بدأت أبل الكثير من التقنيات وقامت بقيادتها مثل الآي-باد فمهما كانت مبيعات الآي-باد أو تعددت الآراء به فهو يحتل رأس هرم الحواسب اللوحية مبيعاً منذ صدوره وإلى اليوم فهو يحتوي على الكم الأكبر من القوة والتصميم إلى آخره.. أيضاً بدأت أبل عصر الهواتف الذكية ذات اللمس المتعدد والنظام الخاص بها كما نعرفه الآن وأيضاً تحتل مكاناً كبيراً فيه مهما طعن البعض في تقدمها ولكن سنوياً يتفوق الآي-فون على الجميع في الأداء أما بالنسبة للمميزات الأخرى فيظل الجميع يقارن أي جهاز بالآي-فون كمعيار يقاس به. هناك أيضاً صيحة تقنية أخرجتها آبل للنور وهي المساعد الشخصي والذي تسميه “سيري”، ولكن هل تقود أبل في هذا المجال؟
مع التاريخ
تعتبر أبل سيري من المميزات الأساسية في الآي-فون ونظام iOS حيث تجدها من أساسيات الإعلان عند البحث في موقع آبل. بدأت سيري مع الآي-فون 4s في عام 2011 وكانت الوحيدة من نوعها وأيضاً حاولت الشركات الأخرى وفي مقدمتها سامسونج تقليد سيري ولكن محاولاتها باءت بالفشل حيث لم يستطع أحد تحدي سيري وقتها. مع الوقت ظهر جوجل ناو مساعد جوجل وبدأ في تشكيل تحدٍ حقيقيٍ لسيري وبالفعل استجابت أبل للتحدي ولكن بشكل بطيء نوعاً ما. ففي تحديث تقوم بإضافة لغات جديدة وفي تحديث تقوم بدعم ميزات جديدة مثل “proactive” في iOS 9 وأخيراً قامت بإتاحة سيري لبعض المطورين في iOS 10.
المنافسة تتقدم في بعض النواحي
عند البحث عن المنافسين في عالم المساعد الآلي تبرز عدة أسماء في الأفق ولكن لا يلمع منها إلا جوجل والتي تمتلك واجهة تسمى “Google Now” متاحة على جميع الأجهزة بما في ذلك أجهزة iOS والأخرى هي “Google Assistant” والمتواجدة على هواتف بيكسل فقط وتستخدم كلا الواجهتين قاعدة بيانات واحدة ألا وهي قاعدة جوجل العملاقة من البيانات وأيضاً قوة الذكاء الصناعي الخاص بجوجل والذي يعطيهم ميزة التعلم المستمر. كما توفر جوجل عدة طرق للتفاعل مع مساعدها الآلي غير الكلام حيث يمكنك البحث باستخدام الكتابة أو حتى فتح التطبيق فقط لتجد العديد من البطاقات التي توفر لك الكثير مما تحتاج.
والميزات وحدها لا تكفي
أعترف أن أبل أضافت ميزات رائعة لسيري ومن أفضلها إتاحتها للمطورين مما جعل من الممكن استخدام تطبيقات مثل واتساب وماسنجر وغيرهما عبر سيري. كما تعجبني ميزة تخمينات سيري للتطبيقات حيث لم تكن جيدة في iOS 9 ولكنها الآن ممتازة في iOS 10 وأعتمد عليها كثيراً للوصول إلى التطبيقات التي أستخدمها باستمرار، لكن هل تكفي المميزات؟ فأنا أمتنع عن استخدام الكثير من هذه الميزات فقط بسبب صعوبة استخدامها فلا توفر آبل طريقة مباشرة للوصول لمزايا سيري الكاملة إلا عبر الإملاء الصوتي فقط ومهما ظنت أبل فلا يمكن استخدام الإملاء الصوتي في كل مكان. في بعض الحالات تجد الأمر محرجاً وأحياناً غير لائقاً وأحياناً أخرى غير دقيق لتزاحم الضوضاء من حولك. أعتقد أن آبل يجب أن توفر طريقة أفضل للتعامل مع سيري من خلال الكتابة أو حتى النظر المباشر فقط لأجد المعلومات التي قد أجتاجها تنتظرني.
لذا اتجهت للمنافس
العملية وسهولة الاستخدام واندماجهما مع السرعة والكفاءة؛ هذه التركيبة هي من أكثر ما يجذبني لأجهزة أبل ولكن عند النظر للمساعد الآلي وجدتها عند جوجل وليس آبل حيث يوفر تطبيق “Google” خدمة “Google Now” لأجهزة iOS بالكفاءة الكاملة حيث يتم مزامنة المعلومات به عبر حساب جوجل الخاص بي، ويقوم التطبيق بعرض الكثير من المعلومات التي قد أحتاجها على شكل بطاقات أراها بمجرد فتح التطبيق فأرى نتائج حية لمباريات الفرق التي أتابعها ومواعيد المباريات القادمة بالإضافة إلى مقالات على الويب قد أكون مهتماً بقراءتها والطقس وغيرها من المعلومات. أيضاً عند استخدام الإملاء الصوتي أجد جوجل ناو تفهم كلامي بشكل أفضل وأسرع بكثير من سيري والتي لا تتعرف أغلب الأحيان على لكنتي الغير أمريكية -أنا أستخدم سيري باللغة الانجليزية- وهذا أيضاً يحسب لصالح جوجل فتطبيق جوجل يفهمني بنسبة 90-95% من المرات حتى عند استخدام مصطلحات علمية صعبة.
وفقدت عدة مميزات أيضاً..
اتجاهي لاستخدام مساعد جوجل “لم يكن كله ورد وحلوى” كما يقول الأجانب حيث فقدت تكامل المساعد مع النظام فلا سبيل بالطبع لجعل جوجل المساعد الأساسي للنظام بدلاً من سيري ولا يمكنني الوصول لجوجل بضغطة طويلة على زر الهوم أو إرسال رسائل أو ضبط منبهات باستخدام جوجل ناو.. لهذا لم أترك سيري نهائياً لكن أغلب استخدامي لها الآن هو ضبط المنبه.. ولا أعتقد أن آبل تريد هذا فقط لمساعدها الشخصي.