سنوياً ينشأ الجدل حول ما ما ستقوم أبل بتحديثه في مؤتمرها، وما لن يتم تحديثه. ولكن تظل بعض الجوانب ثابتة أي أننا نعرف بالتأكيد الآن أن آبل تقوم بتحديث معالجاتها في كل مؤتمر. وبالطبع تقوم آبل بتحديث الكاميرا وهذا حدث يتم انتظاره بشدة نظراً للتنافس الشديد، فقد ولت الأيام حين استطاعت أبل السيطرة على جودة الكاميرا مع منافسة قوية من أجهزة جوجل بيكسل وأجهزة سامسونج وحتى هواوي. فهل تنجح أبل هذه السنة في المنافسة؟
العتاد
ربما اعتدنا أن تغيير أبل الأساسي يأتي في منطقة العتاد فآبل تصنع عتاداً لا غبار عليه، وعادة أيضاً نجد أكثر من تحديث يتعلق بعتاد الكاميرا، حتى وإن وجدت تحديثات النظام بجانبها، ولهذا فاجأني عتاد آبل هذه السنة. فهي فعلياً لم تقم بتحديث الكثير من العتاد ولكن ما جددته مهم، حيث قامت لأول مرة منذ الآي-فون 5s بزيادة حجم حساس الكاميرا وليس المقصود عدد البيكسل بل هو حساس 12 ميجابيكسل يتميز بحجم بيكسل أكبر يساوي 1.4 مايكرون بدلاً من 1.22 مايكرون المستخدم في الآي-فون X، والذي كان حجم البيكسل المستخدم منذ الآي-فون 6s. أيضاً يقع أغلب الظن أن آبل قامت بتغيير خصائص العدسات لتناسب حجم البيكسل الجديد.
كما تقول آبل أن الفلاش أصبح “أكثر سطوعاً” لكن بدون أي معلومات إضافية والكاميرا الأمامية ليس بها تغيير سوى تثبيت جديد للفيديو.
ما وراء عتاد الكاميرا
عرفنا ما الجديد في عتاد الكاميرا ولكن أجهزة أبل لهذه السنة تشرق أكثر في المنطقة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي. حيث أن المعالج الجديد بمعمارية 7 نانوميتر يقوم بالتركيز على شريحة الشبكة العصبية في الهاتف بوضوح بل يبدوا أن أغلب عمل آبل كان يتركز عليها، فشريحة الشبكة العصبية تمتلك الآن 8 أنوية وتستطيع القيام بخمس ترليونات عملية معالجة في الثانية. وهذا التقدم يصب حالياً في مصلحة الواقع المعزز والكاميرا التي أصبحنا نعرف كيف نستفيد من الذكاء الصناعي فيها لتحسين الصور؛ وليس فقط لوضع إضافات طريفة مثل مي-موجي. إذاً ماذا جنينا من التطويرات في العتاد والنظام هذه السنة؟
كاميرا أذكى
عادة تقوم الكاميرات بعمل حسابات تخص الصورة لتحليل معالم الوجوه والعيون وتفاصيل أخرى مثل العناصر في مقدمة الصورة وتلك في المؤخرة. وأيضاً العناصر التي ينبغي التركيز عليها مقارنة بتلك التي يجب تقليل التركيز عليها. وهذا ما يبرع فيه الآي-فون الجديد حيث أن الكاميرا لديها معلومات أكثر لكي تفهم الصورة وتساعد في تحسينها كإلغاء تأثير العين الحمراء وتمييز الحدود بين العناصر المهمة في الصورة. كما تستطيع الكاميرا أن تقوم بعملية تجزيء الصورة بشكل أفضل لتقارن بين تلك الأجزاء وتولد إحساساً أفضل بعمق الصورة (حتى في الصور العادية، فالكلام عنا ليس عن تأثير Bokeh فقط).
أيضاً HDR ذكي
تواجدت خاصية HDR في كاميرات الهواتف منذ مدة ليست بالقليلة وهي تعني أن الكاميرا تقوم بالتقاط عدة صور ودمجها معاً كي تحصل على صورة أفضل. ومن هنا يبدأ بناء آبل لهذه السنة والمماثل إلى حد ما لما فعلت جوجل مع جهاز بيكسل 2 ووضعية HDR+ حيث أن جهاز جوجل يقوم بالتقاط العديد من الصور مع تعريض مختلف (التعريض هو كمية الضوء المسموح بدخولها) ومن ثم اختيار التفاصيل الأفضل باستخدام الذكاء الاصطناعي، و تلتقط أجهزة بيكسل في هذه التقنية عدة صور تتميز بقلة التعريض الضوئي. أما آبل فهي تستخدم صوراً بعضها يتميز بقلة التعريض الضوئي وبعضها الآخر يتميز بتعرض زائد لكي تستطيع حفظ تفاصيل الظلال وإخراجها بشكل أفضل.
صور فورية
كثيراً ما تباهت آبل قبلاً بسرعة غالق الكاميرا الخاص بها وسرعة التقاطها الصور ولكن دائماً يظل هناك ذلك التأخير البسيط. ذلك التأخير الذي يمكن أن تلاحظه إن كنت من مدمني التقاط صور سريعة. إن كنت كذلك فقد تحقق حلمك هذه السنة لأن التصوير أصبح فورياً، فالكاميرا تلتقط الصور طوال الوقت ولكنها صور يتم التقاطها ثم مسحها مباشرة طوال الوقت إلى أن تقوم بالضغط على زر التصوير فلا يتم مسح الصورة الملتقطة بل يتم حفظها. هكذا استطاعت آبل جعل التأخير في حفظ الصورة بعد الضغط على الزر مساوياً للصّفر.
العمق المتغير
كاميرا آبل منذ السنة الماضية وهي تعتبر الأفضل في تأثير العمق أو Bokeh وحتى أفضل من هواتف بيكسل لأن بيكسل في النهاية يعتمد على النظام فقط أما أبل فتقوم باستخدام عدستين منفصلتين مما يعطي نتائج أفضل، ولكن هذه السنة وبفضل خصائص النظام الجديدة قررت آبل تمكين المصور من تغيير عمق الصورة وشدة التأثير “بعد” التقاطها. وبالرغم من أن خاصية مشابهة قد تواجدت في أجهزة أخرى مثل الخاصة بسامسونج وحتى بعض تطبيقات الآي-فون إلا أن تلك الطرق تقوم بتغييره كتأثير فقط أما مع الآي-فون XS فقد نقل مجربوا الهاتف في المؤتمر أن لتغيير العمق عدة أبعاد وأنه يغير على مستويات مختلفة في الصورة بشكل يحاكي تغيير العمق الحقيقي باستخدام عدسة كاميرا.. بالطبع لن نستطيع عمل مقارنة كاملة لحين توفر الجهاز للبيع وإلى هذا الحين علينا الانتظار.
أداء أفضل مع الضوء الخافت ومشاهد الحركة
بما أن وحدات البيكسل في الكاميرا أصبحت ذات حجم أكبر فهذا يعني أنها تقوم بالتقاط كمية ضوء أكبر. ما يحسن التصوير في ظروف الإضاءة الخافتة بشكل ملحوظ، كما أن تقنيات HDR الذكي وتعديلات الذكاء الاصطناعي وسرعة غالق الكاميرا جميعاً تسمح بالتقاط صور أفضل وأكثر ثباتاً عند تصوير عناصر متحركة.
ماذا عن جوجل بيكسل؟
تَعرف جوجل منذ إصدارها لأجهزة بيكسل الأولى أن نقطة تفوقها هي الذكاء الاصطناعي المدعم بخوادمها العملاقة والتي تملك الوصول لبيانات مئات الملايين من المستخدمين لتطوير منظومتها، وهذا بالضبط ما قامت به جوجل في كاميرا بيكسل 2 حيث أنه بالرغم من جودة عتاد الكاميرا والشريحة الخاصة، إلا أن أغلب الإطراء عليها ينبع من طريقة معالجة ذكاء الهاتف للصور كي تخرج على أفضل وجه، وهذا ما تحاول آبل تطويره لهذه السنة فقد وضعت قوة معالجة جبارة تحت خدمة منظومة ذكائها الاصطناعي وخرجت بنتائج اليوم، ولكن يجب أن نتذكر أن الآي-فون XS لن يتم مقارنته بجهاز بيكسل 2 بل هو هنا لينافس بيكسل 3 المتوقع قريباً. وكثيراً ما ذكرت جوجل أن منظومتها غير محدودة بعائق حيث أنها تتعلم مع الاستخدام. وحتى إن وضعت جوجل نفس منظومة الذكاء من بيكسل 2 المعلن عنها منذ سنة فيجب أن تكون أفضل هذه المرة عند استخدامها في الهاتف الجديد. كما أن جوجل بالطبع قد تضيف ميزات لعتاد الكاميرا كي تزيد من قوة الذكاء الاصطناعي المكمل وتخرج بصور قادرة على هزيمة الآي-فون.
أخيراً فمنظومة جوجل قابلة للتوسع الدائم بقوة من خلال خوادمها العملاقة والوصول لبيانات المستخدمين ودراستها لتغذية عقلها المفكر. أما أبل فهي تقيد الذكاء الاصطناعي بشروط الخصوصية الخاصة بها فتحدث أغلب عمليات التعلم والمعالجة في الهاتف دون الخوادم لذا تقوم بوضع كل تلك الطاقة في المعالجات خصيصاً لهذا الغرض. فهل تستطيع أبل بهذه الفلسفة التغلب على جوجل؟ قريباً نقارن بعينينا. لكن لا ننسى أنه خلال شهر سوف نرى أيضاً هاتف جوجل بيكسل 3.
ما رأيك في ما قرأت عن كاميرا الآي-فون XS الجديد؟ وهل تجعلها عامل شراء أساسي؟
المصدر: