في الكثير من مقالاتي أتعرض لهجوم حاد بأنني منحاز وبشدة لأجهزة أبل، وبرغم من أن هذا الانتقاد غير منطقي ذكره لأنني كاتب في موقع متخصص في أجهزة أبل وفي شركة متخصصة في تطوير تطبيقات iOS. وإضافة لذلك أن هناك العديد من المقالات التي هاجمت أبل فيها. وسيكون مفاجئة للكثير من متابعي آي-فون إسلام أنني حالياً أملك هاتف أندرويد، نعم إنها الخيانة العظمى :-) لكن دعني أخبركم تجربتي مع هاتفي الأندرويد.
كيف جاءت التجربة ولماذا؟
من يراجع مقالي الذي تحدثت فيه عن أجهزتي –هذا الرابط– سوف يعلم أنني مستخدم آي-باد في المقام الأول والبداية مع الآي باد 2 في 2013 لكن أثناء تغطية مؤتمر الآي باد Air بهرني وقلت “سوف اشتري هذا الجهاز” وبالفعل قمت بشراءه في أول يوم بيعه في مصر رغم ثمنه الذي كان ضعف راتبي :cry: . أما الآي فون فلا أزال أستخدم 4s الذي اشتريته يوليو 2012 أي 4 سنوات الآن. ومع الوقت أصبح بطيء بشكل لا يتحمل. لذا فكرت في شراء هاتف جديد. هل أشتري 6s؟ محال هذا الأمر فالآي فون 7 بعد أشهر وسيكون فارقاً عن 6s حتى في التصميم وإضافة لذلك فسعره في بلدي مرتفع للغاية بسبب تراجع عملتنا. لماذا لا أختار الأندرويد؟ وبالفعل كان اختياري هو هاتف OnePlus X.
لماذا OnePlus X؟
في البداية استبعدت خيارات مثل S7 لأنه بنفس كلفة الآي فون وكان المستهدف هاتف ذو سعر متوسط. وهنا تأتي عقبة الأندرويد وهى أنه لكي يعمل بشكل سلس لابد أن تكون المواصفات مرتفعه ويفضل ذاكرة لا تقل عن 3 جيجا ومعالج رباعي. وبعد البحث وصلت إلى OnePlus X
قام أحد أقربائي بشراءه لي من السعودية وكان يقل عن ألف ريال. الهاتف اخترته لعدة أسباب وهى:
- نظام تشغيل قريب من النظام الخام لأن الكثير من المزايا المبهرة التي تجد الشركات تتفاخر بها هى “مضافه” وليست من صميم الأندرويد وبالتالي تتسبب في بطئ الهاتف بعد فترة. وإضافة لذلك أردت تجربة الأندرويد نفسه وليس نسخ معدلة. فلو أردت التعديل فأنا مستخدم “سيديا” سابق واستطيع تعدل الآي فون كما أريد.
- تصميم رائع يشعر من يراه للمرة الأولى أنه آي-فون ومن إنتاج أبل فهو نحيف للغاية وخفيف وذو حواف من الألومنيوم.
- سعر مناسب وهو كما ذكرت يقل عن ألف ريال سعودي.
- مواصفات تقنية مرتفعة بالمقارنة بالفئة السعرية.
ثم كانت البداية…
الانطباع الأول
لا أخفيكم سراً فقد انبهرت بالتصميم ومواصفات الجهاز. وعند استخدام نظام التشغيل اعترفت أن الأندرويد حقق طفرة تقنية، فبالرغم من تعاملي البسيط معه من خلال هواتف أخوتي وزوجتي (سامسونج وهواوي وأمازون) واقتناء في 2012 لهاتف أندرويد لشهرين لكني أعترف أن جوجل حققت في نظام التشغيل اعتباراً من 5.0 طفرة في التصميم حيث أصبح مقبولاً بعد اعتمادها على ما تسميه Material Design.
أمور أعجبتني
بعد استخدامي للهاتف لمدة شهرين وجدت بعض الأمور التي أعجبتني وأخرى لم تعجبني، وسوف أكتفي في هذا المقال بما أعجبني وأكمله في جزء لاحق بإذن الله. وهذه أبرز الأمور التي أعجبتني:
1
الحرية: أنت حر تفعل أي شيء وتعدل في هاتفك كما تشاء وبالطبع لهذا الأمر عيوب خطيرة سوف أذكرها في النقاط التي لم تعجبني المقال القادم. لكن حقاً أن تستطيع فعل وتعديل أي شيء كالواجهة وشكل التطبيقات والأيقونات أمر رائع وحتى النظام نفسه أمر رائع.
2
التطبيق الأساسي: كم أتمنى أن تضيف أبل هذا الأمر! جوجل تمنحك خيار عند الاتصال بأي رقم أو فتح أي ملف أن تختار التطبيق الذي تستخدمه، لكن جوجل توفره بشكل واسع، استطيع تحميل فايرفوكس وجعل أي رابط يفتح به، استطيع جعل جميع مكالماتي تتم بواسطة سكايب وليس شبكة الهاتف، أي ملف نصي يفتح بواسطة وورد مايكروسوفت. لتوضيح الفارق بين ما يطبق في الأندرويد وأبل فإن نظام iOS يفتح لك الرابط أو الملف بشكل افتراضي بخدمات النظام نفسه وليكن متصفح سفاري ويمنحك خيار في بعض الملفات أن “فتح بواسطة” لتختار. لكن لا تستطيع أن تقول أي رابط افتحه بكروم وتجاهل سفاري (تستطيع بالسيديا طبعاً).
3
الإيماءات: ليست ميزة افتراضيه في الأندرويد لكنه أشبه بـ “عرف” وهو أن كل شركة تضيف بعض الحيل والإيماءات الخاصة بها عالهاتف، فنذكر سامسونج عندما أضافت إيقاف وتشغيل الفيديو بالعين وإمالة الهاتف للتصفح. هاتفي يضم بعض الحيل مثل رسم حرف O على الشاشة وهى مقفولة ليفتح الكاميرا مباشرة ورسم V لتشغيل الفلاش. سيكون من الرائع أن تضيف أبل بعض هذه الأمور لنظامها.
4
المتجر: نعم أبل هى مبتكرة المفهوم الحالي لمتاجر البرامج، لكن يبدو أن فريق أبل المسئول عن المتجر وتصميمه ووظائفه بعد أنتهى من التصميم ذهب في عطلة أبدية في جزر المالديف. متجر جوجل يتغير تصميمه بشكل دوري للأفضل وتضاف مزايا جديدة. افتح أي تطبيق في المتجر تستطيع تحميله، إزالة تحميله، معرفة مدى قوة المطور “هناك تصنيف أكبر المطورين” وكذلك هل هذا التطبيق ذو شعبية أم لا حيث يظهر لك مؤشر عددي للتحميل ( أكثر من 10 آلاف، أكثر من 100 ألف، أكثر من مليون، أكثر من 10 مليون، وهكذا) أمر رائع وخاصة في التطبيقات المدفوعة بحيث تعلم هل هذا التطبيق حقاً ذو شعبية. أضف إلى ذلك أنه يمنح المطور إمكانية الرد على التعليقات… متجر أبل أمامه أشبه بالديناصور أمام مركبة فضاء، بل أن جوجل تمنحك إمكانية إلغاء الشراء، نعم إذا اشتريته تطبيق جوجل تمنحك فرصة لدقائق لكي تلغي عملية الشراء هذه وهذا يحميك من تطبيقات “الـ لا شيء” والتي تكون خادعة. تستطيع مشاهدة “الأمور التي تشترك فيها” تستطيع ضبط التحميل التلقائي والتحديثات من المتجر مباشرة وليس الإعدادات مثل أبل. يمكن أن تستمر هذه النقطة طويلاً لكن اكتفي بما قلت، متجر أبل ديناصور أمام مركبة فضائية. وهذا الوصف عن خدمات المتجر ومزاياه وليس للتطبيقات، ففي جودة التطبيقات لا تزال أبل بدون منافس.
5
استغلال قفل الشاشة: منذ العقد الماضي ونحن نتمنى أن تقدم أبل أي فائدة شاشة القفل. لماذا لا يعرض فيها سوى الوقت والإشعارات؟! عند استخدامي للأندرويد وجدت أنك تستطيع فعل أي شيء في شاشة القفل. اكتفيت بتطبيق عند توصيل هاتفي في الشاحن يظهر لي الوقت المتبقي على إتمام الشحن، درجة الحرارة اليوم، ثم معلومات بأن هذا الطقس مناسب إذا كنت أريد غسل السيارة أو الخروج في نزه وهكذا.
6
الإشعارات المصورة: ميزة لا أعلم هى في الأندرويد عامة أم في هاتفي، جاءني إشعار من تطبيق ما في قفل الشاشة وعن طريق الخطأ سحبته للأسفل وفوجئت بأن الإشعار يضم صورة. تخيل معي أن أبل تمنحنا إمكانية إرسال إشعار لمقال موعد المؤتمر ونرفق صورة لدعوة المؤتمر معه. أو مطعم ما يرسل إشعار “جرب ساندوتش كذا الجديد” ويرفق مع الإشعار صورته. ألن يكون رائعاً
7
مدير الملفات: ميزة يفتقدها نظام iOS لأسباب تتعلق بطريقة عمله، يمكنني تحميل فيديو بواسطة تطبيق ما وتشغيله بأي تطبيق. يمكنني تحميل ملف PDF بواسطة تطبيق أدوبي مثلاً ثم فتحه بتطبيق آخر، في أبل إذا كان لديك كتاب في الرسائل وتضغط “فتح في iBooks” فإن أبل تنسخه إلى تطبيق الكتب، وإذا اخترت “فتح في GoodReads” فأبل سوف تنسخه مرة ثانية للتطبيق الجديد، والمحصلة أن كتاب واحد منسوخ أكثر من مرة في أكثر من تطبيق ويستغل مساحة تخزينية أكثر. تخيل أن هذا الملف هو فيلم حجمه 2 جيجا مثلاً؟! إهدار للوقت وللمساحة التخزينية. في الأندرويد أن تفتح أي شيء في أي مكان بلا مشكلة
كلمة أخيرة
ما سبق هى أهم الأمور التي أعجبتني، هناك أمور أخرى أقل أهمية، وكذلك هناك نقاط تخص العتاد نفسه وهو يختلف من هاتف لآخر، فوزن الهاتف وإمكانيات التصوير وقوة الواي فاي وشدة الصوت وغيره ليست ميزة في الأندرويد بل عتاد تقني تضعه الشركات. وسوف يكون هناك مقال آخر يتحدث عن الأمور التي لم تعجبني في الأندرويد ثم تعليق أخير وختام.