مع وصول نظام iOS 10.3 تحدثنا عن التجديدات في النظام وكانت أغلبها تجديدات في الأداء وطريقة عمل الجهاز وكان التغيير الأبرز هو التغيير الذي لن يشعر به أحد بشكل مباشر وهو نظام إدارة الملفات الجديد APFS فما هو هذا النظام وما الفائدة منه؟ بنا نتعرف عليه في الأسطر التالية…
ما هو نظام إدارة الملفات ولماذا يتغير؟
نظام إدارة الملفات هو البرمجية التي تتحكم في حركة الملفات وتخزينها داخل الجهاز أي تتحكم بعمل الوحدات التخزينية في الجهاز. وبأسلوب مبسط عندما تخزن ملف او صورة على سبيل المثال كيف تكتب وتخزن في وحدة التخزين Hard Disk وكيف عندما تطلبها مرة أخرى تأتي لك وبأقصى سرعة، وكيف نضمن عدم الكتابة عليها من قبل ملف آخر، وإذا حدث تلف في وحدة التخزين كيف نضمن أن لا تتلف كل ملفاتك مع هذا الخلل وكيف نحمي هذه الملفات اذا قام احد بإخراج وحدة التخزين من جهازك وكيف نقوم بتشفيرها، كل هذا وأكثر هو مسؤولية نظام إدارة الملفات.
هل علمت الآن كم هو مهم
أما بالنسبة لسبب الحاجة لنظام جديد فهو أن نظام HFS+ الذي كانت تستخدمه آبل قبل iOS 10.3 يصل عمره إلى ثلاثين عام وكان من تصميم آبل أيضاً ولكن مع تطور وحدات التخزين التي نستخدمها الآن لم يعد باستطاعة النظام القديم الاستفادة من كامل قدراتها كما أنه لا يستطيع مجاراة تقنيات تشفير المعلومات الأحدث دون إضافات.
ما هي الأجهزة الداعمة لنظام APFS؟
قامت أبل بتصميم نظامها الجديد لكي يتوافق مع جميع أجهزتها بداية بأجهزة الماك برو وانتهاءً بساعة آبل لذا يجب أن تستفيد جميع الأجهزة من مميزات APFS الجديد.
هل ستشعر بالتغيير؟
غالباً لن تشعر بالكثير من الفرق بشكل مباشر ولكن يجب أن يوفر النظام الجديد سرعة أكبر بشكل ملحوظ في نسخ ونقل الملفات لأنه أفضل بكثير في التعامل مع نقل البيانات وتحسين مساحة التخزين ما يقودنا للنقطة التالية وهي أنك قد تشعر أن السعة التخزينية في جهازك قد زادت بشكل مفاجئ ولكن ليس كثيراً.. ويرجع هذا للطريقة التي يتعامل بها النظام الجديد مع تخزين البيانات وقراءة المساحات الخاصة بالملفات الموجودة. أخيراً يجب أن تتمكن أجهزة iOS -أو أي جهاز آخر يحتوي على النظام مثل الماك أو تلفاز آبل- من الاستفادة من قدرة سعات التخزين الكاملة وبذلك تقوم بتثبيت التطبيقات وتحديثاتها بشكل أسرع.
ماذا عن المستقبل؟
في الحقيقة تأتي الفائدة الحقيقية لهذا التحديث في المستقبل حيث أن سعات التخزين سوف تمر بالمزيد من التطور والزيادة في السرعات وإن لم تستطع آبل مواكبة تطور العتاد ببرمجيات قادرة على الاستفادة الكاملة من خصائص الأجهزة فسوف يكون هناك حدود لما تستطيع أجهزة آبل فعله كما أن النظام الجديد سيتيح لآبل خيارات أكبر لتطوير منظومة الأمان وتشفير البيانات وطريقة تثبيت التطبيقات وسرعتها وكل هذا دون أن تقلق من القيود التي يفرضها نظام ملفات قديم. أخيراً فنظام HFS+ كان خادماً رائعاً لمستخدمي آبل على مدى 30 سنة وما زال يعمل بشكل جيد في عام 2017 على العديد من أجهزة آبل التي لم تقم بالتحديث بعد ولكن هذا هو الوقت للنظر إلى القادم.