كل عام أدخل في نقاشات طويله مع أصدقائي المعادين لأبل، حيث عشقي للتفاحه يجعلني في وجه المدفع دائماً، وبدأت أفضل الصمت في السنوات الأخيرة على أن أدور معهم في حلقة مفرغة. ما يشعل فتيل هذه النقاشات سؤالهم المعتاد “ماذا قدمت أبل في آي-فون هذه العام؟”
ربما لا يمكنني توضيح ماذا قدمت دون أضرب لهم أمثله مختلفة من كل حد وصوب، ما يقومون به دوماً مقارنة ماذا قدمت أبل من (المميزات الرنّانه) مثل ما قدمت الشركات الأخرى المنافسة من (مميزات رنّانه)، فيسئلوني “هل أصبح الآيفون ضد الماء؟ هل الآيفون يحتوي على ذاكره خارجية وبطارية يمكن نزعها؟ هل بدأ الآيفون بالطيران؟ هل تغير شكل الآيفون لشكل المثلث ؟”.
ما يغفلون عنه هو إهتمام أبل بعدة أمور في أجهزتها يصعب تغييرها فهي جزء من سياسة و ثقافة الشركة؛ ومنها تجربة المستخدم والتصميم والحاجة. تجربة المستخدم أو The User Experience هو مجال تهتم به الشركات منذ مدة طويلة وبدأ يطفو عالسطح أكثر في السنوات الأخيرة، حتى أصبح هناك متخصصين به.
يعرف موقع ويكيبيديا تجربة المستخدم على أنها كل ما يرتبط بسلوك وموقف وإحساس المستخدم حيال استخدامه منتجاً أو نظاماً أو خدمة معينه. كمستخدم لأبل فإنّي أفضل تجربة المستخدم التي قدمتها لي في المنتج والنظام والخدمة؛ هذا لا يعني بأن ما تقدمه الشركات الأخرى فاشل، ولكنه لم يلامس سلوكي وأحاسيسي، وذاك ما يجعلني لا أحتاج للتخلي عن ما تقدمه أبل لرضائي به. يمكن تمثيل ذلك بنوعية الملابس التي نرتديها أو الحذاء الذي نمشي به وإقتنائها من شركات معينه إعتدنا على منتجاتها و ما تقدمه من تجربة للمستخدم نرضى بها شخصياً فإخترناها.
في الحديث عن التصميم؛ فلا أحد ينكر بأن أبل مبدعة في مجال التصميم على مستوى العتاد والنظام، حتى صارت باقي الشركات تحاول تقليدها دون أن تقول “نعم، لم أقاوم سرقة تصاميم أبل !”، بصمة أبل في التصميم أصبحت مرتبطة بها، ولا تحتاج لتغيير خط هذه التصاميم بشكل جذري في كل منتج تقوم بتصنيعه، فنرى تشابه خط التصميم في منتجاتها ا لمختلفة (الهاتف – الساعة – الحاسب اللوحي)، ويمكن تمثيل ذلك بسيارات شركة “بورش”؛ فلديها هوية ثابته في التصميم منذ سنوات من حيث الهيكل ا لإنسيابي و الإضاءة الدائرية أو البيضاوية وغيرها من السمات، حتى إنك لا تستطيع تمييز إصداراتها المختلفة حتى تقرأ إسم الموديل المطبوع في خلفية السيارة، فأحب أن أطلق على ا لآيفون “بورش الهواتف”.
الحاجة مرتبطة بتجربة المستخدم والتصميم، فما يجعلنا تفضيل إقتناء منتج معين على غيره هو تلبيته لحاجاتنا المختلفة، فإذا كانت أبل تنقل لي مميزات أحتاجها كمستخدم وأنا راضي ومكتفي بها، علاوة على ذلك تصميم رائع أحب رؤيته والحفاظ عليه، فلماذا أحتاج لمنتج محشو بالمميزات التي لن أستخدمها كمستخدم عادي (كهاتف ضد الماء وبطارية يمكن تغيرها وكارت ذاكرة خارجي ومميزات مهملة في النظام وغيرها)، فأسئل أصدقائي “كم مرة أخذت هاتفك معك في ا لماء؟ ولماذا أقلل من جودة وجمال التصميم بالرغم من توفير ملحقات تقوم بهذا الدور؟”، ومثال على ذلك (شركات تصنيع السيارات لا نحتاج لوضع ميزة الوقوف الذاتي في السيارات الرياضية التي يقودها المحترفين)، فهذا يجعلني أرضى بما تقدمه لي أبل وأنه يلبي حاجاتي.
لا مميزات غير ضرورية وتجربة مستخدم رائعة.
كاتب المقال: سليمان المشموم – الكويت
المصدر: