أعلنت أبل رسمياً أن الآي باد Pro سوف يتوفر للشراء عبر الإنترنت اعتباراً من يوم الغد الأربعاء 11 نوفمبر وذلك في 40 دولة حول العالم منهم الإمارات. الآن وبعد أن أصبح الجهاز الذي تحدثنا عن مزاياه سابقاً متوفراً -راجع هذا الرابط-. فدعونا نفكر سوياً ماذا يعني الآي باد Pro بالنسبة لأبل؟
تحدي تقني للمنافسين
كثيراً ما كانت أجهزة أبل محط سخرية من غير المثقفين تقنياً بأنها تأتي بمعالج ثنائي النواة وذاكرة 1 جيجا. وكان الرد من الشركات المتخصصة يأتي بأن أداء الجهاز ثنائي النواة هذا وذاكرة 1 جيجا فاق آخر منافس ذو معالج رباعي وذاكرة 2-3 جيجا. وقبل شهرين أعلنت أبل عن 6s والذي جاء بذاكرة 2 جيجا وحققت نتائج أداء مبهرة وتفوق في بعض الاختبارات على جميع الهواتف والأجهزة في العالم بما فيها التي تأتي بمعالج ثماني النواة وذاكرة 4 جيجا. الآن ماذا عن الآي باد Pro؟ أبل هنا ترد على الجميع وتقول “تفوقت بعتاد قليل فتخيلوا الآن وها أنا أقدم لكم عتادكم“. الآي باد Pro يأتي بذاكرة 4 جيجا، أي مثل أي جهاز أندرويد من الفئة العليا بغض النظر عن العتاد. حتى Note 12.2 من سامسونج يأتي بذاكرة 3 جيجا. تخيل جهاز بنظام iOS الشهير بتوفير الذاكرة يأتي بذاكرة توازي أفضل أجهزة أندرويد الذي يعرف بعنف استهلاكه للذاكرة. فكيف سيكون الأداء؟!
الأمر يمتد كذلك للمعالج، أبل لم تتحدث حتى الآن عن تفاصيل المعالج لكنها ذكرت أنه يقدم ضعف أداء معالج Air 2. الآي باد Air 2 يأتي بمعالج ثلاثي النواة ويتفوق على جميع الأجهزة التي صدرت حتى هذه اللحظة هو الأسرع بتحقيق رقم إجمالي 4529 نقطة في اختبارات Geekbench 3 ويأتي بعده S6 إيدج ثماني النواة بـ 4429 نقطة. الآن أبل تقول أن Air 2 الذي لم يتفوق عليه أي جهاز طوال أكثر من عام سيأتي Pro بضعف أداءه. فقط تخيل السرعة. انظر هذه الصورة لأحد الاختبارات.
إعادة الحياة للآي باد
تحدثنا في مقال نتائج أعمال أبل عام 2015 وأوضحنا إنهيار غير مسبوق في مبيعات الآي باد مستمر منذ عامين. لذا قررت أبل هذا العام القيام بشيء مختلف وهو عدم إطلاق iPad Air 3 وهو الجهاز الأساسي. واستبدال الاستراتيجية وتصبح تقديم Mini 4 وكذلك الآي باد Pro ليكونوا هما الأداة التي تأمل بها الشركة في استعادة نمو المبيعات. من الناحية العميلة لا يتوقع النجاح للآي باد Pro في تحقيق مبيعات تعوض الانخفاض العددي للآي باد عامة لكن ربما يعوض جزء هامش الربح المفقود.
مجال جديد بدون منافس
اخترعت مايكروسوفت الأجهزة اللوحية في عام 2000 لكن يعتبر مؤسسها الفعلي هو أبل في 2010 والآي باد كما ذكر بيل جيتس مؤسس مايكروسوفت عندما أوضح أن جوبز كان مستعداً أفضل منه وقدم جهاز له استخدامات حقيقية لذا يظن البعض أنه هو مخترع التابلت وليس “جيتس”. بانتشار الأجهزة اللوحية بدأت فئة تطلب جهاز صغير ليكون خفيف وسهل الحمل والتنقل، تأخرت أبل طويلاً ثم قدمت الآي باد ميني. وحقق مبيعات مقبولة. الآن انتشر بشكل كبير استخدام الأجهزة اللوحية في التعليم والتصميم ومجال الأعمال. خلال 2014-2015 بدأ هذا المجال يستقطب الكثير من الشركات ورأينا بالفعل بعض الأجهزة على استحياء. لكن يبقى المجال لا يوجد به جهاز حقيقي قوي. لا يوجد أجهزة أندرويد حقيقية قوية فيه، مايكروسوفت تمتلك الآن جهاز سيرفس برو 4 الرائع والذي يعد الاعب الوحيد الآن الذي ينافس أبل. الآن تريد الشركة استثمار قوتها في هذا المجال وكذلك نقاط ضعف منافسها الوحيد مثل السعر وعدم توفر 4G. وإن كان يتفوق عليها في بعض النقاط مثل تشغيل تطبيقات الحواسب. الخلاصة أنه مجال كامل جديد لم يدخله الأندرويد بشكل حقيقي وهناك منافس وحيد فشل في النجاح في الهواتف والأجهزة اللوحية العادية ويأمل في اللوحية الكبيرة. فرصة رائعة لأبل.