بداية الشهر الحالي تجاوزت القيمة السوقية لأمازون تريليون دولار لدقائق وسرعان ما خسرت تراجعت 50 مليار دولار تقريباً. وصول أمازون إلى الترليون جاء بعد ما يزيد قليلاً على شهر من تجاوز أبل لتلك القيمة. فكما هو ملاحظ، كلا الشركتين أبل وأمازون في نمو كبير على مدار السنوات القليلة الماضية، فهل سيستمر ذلك النمو؟
ذكر تقرير من BBC أن أبل وأمازون يختلفان اختلافاً جذرياً عن بعضهما البعض، تماماً مثل الاختلاف بين التفاح والبرتقال.
أبل؛ شركة تكنولوجيا استهلاكية تقدم أجهزة مطلوبة بأسعار مرتفعة ولديها عملاء مستعدون لدفع ثمن تلك المنتجات الغالية الثمن. فمنذ أن بدأت أبل في بيع الآي-فون للمرة الأولى في 2007، ارتفعت أسهم الشركة بنسبة 1100% وقفزت بمقدار الثلث تقريبا في العام الماضي.
أما بالنسبة لأمازون، شركة البيع بالتجزئة على الانترنت، شهدت ارتفاعا ثابتا وسريعا في سعر سهمها، حيث قفزت قيمتها السوقية من 600 مليار دولار إلى 700 مليار دولار في 16 يوم فقط. في حين استغرقت آبل 266 يوما بين القيمتين أي من 600 إلى 700 مليار دولار.
على الرغم من أن أبل وأمازون تقدمان منتجات وخدمات مختلفة، إلا أن تركيزهما في المقام الأول على التكنولوجيا، وهما على رأس شركات الـ FAANG الأعلى سهما بين الشركات.
أي من الشركتين تمتلك فرص أفضل للنمو على المدى الطويل؟
إليك نظرة على بعض المجالات الرئيسية لكل شركة
مبيعات الأجهزة
تأتي معظم إيرادات أبل من مبيعات الأجهزة الخاصة بها ولا سيما الآي-فون والآي-باد والماك والآي-بود. ولا تمتلك أبل سوى 14% فقط من سوق الهواتف العالمية، ومع ذلك فإن إيراداتها أعلى من أقرب المنافسين لها.
ووفقا لتحليلات استراتيجية، في الربع الأول من عام 2018 استحوذت أبل على إيرادات بلغت 61 مليار دولار، في حين أن سامسونج حققت 19 مليار دولار فقط، تليها شركة هواوي في المركز الثالث بعائدات بلغت 8 مليار دولار.
وقال رئيس قسم الأبحاث والاستشارات في شركة Windsor Holden “متخصصة في تجارة السيارات وقطع الغيار” إن اعتماد أبل على الأجهزة التي تعمل بنظام تشغيل iOS هو مصدر قوتها، لكن التقدم إلى الأمام يمثل أكبر تحد لها، حيث ستكون فرص نمو قاعدة مستخدميها محدودة جدا. ولا نعني بذلك أن عائدات آبل ستنخفض في الوقت القريب، ولكن الفرصة لتوليد إيرادات جديدة كبيرة ستنخفض مع مرور الوقت”
ولقد كان أداء أمازون دون التوقعات على مدار السنوات الخمس الماضية بأجهزتها المختلفة، التي تشمل أجهزة القراءة الإلكترونية مثل Kindle وتابلت Kindle Fire ومكبرات الصوت الذكية Echo ، وغير ذلك من المنتجات.
من الممكن أن تحافظ أمازون على وتيرة نموها، لأنها من الممكن أن تضحي بهامش الربح على الأجهزة، لأنهم يحصلون على عائدات من الخدمات المختلفة، كما قالت بذلك Roberta Cozza لدى شركة Gartner للأبحاث والاستشارات في مجال تكنولوجيا المعلومات.
ووفقا لأبحاث شركة Juniper فإنه تم شحن 1.5 مليار هاتف ذكي عام 2017 في جميع أنحاء العالم، ومع ذلك سيستمر تباطؤ نمو شحن تلك الهواتف خلال الخمس سنوات القادمة، حيث إن معظم المستهلكين في الأسواق الغربية يمتلكون بالفعل هواتف ذكية متقدمة، وقليل منهم سيقوم بالترقية.
وتواجه شركة أبل منافسة ضخمة من صانعي الهواتف الذكية وخاصة في الصين، الذين يقدمون أجهزة متميزة وأرخص بكثير من أجهزة آبل وسامسونج. وفي خضم هذا المشهد التنافسي، يكون بين يديك هذا المستوى من السلع والتكلفة المنخفضة، فيصبح من الخطر على آبل الاعتماد بشكل كبير على مبيعات الأجهزة، كما أضافت السيدة Cozza.
المنازل الذكية
أحد المجالات الرئيسية لإمكانيات نمو الأعمال هو المنازل الذكية.
قد طورت كلا من شركة آبل وأمازون مساعدين شخصيين افتراضيين ذكيين، ومكبرات صوت لاسلكية ذكية، ولكن في هذه النقطة أمازون تتمتع بأفضلية واضحة.
وكما هو معلوم، المساعد الافتراضي لأبل هو سيري، ومكبر صوتي ذكي لاسلكي يسمى HomePod. والمساعد الافتراضي لأمازون هو أليكسا، ومكبر صوت ذكي لا سلكي يسمى Echo.
◉ HomePod يركز على توفير تجربة موسيقية.
◉ بينما أمازون تريد منك استخدام Echo للتحكم في منزلك وإدارة حياتك اليومية.
وبالفعل صار لجهاز أمازون تغلغل منزلي أعلى بكثير من قرينه لدى أبل. وإذا تحدثت مع أشخاص حول تلك المنتجات، فإنهم سيقولون بكل سهولة أن العمل مع أجهزة أمازون أفضل بكثير، لأنك تتعامل مع نظام متكامل. وأصبح من السهل جدا على الجهات الخارجية إنشاء تطبيقات للمساعد الشخصي أليكسا. في حين أن آبل ما زالت تحكم قبضتها على مساعدها الشخصي داخل أسوار نظام iOS الخاص بها.
الخدمات
عندما يتعلق الأمر بالخدمات، تختلف أيضا عروض آبل وأمازون بشكل كبير:
◉ أمازون تركز بشكل كبير على التجارة الالكترونية، بصرف النظر عن الأجهزة، وتبيع أيضا التطبيقات، ولديها حوسبة سحابية، بث الفيديو مع المحتوى التلفزيوني الحصري، وغير ذلك من المنتجات.
◉ أثبتت خدمة الحوسبة السحابية أنها مربحة بشكل خاص، فقد شهدت قفزة في المبيعات بنسبة 49% إلى 6.1 مليار دولار في الربع الثاني من عام 2018، وارتفعت أرباح التشغيل إلى 1.67 مليار مقارنة 916 مليون دولار في نفس الفترة من العام السابق.
◉ تشير تقديرات جونيبر إلى أن سوق الحوسبة السحابية الخاصة بالبرمجيات ومنصات التشغيل والبنية الأساسية كخدمة، سوف تبلغ قيمتها أكثر من 145 مليار دولار في عام 2020. وبالنسبة لأمازون فهي أكبر لاعب في السوق مع ثلث حصة السوق.
ويقول السيد هولدن: “اتضحت لنا قوة أمازون في الحوسبة السحابية فيما مضى من الأيام، وهي الأقدر على جذب مجموعة هائلة من العملاء من الشركات الكبيرة مثل Netflix وغيرها من الشركات والأفراد.
ومن الآن فصاعداً، سيكون اللاعب الرئيسي هو إنترنت الأشياء IoT، خاصة بالنظر إلى خدمات AWS واسعة النطاق والقدرة على توفير خدمات الحوسبة المتقدمة.
بصرف النظر عن الأجهزة، فإن آبل تركز على خدمة Apple Music، وخدمة دفع آبل وبيع المسارات الموسيقية، وتطبيقات متجر آب ستور.
ولكن من المحتمل أن تطور آبل خدمات أخرى، كما تقول السيدة Cozza. ” إن آبل لديها طرق أخرى، مثل تغلغلها في التعليم الإلكتروني، والأجهزة القابلة للارتداء والرعاية الصحية”، وكل هذا لاقى قبولا واسعا في تلك الأوساط. فما زالت هناك الكثير من الفرص أمام آبل، يمكن أن تنمو فيها وتتطور أكثر فأكثر.
النمو على المدى الطويل
تعتبر كل من أبل وأمازون من الشركات الناجحة بشكل كبير، وفي الواقع يمكن أن يتعدى إجمالي قيمة الشركتين معا قيمة 25 شركة كبرى من شركات الولايات المتحدة.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية bbc “ما زال الإعجاب يحيط بكلا الشركتين، ولكن هناك مخاوف من أن آبل لن تكون قادرة على الاستمرار في الاعتماد على الآي-فون بشكل كبير، في حين تتزايد المنافسة بشكل كبير في الفترة الحالية.
وأضافت، إن نمو سعر سهم أبل شهد الكثير من الوقفات والبدء من جديد. وأبل بحاجة إلى منتج آخر ثوري، وأسواق جديدة للبيع. أو أن نموها سيتوقف ويتراجع بشكل كبير.
بالنسبة لأمازون، ولأنها شركة أصغر من آبل، فهي لا تتمتع بتواجد كثير في العديد من البلدان، لذلك فإن لديها مجال أكبر للنمو من آبل، التي لديها بالفعل قاعدة عملاء مرتفعة.
مع شركة آبل، الاحتمال الأكبر أنك لن تشتري سوى منتج واحد في السنة. أما أمازون، فلديها إمكانات أكبر من ذلك بكثير تتفوق في ذلك على آبل.
ومع نمو كلا الشركتين بهذا الشكل الكبير إلا أنهما يواجهان تهديدات على رأسها من المنظمات الحكومية، وأنتم ترون ازدحام الصحف بالعناوين يوما بعد يوم، عن ترامب وآبل على وجه الخصوص.
ومع ذلك، فإن الاجماع يؤكد، أنه من غير المحتمل أن تتراجع ثروات كلا الشركتين آبل أو أمازون في أي وقت قريب. لكن يبقى السؤال أيهما سوف يصل أولاً إلى 2 ترليون دولار؟
هل تعتقد أن كلا الشركتين سيواصلان النمو على المدى الطويل؟ وهل ترى أن آبل فعلا مهددة بتراجع سهمها وقيمتها السوقية ؟ أخبرنا في التعليقات.
المصدر: