لدى شركة آبل تاريخ طويل في محاولة التحكم الدقيق في المعلومات حول منتجاتها وثقافتها. وأصدرت آبل مذكرات تحذر موظفيها بعدم تسريب أي معلومة عن الشركة. وبالفعل قامت آبل بالقبض على موظفين كثر على مدار الأوقات بتهمة تسريب معلومات حساسة عن الشركة فكثير منهم عوقب بالطرد من الشركة. وبالرغم من تلك التحذيرات، وتلك العقوبات إلا أن أسرار آبل ما زالت تتسرب إلى العامة. فلماذا يستمر تسريب هذه المنتجات؟
بالنظر إلى فترة ستيف جوبز، نجد أن التسريبات تكاد تكون شبه معدومة. إلا حادثة تسريب آي-فون 4، وهي ليس تسريب في الحقيقة وإنما فعل عن غير قصد نظرا لملابسات الحادث. حيث قام أحد مهندسي برامج وتطبيقات آبل المدعو Grey Powell بنسيان آي-فون 4 على بار في أحد الأماكن العامة بعد تناوله بيرة المانية في مدينة ريدوود سيتي بولاية كاليفورنيا، هذه رواية، وفي رواية أخرى ادعى Grey أن هاتفه قد سرق منه. وكان هذا المهندس مكلف بأختبار الهاتف ميدانيا بعد أن ألبسه غطاء آي-فون 3GS. اقرأ المزيد عن هذه الدراما هنا.
لماذا ارتفع مؤشر التسريبات بعد 2011؟
بعد وفاة ستيف جوبز، كانت آبل قد باعت 100 مليون جهاز آي-فون، ومنذ ذلك الحين باعت آبل ما يقرب من 1.2 مليار جهاز iOS. هل هذا يعني أن التسريبات لها دخل في زيادة تلك المبيعات؟ يقول Michael Vogel أحد المحللين في شأن آبل: ” أنه من المرجح أن آبل تتعمد حدوث تلك التسريبات مسبقا قبل الإعلان عن الأجهزة الجديدة. فكيف تفسر إذا، بيع 11 مليون جهاز على مدار الثلاثة أيام الأولى من إطلاقه؟
بالتأكيد من خلال التسريبات تكونت فكرة كافية لدى العملاء ومواقع التقنية عن الأجهزة الجديدة. وتذكّر أيضا، أن آبل باعت 7 ملايين جهاز آي-فون من أجهزة الآي-فون الأصلية الأولى خلال العام الأول وكانت الأجهزة معروضة للبيع على أرفف المتاجر. وفي المقابل تم بيع 11 مليون جهاز آي-فون 6s خلال أول ثلاثة أيام فقط من إطلاقه. فهذا التفاوت الضخم يوضح لك أنه كلما زادت التسريبات كلما زاد بيع المنتج، والعكس كلما زاد المنتج وزاد الطلب عليه كلما زادت التسريبات. لك أن تتفق وتختلف مع هذا الرأي.
يقول أحد أصدقاء جوبز Walt Mossberg كان جوبز راديكاليا “يميل إلى التعصب والعنف” عندما يتعلق الأمر بالسرية، وكان جميع مدونو التكنولوجيا يعرفون ذلك. لكن يبدوا أن زملائه لم يشاركونه هذا التفكير. بالتأكيد شاهدتم كيف أفصح فيل شيلر بكل سهولة عن آي-فون SE قبل الإعلان عنه، الأمر الذي لم يكن ليحدث في عهد جوبز.
هل ما زالت آبل حذرة من التسريبات؟
يعتقد Clint Potts (مدير تدريب في ثلاث مراكز لآبل) بأن آبل لا تزال حذرة للغاية حول قضية التسريبات. ومع ذلك، هناك أناس يكسبون رزقهم بمحاولة الإعلان عن أحدث ميزات الأجهزة المتوقعة. لذلك هم يراقبون عن كثب ويبحثون عن الثغرات، وعند الحصول على شيء ولو ضئيل جدا مثل صورة واحدة فقط أو مخطط أو ما شابه، فإنهم يقومون ببيع تلك المعلومات، ويتم نشر مقالات على مئات المواقع المختصة. ويقوم المحللون بالخروج في البرامج التلفزيونية يتحدثون عن تلك الأجهزة المتوقعة وعن مميزاتها. وبذلك تدر تلك المعلومات البسيطة أموالا طائلة للكثيرين. وبالتالي تكون تلك المعلومات والتحليلات حول أجهزة آبل بمثابة دعاية مجانية لها، وتعد أفضل بكثير من إنفاق الأموال الطائلة على تلك الإعلانات.
التسريبات وارتفاع سعر الأسهم
من الممكن أن تساهم تلك المعلومات المسربة بشكل أو بآخر في رفع أسهم الشركة وزيادة الطلب عليها. وهذا ما حدث بالفعل، فقد سجلت أسهم شركة آبل ارتفاعا قياسيا يوم الخميس الماضي بمجرد الإعلان عن موعد إطلاق الأجهزة الجديدة في 12 سبتمبر القادم. فقد سجل السهم أكثر من 228 دولارا. وقد تحدث المستثمر الكبير وارن بافيت يوم الخميس الماضي إلى CNBC قائلا “عندما تم إطلاق الآي-فون بسعر 1000 دولار كان الأمر مبالغ فيه بشكل كبير، إلا أننا الآن نراه مع كثير من الناس. وهذا معناه أن كثير من الناس لا يهمهم السعر طالما أن المنتج قوي ويلبي احتياجاتهم ورغباتهم.