لا شك أن المخاوف المتعلقة بالخصوصية بسبب ما يحدث بين الحين والآخر من اختراقات لأكثر الشبكات الاجتماعية الحالية انتشارا مثل الفيسبوك و واتسآب، تمنح أبل فرصة لانشاء شبكة اجتماعية مرحب بها وموثوق فيها. فهل تفكر أبل في شيء كهذا؟ وما الذي ينقصها للقيام ببناء منصة اجتماعية جديدة؟
جميع المكونات موجودة
تمتلك شركة أبل جميع المكونات اللازمة لانشاء شبكة اجتماعية، مثل: منصة، وعملاء واثقون فيها، ومجموعة متنامية من خدمات الوسائط التي من شأنها أن تستفيد بشكل كبير من مثل تلك الوسائل الاعلامية الاجتماعية. فنجد أن آبل لديها خدمات واعدة مثل: أخبار أبل ، وتلفاز آبل، وموسيقى أبل ، وخدمات وحتى ألعاب أبل أركيد.
كذلك، تمتلك آبل خوادم خاصة بها تحتوي على مجموعة كبيرة من الوسائط مثل الصور ومقاطع الفيديو التي يلتقطها مستخدموا الآي-فون عبر هذا الكوكب. وهذا باختصار هو كل المحتوى القابل للمشاركة والذي يتم الاحتفاظ به بإحكام داخل حديقة الشركة المسورة، والتي يتم خلالها حفظ كل ما تفعله في خصوصية مفعلة. فلماذا لا يجب على آبل انشاء شبكة اجتماعية خاصة بها لتوفير مساحة آمنة لمشاركة المحتوى؟
لا يوجد رافضون لتلك الفكرة
نظرا للاهتمام بموضوع الخصوصية الذي تتمتع به آبل، فإنه قلما تجد أحدا يرفض تلك الفكرة. هذا غير الحاجة إلى ربط جماهير شركة آبل معا. ويبدو أنه من الواضح أن الجميع يتفهم الأضرار التي تقع من خلال وسائل التواصل الاجتماعية الحالية.
قال تيم كوك في مؤتمر لمفوضي الخصوصية الأوروبيين في عام 2018، “إن المنصات والخوارزميات التي وعدت بتحسين حياتنا، يمكن أن تخرج أو تضخّم أسوأ ما في الطبيعة البشرية، فقد نال المحتالون وحتى الحكومات من ثقة المستخدم لتعميق الانقسامات والتحريض على العنف، حتى أنها عملت على تقويض شعورنا بما هو صحيح وما هو زائف. فهذه أزمة حقيقية وليس شيء متخيل أو مبالغ فيه”.
في الشهر الماضي فقط، تعاونت شركة آبل مع برامج مستقلة لتوعية الناس بما يحدث في الوسائل الإعلامية وقدمت مبادرة غير ربحية تحت مسمى “محو الأمية الإعلامية” في أوروبا والولايات المتحدة، مثل تعليمهم كيف يميزون بين الأخبار الصحيحة والأخبار الكاذبة. فيبدو أن آبل لديها الخطة الكاملة لمكافحة الأخبار المزيفة وفك تشفير الوسائط التي نتعامل معها بشكل أفضل، مما يجعل القاريء أكثر ذكاءً.
ولقد كان تيم كوك ناشطا في مشروع قانون الحقوق الرقمية، ومن المؤكد أن النقاش حول الخصوصية عبر الانترنت ينتقل إلى الخطاب العام المركزي. ولقد أصبح الناس بالفعل أكثر وعيا بأهمية الخصوصية والحاجة إلى المسئولية عبر الانترنت. ولأجل هذا فالفرصة كبيرة لدى آبل.
مكان للأصدقاء
ماذا نشارك على وسائل التواصل الاجتماعي؟ بالطبع الكل يعرف الإجابة، يشارك معظم الأشخاص مقاطع الفيديو و الصور والموسيقى والمقالات والتقارير الإخبارية والرسائل الشخصية داخل دوائر الصداقة الخاصة بهم.
وتقوم الشبكات الاجتماعية التي نشترك فيها والتي يحركها الإعلانات بجمع وتحليل بياناتنا لبناء رؤى متقنة حول احتياجات المستخدمين، ويتم بيع تلك الرؤى بعد ذلك للمعلنين في شكل عملاء تسويقيين مستهدفين. فهذا هو حال معظم الشبكات الاجتماعية اليوم، فأنت عبارة عن منتج بالنسبة لهؤلاء. مع العلم أن هناك شبكات اجتماعية ليست مدفوعة بإيرادات الإعلانات، مثل MeWe. ولكن هذا قليل ويعد على الأصابع.
ماذا لو أنشأت آبل شبكة خاصة بها؟ فكيف ستكون آلية عملها؟
من المعروف عن شركة آبل جودة منتجاتها وجودةوأنظمتها وتطبيقاتها. وإذا أنشأت آبل شبكتها الخاصة ، بالتأكيد ستكون شيئا مختلفا ومميزا. ويمكن لأي شخص الانضمام إليها باستخدام حساب آبل الخاص به.
كذلك، يمكن أن توفر أبل أدوات خصوصية واضحة وشاملة للمستخدمين، على سبيل المثال سنجد قيود وحدود لكل شيء مثل ميزة حدود التطبيقات وقيود المحتوى والخصوصية في نظام iOS. وسنجد ما يقابل ذلك في شبكة آبل الاجتماعية مثل “حدود المنشورات” وهذا يعني تحديد وقت للمنشورات، فتكون مثلا لفترة معينة بدلا من بقائها طول الوقت.
كذلك يمكن أن توفر آبل ميزة مفيدة أخرى، مثل التمييز بين جهات اتصال العمل وجهات الاتصال الشخصية. أو بمعنى آخر، التمييز بين بيئة العمل وغيرها.
ولا شك أن آبل ستجعل إعدادات الخصوصية سهلة مثل تلك التي نجدها على نظام iOS.
وعندما نكون داخل الشبكة، يمكننا الوصول إلى خدمات آبل مقابل رسوم، ويمكن مشاركة مواد حقوق الطبع والنشر مع الآخرين مقابل رسوم رمزية أيضا.
وربما يمكننا مشاركة أفلامنا المفضلة بجودة كاملة على صفحاتنا الاجتماعية، ونشر مقاطع الألعاب في آبل اركاد، وكذلك مشاهدة البرامج التلفزيونية عبر الانترنت مع الآخرين والمزيد.
وكل هذا سيكون خالٍ تماما من الاعلانات، وبدون ملفات تعريف الارتباط أو جمع البيانات، ودون وسطاء بيانات مشكوك فيهم، ودون سيطرة على البيانات التي يجمعونها ويتاجرون بها سرا.
وبالنظر إلى أن عملاء آبل الحاليين يستخدمون الشبكات الاجتماعية المختلفة، فنعتقد أن الخدمة قد تكون مشهورة جدا ومرحب بها.
المصدر: