يوم أمس أعلنت شركة فيسبوك أخيرًا عن عملتها الرقميّة المشفّرة Cryptocurrency والتي أتت تحمل الاسم Libra و التي قد تكون مشتقة من الكلمة الفرنسية/الإسبانية Libre والتي تعني “حرّ” وكذلك الوصف الإنجليزي Libral والذي يعني “متحرر”. الهدف الأساسي من عملة فيسبوك الجديدة Libra هو شراء المنتجات و إرسال الأموال عبر الإنترنت مباشرة بسهولة ودون اقتطاع مصاريف منك.
المميز في عملة فيسبوك الجديدة أيضًا أنها ستتيح لك شراء المنتجات من المحال التجارية العادية من خلال استخدام تطبيق محفظة مخصص لهذه العملة، وفيسبوك بنفسها ستطلق تطبيقًا لهذا الصدد وهي محفظة كاليبرا “Calibra Wallet” وهذه المحفظة ستكون أيضًا مدمجة داخل تطبيقات Messenger، WhatsApp وكذلك التطبيق المنفصل الخاص به وهذا كله قد قامت بإيضاحه فيسبوك في صفحتها البيضاء التي أتاحتها يوم أمس والتي تناولت فيها أيضًا أمور الـBlockchain وغيرها من التفاصيل التقنيّة.
إذاً، نحن أمام عملة إلكترونية مشفرة، مملوكة -نظريًا- لفيسبوك وستكون مدمجة في تطبيقات ماسنجر و واتساب تطبيقات المراسلة الأكثر استخداماً، أيضًا سيتمكّن المستخدم من استخدامها في المحال العادية… هل تظن أن الأمر انتهى؟ تابع معنا الآن تقرير آيفون إسلام المفصّل حول العملة الجديدة من كافة النواحي.
ما هي عملة Libra الجديدة من Facebook؟
كما أسلفنا الذكر في المقدمة، العملة ستتيح لك شراء المنتجات وكذلك إرسال واستقبال الأموال من خلال تطبيق Calibra App والذي يُعتبر محفظة عملة Libra وأيضًًا التطبيقات المدمجة في كلًا من واتساب وماسنجر ونظرًا لأن العملة قادمة من فيسبوك ومدمجة في تبطيق فيسبوك فلعلّك ستظن أن فيسبوك لديها التحكُّم الكامل بها، إلا أن هذا -ولحسن الحظ- ليس صحيحًا، حيث أن فيسبوك هي مجرّد عضو في منظمة تم إطلاقها لإدارة العملة والتي تحمل الاسم Libra Association وهذه المنظمة تضم أعضاء مخضرمين مثل فيزا، أوبر وكذلك شركة رأس المال Andreessen Horowitz وكلًا من الأعضاء استثمر 10 مليون دولار أو أكثر في علميات تشغيل هذه العملة.
منظمة Libra Association تلك ستعمل على إدارة الـ Blockchain الخاصة بمشروع Libra وهي وبكل تأكيد ستكون مفتوحة المصدر كما ستعمل على تطوير منصّة تشغيل العملة والتي ستعمل بلغة برمجة تحمل الاسم Move، وهي لغة برمجة خاصة بهم، كذلك ومن الناحية التجارية ستعمل هذه المنظمة على أدراج عملة Libra كوسيلة دفع في أكبر عدد ممكن من الأماكن والمنصّات.
إذن، هل ستكون معلوماتك البنكية لدى فيسبوك؟
فيسبوك كشركة تعلم أنها ليست محبوبة فيما يخص أمور الخصوصية، لذلك فقد قامت فيسبوك بإنشاء شركة فرعيّة تحمل الاسم Calibra، هذه الشركة ستقوم بإدارة أمور التشفير وحماية خصوصية المستخدمين من خلال عدم دمج معلومات Libra خاصتّك مع المعلومات التي تملكها عنك فيسبوك بالفعل وعليه فلن يتم استهدافك من خلال إعلانات فيسبوك بناءًا على عملياتك الشرائية وما تملكه من مال كذلك فلن إظهار معلوماتك المالية وعملياتك لأي شخص. من ناحية اقتصادية كلًا من Facebook و Calibra وأيضًا الأعضاء في منظمة Libra Association سيكسبون بعض الفوائد من خلال أموالك، وذلك -وكما صرحوا- للحفاظ على قيمة عملة Libra لا أكثر.
لماذا ظهرت لنا عملة Libra من الأساس؟
فيسبوك وجدت في عالم العملات الرقميّة المشفّرة Cryptocurrencies كلًا من الربح والخسارة، إلا أن هذا لم يمنعها من دخول هذا العالم من أوسع أبوابه إلا أن الأمر وبكل تأكيد له أسبابه ومن أحد الأسباب الرئيسية لظهور عملة Libra هي تكاليف الخدمة Fees التي تقطعها البطاقات الائتمانية عند الدفع وهذا العامل في حد ذاته قد شكل خطرًا على إعلانات فيسبوك، كذلك ففكر فيسبوك قد ذهب إلى منطة أبعد قليلًا وهي ماذا إذا قام أحد المنافسين مثل Google ببناء عملة رقمية مشابهة لعملة Libra؟ في هذه الحالة سيكون هناك تفوّق ملحوظ لهذا المنافس على فيسبوك كذلك سيتمكّن من إلقاء نظرة أكثر تحفصًّا على ما يتم إنفاقه على إعلانات فيسبوك، أيضًا، عملة مثل Libra ستساعد أكثر من 1.7 مليار إنسان لا يوجد لديهم حساب بنكي من الأساس وهذا العدد الضخم من البشر بالتأكيد لديه مصالح متعلقة بإعلانات فيسبوك.. أليس كذلك؟
العملات المشفّرة الحالية مثل Bitcoin و Etherium قوية ومنتشرة كما نعلم إلا أنها ليست مستخدمة على مجال واسع كما ستكون عملة Libra الجديدة، كذلك، فهذه العملات المشفّرة يتأثر سعرها بشكل كبير جدًا باختلاف العرض والطلب وما إلى ذلك، لعلّك تتذكر القفزة الضخمة التي قفزتها عملة بيتكوين ومن ثم وقعت مرة أخرى، كذلك، العملات الرقميّة المشفّرة تلك فقدت جزء كبير من قيمتها -وربما سبب وجودها أساساً- بسبب المضاربة عليها نظرًا لأن أماكن قليلة جدًا كانت تقبلها بدلًا من الدولار الأمريكي، هذه العوامل تُعد هي ذاتها المشاكل التي تواجه أي عملة مشفرة، لكن مع فيسبوك وعملتها Libra لن يكون الأمر كذلك، حيث أن فيسبوك لديها علاقات مع أكثر من 7 مليون مُعلن على شبكتها من الشركات الضخمة إلى جانب 90 مليون معلن من الشركات الأصغر، وهذا العدد من المتعاملين بهذه العملة لوحده كافي وبشدة لسند ظهرها.
ما الفرق بين Libra و PayPal إذن؟
إن كنت سألت هذا السؤال في رأسك فأنت تفكّر كما فكّرت فيسبوك نفسها، حيث أن فيسبوك تريد أن تجعل Libra كعملة وكوسيلة دفع بديلًا ثوريًا لبايبال -بالرغم من أن بايبال وإيباي أنفسهم مشاركين في منظمة Libra- فيسبوك تريد أن تجعل Libra أسهل في من حيث بدء الاستخدام وإنشاء حساب جديد وجعلها عملة دفع أسهل وأكثر فعالية هذا وبكل تأكيد بجانب كون Libra تستقطع تكاليف خدمة أقل وربما لا تستقطع من الأساس في بعض الظروف.
أضافت فيسبوك قائلة: “النجاح هو أن يستطيع الشخص الذي يعمل في بلد غير موطنه أن رسل الأموال لعائلتة دون أي استغلال أو صعوبة، وهو أيضًا ان يستطيع الطالب الجامعي أن يدفع إيجار غرفته بنفس سهولة دفع ثمن كوب قهوة يشتريه.” (بتصرف)، أيضًا ففيسبوك تسعى لمواجهة مصاريف الخدمة الكبيرة لخدمات ارسال الأموال والتي تصل إلى 7% في بعض الأوقات، كما تسعى لدعم المعاملات المالية الصغيرة Microtransactions من خلال استقطاع فقط بضع سنتات من المبلغ الأصلي أثناء التحويل.
كيف تعمل عملة Libra إذن؟
حتى الآن ومن الأسطر السابقة أن تعرف أساسيّات عمل عملة Libra بالنسبة لنا كمستخدمين عاديين، كل ما في الأمر أنك ستحصل على حسابك على Libra ومن ثم تنفق من حسابك مثلما تنفق من حسابك البنكي العادي لكن دون تحمُّل مصاريف دفع كبيرة وكذلك ستتمكن من ممارسة هذه الأمور دون أن يظهر اسمك أو يعرف أي أحد من أنت -إن كان هذا أمرًا إجابيًا- إلا أنه وسواء كان الأمر من خلال شركة Calibra أو من خلال شركة Facebook كما ذكرنا بالأعلى إلا أن فيسبوك ستعرف عنك الكثير وهذا أمر يجب أن توافق عليه رغمًا عنك بمجرّد استخدامك لفيسبوك.
ستعمل فيسبوك بالاعتماد على تقنيّات الـ Blockchain وهذا جانب تقني معقّد قد لا يهمّك، لكن من الناحية الاقتصادية فالعملة ستعمل من خلال منظمة Libra Association التي أسلفنا ذكرها، هذه المنظمة ستضم 28 عضو -واللذين لم يكتملوا بعد- وكل عضو سيدفع على الأقل 10 مليون دولار أمريكي لينضم للعائة، وهذا المبلغ المدفوع سيساهم في مصاريف التشغيل الخاصة بالعملة بشكل عام وكذلك سيساهم في جعل الـ Blockchain بشكل خاص والعملة بشكل عام لهم أصول فيزيائية حقيقية تضمن القيمة المالية، وأعضاء Libra هم كالتالي مصنّفين حسب مجال عملهم:
1- المجال البنكي ومجال المدفوعات سيضمّ: ماستركارد، بايبال، فيزا، سترايب وأيضًأ PayU.
2- المجال التقني والمبيعات سيضم: بوكينج، إيباي، فيسبوك، كاليبرا، ليفت، سبوتيفاي، أوبر و Farfetch و Mercado Pago.
3- مجال الاتصالات سيضم كلًا من: فودافون و lliad.
4- مجال البلوكشين سيضم: Anchorage، Bison Trails، Coinbase، Xapo Holdings.
5- مجال رأس المال سيضم: Andreessen Horowitz، Breakthrough Initiatives، Ribbit Capital، Thrive Capital و Union Square Ventrues.
6- المنظمات غير الربحية والتعليمية ستضم: Creative Destruction Lab, Kiva, Mercy Corps, Women’s World Banking.
وبشكل عام تهدف شركة فيسبوك بشكل خاص ومنظمة Libra Association بالوصول لمئة عضو نشط بالتزامن مع موعد إطلاق العملة الجديدة وهو الذي سيكون في العام 2020، علمًا أن مقرّ Libra Association سيقع -وكما يمكنك أن تتوقّع- في جنيف، سويسرا.
المصدر: