معظمنا يتذكر عند صدور أول آي-فون وكيف كانت سخرية الشركات من جهاز الآي-فون الذي لا يحمل أزرار ويأتي بشاشة كبيرة تعمل باللمس وسعره غالي بشكل غير مسبوق.
هذا هو ستيف بالمر المدير التنفيذي لشركة مايكروسوفت في هذه الحقبة، وهو واحد من الذين سخرو من آبل وجهاز الآي-فون بشكل علني، وبعد عدة أشهر رأينا صراع الشركات للحاق بأبل وتقليدها وإنتاج هواتف تعمل بنفس الفكر، وكل من رفض التطور او لم يستطيع، انتهى مثل شركة نوكيا وقسم الهواتف في شركة مايكروسوفت وشركة بالم، وغيرهم الكثير.
هل تغير شيء؟
ربما تظن أن الشركات أكثر وعياً الآن وأنها تعلمت الدرس، ولن تسخر مرة أخرى من التقنيات الجديدة والغير مألوفة، لكن لا… هذا يحدث دائماً وحتى يومنا هذا، وإليك مثال حديث… عندما أصدرت آبل تقنية بصمة الوجه سخر منها العديد من الشركات، وهناك شركة تحديداً أعلنت هذه السخرية بشكل واضح وهي شركة هواوي… وقامت بعمل إعلانات لهاتفها الجديد باعتماد السخرية على تقنية بصمة الوجه.
وأخبرت هواوي في عدة تصريحات انها تقنية فاشلة، وبطيئة وغير مقنعة بالنسبة للمستخدم.
ربما تظن أن بعد هذه السخرية سوف تتجنب الشركات بصمة الوجه، والأنيموجي وأي تقنية لها علاقة بحساسات العمق… لا فمعظم الشركات الآن تعمل على منافس لهذه التقنية، والعجيب أن شركة هواوي نفسها بعد أقل من شهر تعلن عن منتجها المنافس لبصمة الوجه. أليس هذا عجيب.
فقد كشفت لنا شركة هواوي أنها تعمل بدورها على كاميرا ثلاثية الأبعاد لإستشعار العمق، وتقول أن هذه الكاميرا تقوم برسم خريطة افتراضية ثلاثية الأبعاد للوجه بإستخدام 300 ألف نقطة افتراضية (مستشعر آبل يرسم فقط 30 الف نقطة) وسوف يتم إستخدام هذه التكنولوجيا لفتح الهاتف وتأمين المعاملات المالية، فضلا عن تعزيز قدرات تطبيقات الواقع المعزز، وتعزيز إمكانيات الهاتف.
وليس هذا فقط، بل سوف تقدم هواوي نسخة ايضاً من الأنيموجي، وتتباهي أنها متقدم أكثر حيث تستطيع التعرف على عضلات أكثر في الوجه وتتعرف على حركة اللسان.
هذه التكنولوجيا قد تكون جاهزة بحلول موعد صدور الهاتف Huawei P11، لكن حتى الآن هواوي فقط تحجز مكانها في قطار اللحاق بآبل.
نحن سعداء بإنجاز شركة هواوي وإنجازات الشركات الأخرى، ونتمنى منهم اللحاق بأبل وتقديم أجهزة وتقنيات أفضل، ولولا المنافسة لما تقدمت التقنية بهذا الشكل السريع، لكن السخرية التي تسبق التقليد أصبح مبالغ فيها وكلنا نعرف النتيجة، سوف تسخر مني وبعدها تقلدني.