة طبقة جديدة من أساليب التحكم في الآي-فون يتيح للمطورين وضع خصائص لا نهاية لها. التطبيقات التي قد تستفيد من الميزة بشكل مباشر هي تطبيقات الرسم والتصميم وتدوين الملاحظات وأيضاً الألعاب كما تم تقديم لعبة تستفيد من الميزة في مؤتمر أبل، ولكن الاستخدامات يمكن أن تمتد لجميع التطبيقات بأنواعها.
العقبات
لا شيء سهل أليس كذلك؟ بالطبع فمع روعة هذه الميزة وإتاحتها لجيل جديد من التحكم في الهاتف والتطبيقات فليس كل أجهزة الآي-فون يمتلك الميزة بالطبع، بل سيكون قلة من المستخدمين من لديهم القدرة على الاستفادة بالوظائف الجديدة. هنا لن يحب مستخدم الآي-فون من أي جيل سابق وخصوصاً 6 و6 بلس الذي كانا أحدث هاتفين قبل أسبوع فقط أن تتوافر ميزات مهمة في التطبيقات بشكل حصري لهواتف 6S فقط وهذا بالطبع أكثر ما يفكر فيه المطور. لذا نتوقع أن مطوري التطبيقات سينقسمون لثلاثة أقسام. القسم الأول هو الذي سيدعم الميزة بخصائص فريدة في جهازه ويتوقع أن هذا العدد قليل. القسم الثاني هو الذي سيضيف بعض المميزات ولكنها مميزات فرعية يمكن تعويضها بأشياء أخرى بدون اللمس ثلاثي الأبعاد كما فعل مطوروا انستاجرام. والفئة الثالثة هي من لن يستخدم الميزة في تطبيقه أصلاً. بالطبع انتشار الأجهزة سيجذب المطوريين، فربما يتجاهل مطور ميزة متوفرة في 10 مليون جهاز، لكن إن أصبحوا 100 مليون فيصعب تجاهلها.
هل ستنتشر الميزة؟
بعد تقديم أبل اللمس المتعدد أول مرة قامت الشركات الأخرى بأخذ الميزة وتضمينها في هواتفها لأنها أصبحت ضرورة في استعمال الهواتف الذكية وليست مجرد ميزة حصرية. هناك احتمال كبير أن يحدث نفس الشيء تماماً مع اللمس ثلاثي الأبعاد حيث يتم إتاحة أفق أوسع للمطورين على جميع الأنظمة. وبالطبع ستقوم أبل برفع قضايا ضد الشركات كما حدث من قبل، ولكن إن تبنت شركات أخرى هذه الميزة وضمنتها جوجل في أندرويد فإنها لن تصبح حصرية لأجهزة أبل لكن ستسهم في انتشار التطبيقات التي تستعملها بشكل أكبر لأن الكثير من المطورين يريدون توفير تطبيقاتهم في كل الأنظمة وبنفس الجودة. (يجدر التنويه إلى أن دعم شركة هواوي لميزة مشابهة يختلف عن طريقة دعم أبل لها وفي أضيق الحدود كما أن الميزة لن ترى النور بشكل جيد في هواتف أندرويد إلا إن دعمته جوجل بشكل رسمي في نظامها الخام أندرويد).