أعلنت أبل أول أمس نتائج الربع المالي الرابع لها وختام العام و نتائج 2018 (العام المالي الخاص بأبل يبدأ في أكتوبر وينتهي في سبتمبر) وجاءت النتائج جيدة من ناحية الأرقام والمبيعات لكن قررت أبل قرار صادم تسبب في انهيار سعر سهمها. فما هى نتائج أعمال أبل السنوية هذه المرة؟
عام 2018 كان غريباً للغاية من أبل من حيث المنتجات. فبعيداً عن الآي فون 8 و X فإن أبل خلال العام لم تقدم أي منتجات حقيقية. فلم يصدر أي آي باد جديد “سوي النسخة الرخيصة ذات الـ 329 دولار” وفي أجهزة ماك لم تحديث iMac ولا ماك ميني ولا Air بل والنسخة “برو” اكتفت بتحديث صغير للغاية حتى أنها وفرته مباشرة بدون مؤتمرات. وربما يكون iMac Pro هو الاستثناء الوحيد حيث توفر للبيع في نهاية الربع الأول المالي. وفي قطاع الكماليات “الأكسسوري” لم تقدم أبل جديد سوى HomePods لذا ترقب الجميع نتائج العام المالي الختامي. ودعونا في البداية نتعرف على نتائج الربع الأخير.
نتائج الربع المالي الرابع 2018
في البداية نتعرف بشكل سردي سريع لنتائج أرقام أبل الربع الأخير والتي جاءت كالتالي:
◉ حققت أبل مبيعات إجمالية 62.9 مليار دولار مقابل 52.58 مليار في الربع المماثل بارتفاع قدره 20%.
◉ زادت مبيعات الآي فون 212 ألف جهاز لتصبح 46.889 مليون جهاز مقابل 46.677 مليون. لكن على صعيد قيمة العائدات قفزت لتصبح 37.18 مليار مقابل 28.85 مليار بزيادة 29%.
◉ كالعادة انخفضت مبيعات الآي باد بنسبة 6% لتصبح 9.7 مليون مقابل 10.3 مليون وعلى صعيد العائدات انخفضت بنسبة 15%.
◉ انخفضت مبيعات ماك بشكل طفيف 2% أي 87 ألف جهاز فقط لتصبح 5.299 مليون مقابل 5.386 مليون لكنها ارتفعت 3% في العائدات لتصل إلى 7.4 مليون.
◉ قطاع الخدمات واصل دور الحصان الذهبي لأبل حيث ارتفع 17% ليقترب من حاجز 10 مليار وتحديداً وصل إلى 9.98 مليار.
◉ باقي الأجهزة ارتفعت عائدتها 31% لتصل إلى 4.23 مليار دولار.
الاستقرار في كل مكان عنوان العام
حققت أبل إجمالي إيرادات وصلت إلى 265.6 مليار دولار مقابل 229.2 مليار دولار في العام المالي السابق بزيادة قدرها 36.4 مليار دولار أو نسبة مئوية 15.9%. الغريب أنه بالنظر لنتائج أعمال أبل في الدول تجد الأمر نفسه يحدث ففي الأمريكيتين زادت 16% بقيمة 112.1 مليار وفي الصين زادت 16% لتصبح 51.9 مليار بشكل يتطابق مع النمو في العائدات الإجمالية (ذكرنا أنها 15.9%). لكن يبدو أن الخلافات الأمريكية-الأوروبية تسببت في هدوء نسب النمو لتصبح 13.6% فقط. لكن عوض ذلك محبوا أبل الأوفياء “الشعب الياباني” حيث قفزت المبيعات هناك بنسبة 22.5%. أما قطاع “أسيا الباسيفيك” والذي يضم متاجر أبل الاسترالية والماليزية والسنغافورية وغيرها فحقق هو الآخر نمو 14.5%.
الخلاصة أن أبل حققت معدلات نمو طبيعية في سوقيها الأساسين “الأمريكتين والصين” والذين يمثلوا ما يقارب ثلثي عائداتها. وكذلك حققت زيادة في كل المناطق. أستقرار تام في كل مكان
نربح من زيادة السعر
بتحليل مبيعات أبل للأجهزة نجد شيء غريب ففي الوقت الذي تظهر فيه الأرقام قفزات في العائدات لكن لا نرى أثر ذلك على المنتجات لكن هذه الزيادة كانت بسبب ارتفاع أسعار أجهزة أبل. فمثلاً الآي فون زادت عائداته من 216.7 مليون ليصبح 217.7 أي بزيادة 1 مليون فقط. لكن بالمبيعات زادت 25.4 مليار دولار أي يمكننا القول وكأن في 2017 كان متوسط عائدات أبل من الجهاز الواحد 652 دولار وأصبح 765 دولار. وفي ماك يظهر المثال بشكل واضح للغاية حيث انخفضت عدد الأجهزة المباعة بعدد 1 مليون ليصبح 18.2 بدلاً من 19.25 مليون لكن العائدات لم تتغير تقريباً حيث أصبحت 25.484 مليار مقابل 25.85 مليار. أي كأن في 2017 كان متوسط سعر Mac هو 1343 دولار وأصبح في 2018 هو 1400$
أبل تبيع أجهزة أغلى لا أجهزة أكثر
الخدمات الخدمات الخدمات
كان لنا السبق عدة مرات في التنبيه لقوة قطاع الخدمات في أبل وأنها تمثل حصان أسود مثل مقالنا السابق –هذا الرابط-. قطاع الخدمات أكد للجميع أنه العملاق. عائدات أبل من الآي فون زادت 18% وانخفضت من الآي باد وماك لكن الخدمات كانت الحصان الأسود بزيادة قدرها 24% حيث حقق لأبل 37.19 مليار دولار مقابل 29.98 مليار دولار. قوة هذا القطاع أننا لم نرى شيء جديد أبل قدمته فيه؛ فكل ما حدث أنها كان بسبب زيادة استخدام Apple Pay ومتجر البرامج والكتب والأفلام والأغاني وهى أمور أقل في المجهود على أبل من إطلاق منتجات جديدة كلياً فمثلاً قطاع “منتجات أخرى” قفز 35% لكن أبل قدمت فيه ساعة جديدة وجهاز جديد كلياً وهو HomePod وتلفاز 4K.
قرار صادم من أبل يصعق تريليونيتها
أعلنت أبل رسمياً أنه اعتباراً من نتائج 2018 وختام العام تم اتخاذ قرار قاسي للغاية وهو أن الشركة لن تعلن مرة أخرى عن عدد الأجهزة المباعة؛ وقالت أنها أصبحت الآن توفر منتجات متنوعة لعملاءها ونقطة ذكر عدد الأجهزة المباعة لم يعد مؤشر حقيقي يعبر عن الشركة لذا تقرر إخفاء هذا الرقم اعتباراً من الربع الحالي والذي ينتهي بنهاية العام. أي أن هذه هى آخر مرة نقول فيها أن أبل باعت عدد كذا مليون آي-فون وكذا مليون آي باد وهكذا. هذه الأرقام أصبحت سر لا يعلن. الخبر كان صادم للمحللين محبي الأرقام مثلنا وكذلك لسوق المال حيث ذكر بعض المستثمرون أنه مؤشر سلبي ويعني عدم وثوق الشركة في نمو مبيعاتها وبدأت عملية بيع قوية لسهم أبل تسببت في أن قيمة الشركة السوقية انخفضت تحت حاجز التريليون ولم تعد الشركة تريليونية طوال فترة التداول بالأمس “لكن عاد السهم للارتفاع قليلاً نهاية اليوم لتغلق بقيمة 1 تريليون تماماً) لكن كان أسوء أداء يومي لسهم أبل منذ شهور.
نعلم أن قرار أبل غريب ونحن أيضاً غاضبون منه لكننا سوف نتحدث في مقال قريب عن السر الاستثماري الذي دفع أبل لهذا القرار.
أخبرنا رأيك في نتائج 2018 المالية الخاصة بأبل؟ وما سر وراء اتخاذ أبل قرار بإخفاء عدد الأجهزة المباعة مستقبلاً؟
المصدر: