من أكثر ما يميز آبل القدرة على التحكم بالسوق فهي تحدد التقنية الشائعة وهي تضع التقنيات الجديدة التي يتم إصدار الملحقات لها ناهيك عن سوق التطبيقات. لذا أكون دائماً متأكداً من الحصول على الجديد الذي تقدمه آبل. دعنا نتعرف لماذا يترقب السوق آبل دائماً ويمشي على خطاها.
آبل تحدد ما يتبناه السوق
هل تذكر عام 2013 عندما أعلنت آبل عن دعمها لجهاز التحكم بشكل رسمي لألعاب الآي-فون؟ لم يكن هناك الكثير من الألعاب الداعمة للتقنية وقتها ولم يكن مستقبلها معروفاً ولكن صناع الملحقات بادروا لصنع جميع الأشكال من أجهزة التحكم والحصول على ترخيص MFi لتأكيد مطابقة الأجهزة لمواصفات آبل. ولكن… ماذا عن شركات الهواتف الأخرى؟ حاولت عدة شركات صنع تكنولوجيا جديدة مثل إضافات الملحقات المغناطيسية والتي تضيف بطاريات وكاميرا وملحقات أخرى في محاولة لقلب الطاولة وكانت آخر هذه الشركات هي موتورولا ولكن نحن لا نسمع عن وجود الكثير من الملحقات للهاتف فلم تجد التقنية الكثير من الشعبية… كما قامت شركة Huawei بجلب تقنية تشابه اللمس ثلاثي الأبعاد قبل آبل ولكن لم ينظر لها مطورون ونسيت شركة Huawei نفسها فتوقفت عن تطوير التقنية.
خدمة دفع آبل خير مثال
عند إطلاق خدمة الدفع الخاصة بآبل أتت مع دعم أكبر مزودي البطاقات البنكية والبنوك الكبرى في الولايات المتحدة كما استمرت بالانتشار دون توقف حتى وصلت إلى دولة الإمارات العربية المتحدة هذا العام ومن المتوقع أن تستمر بالانتشار أيضاً ونجاح هذه الخدمة هو شيء كبير جداً فقد حاولت الكثير من الشركات تبني الدفع عن طريق الهاتف قبل آبل مثل مايكروسوفت وجوجل وغيرهما وقد فشل الجميع ولكن عندما أتت آبل بخدمتها مع كل ميزاتها وتعاقد آبل مع كبرى البنوك والشركات قاربت الخدمة على اجتياح العالم.
الكل يريد اللحاق بالآي-تونز القادم
لدي صديق درس إدارة الأعمال كان دائماً ما يقول لي أن السوق هو مدرسة وعليك التعلم منها، ويبدو أن الشركات تتعلم بالفعل. فمثلاً برنامج آي-تونز كان ثورة في عمل صناعة الصوتيات حيث كان السوق يعتمد فقط على بيع الاسطوانات وكان يخسر بالفعل بسبب القرصنة والنشر على الانترنت ولكن أتت آبل مع آي-تونز والذي كان بالفعل أفضل نظام للبيع وبهذا قادت الشركة تحويل الموسيقى والصوتيات من الشكل الملموس إلى العصر الرقمي وكان على من يريد الاستمرار في السوق أن يتماشى مع آبل وكلما بادرْتَ بمشاركة آبل مبكراً زادت أرباحك بشكل كبير. الآن لا أحد يريد تفويت الآي-تونز القادم فكل خدمة أو تقنية جديدة تصنعها آبل سوف يلهث السوق لتبنيها لأنه يعرف أن هذه التقنية سوف تدر أرباحاً هائلة.
آبل نظام عمل ناجح
شركة آبل لا تشكل منظومة لبيع منتجاتها فقط بل هل نظام عمل كامل يحتوي العديد من الشركات بدءاً بشركات توريد القطع مروراً بشركات تجميعها وشركات صنع الملحقات والتطبيقات فنجاح أجهزة آبل لا يصب في مصلحتها فقط بل يصب في مصلحة العديد من الشركات. كما أن أغلب مستخدمي آبل هم من الفئة القادرة على الشراء لذا يدر متجر التطبيقات الكثير من الفوائد على مطوري التطبيقات كما تدر الملحقات الربح على صنّاعها، وهذا أحد الأسباب التي تحث الشركات على إخراج منتجات عالية الجودة لأجهزة آبل، لأنها تعرف أن هناك جمهوراً كبيراً وقادراً على الشراء ينتظر فقط وجود منتج ذو جودة عالية ليشتريه.
هنا يظهر الانحياز الحقيقي
هل كنت تظن أن الكتّاب هم من ينحازون لآبل؟ إذا عليك النظر لسوق المنتجات المتعلقة بالهواتف وستجد أن ملحقات أجهزة أبل هي الأكثر انتشاراً والأعلى جودة بشكل قاطع كما ستجد تطبيقات متجر البرامج الحصرية لـ آبل وتطبيقات تتواجد على الآندرويد والآي-فون بجودة أعلى على الآي-فون. هؤلاء من ينحازون لآبل بشكل جاد لأن العمل في هالة منتجات آبل من أفضل طرق جني المال في الوسط التقني.
ستتبع الشركات آبل في أي شيء
هل تعتقد أن الشركات تتبع آبل في ما يدر ربحاً مباشراً فقط؟ حسناً… هناك المزيد. هل تذكر نظام iOS 9؟ كان من أهم مميزاته إمكانية استخدام برامج لحجب الإعلانات في مواقع الانترنت وكانت هذه ضربة كبيرة للمواقع التي تعتمد غالبيتها العظمى على الإعلانات فقط في الربح وتشكل أجهزة آبل مصدراً مهماً للدخل عن طريق الإعلانات لكثرة التصفح عليها فهل قام أصحاب المواقع باتخاذ خطوة مضادة لآبل؟ الإجابة هي لا، فقد حاول كل موقع التعايش بطريقته كما قامت تلك المواقع بإدراج أخبارها بشكل محسن على خدمة الأخبار من آبل Apple News كي يحققوا الربح المرجو. بل أن بعض المواقع تقوم بعرض بعض الأخبار بشكل حصري على تطبيق أخبار آبل.
الخلاصة
أصبحت آبل من أكثر الشركات تحكماً بالسوق ومستجداته كما صار بمقدرتها فرض ما تريد من صيحات أو تقنيات على الشركات جميعاً بسبب قاعدتها الجماهيرية الكبرى فمستخدموا iOS يشكلون كتلة كبيرة وقادرة على الشراء وهم أيضاً أكثر المستخدمين رضىً عن أجهزتهم حسب استطلاعات الرأي التي تفتخر بها الشركة في كل مؤتمر. لذا تأكد أن كل ما تقوم آبل بإطلاقه سيجد مكانه في السوق لا محالة.