بعض الشركات ترفض التسريبات تماماً بينما يستخدمها البعض الآخر كأداة تسويقية شبه مجانيّة! على الجهة الأخرى نجد أن أبل هي واحدة من أكثر الشركات التي تكره التسريبات. عملت أبل لفترة طويلة على تحسين أسلوبها في التعامل مع التسريبات وسرقة المعلومات، واليوم أبل على وشك الانتقال لمرحلة جديدة تماماً من محاربة التسريبات، لكن أولًأ.. ما هو تاريخ أبل مع التسريبات؟


بداية خطر التسريبات مع هاتف iPhone 5C

هاتف آي-فون 5 والذي صدر في العام 2012 كان أحد أفضل هواتف أبل على الإطلاق حيث أتى مع تصميم مختلف عن الجيل الذي يسبقه إلى جانب زيادة قوة مواصفاته الداخلية، لذلك فقد حصد هذا الهاتف جمهورًا ضخمًا وعليه فكان المستخدمين ينتظرون هاتف آي-فون 5s على أحر من الجمر في السنة التالية، وهي أيضًا سنة إصدار هاتف آي-فون 5C.

في صيف العام 2013 تعرّضت أبل لواحدة من أقوى حوادث التسريب في تاريخها، حيث أن هاتف آي-فون 5C والذي كان يأتي بألوان مميزة ومختلفة قد تعرّض للسرقة من خلال أحد المصانع في الصين على يد أحد الموظّفين إلا أن هذا الموظّف -ومن ساعدوه- لم يسرق فقط هاتف واحد ليسرّب تصميمه بل سرق 19.000 وحدة! المضحك في الأمر أن أبل اضطّرت لشراء هذه الوحدات مرّة أخرى من السارق حتى تتجنّب التسريب، إلا أن الأمر كان شبه مستحيل.

صورة مسرّبة لهواتف آي-فون 5 سي في صيف 2013

هذه الصورة قد انتشرت على الإنترنت قبل موعد إصدار الهاتف بأشهر عديدة والمثير للسخرية أكثر حول هذه القضيّة أن السارقين قد باعوا بعض الهواتف بالفعل لأغراض متعددة حيث أن بعضها قد بيع للصحافيين والبعض الآخر بيع للمستخدمين العاديين في مقابل أضعاف سعره بالتأكيد.


أبل تكوّن فريق مختص لحماية المنتجات

نعم، هذا حدث بالفعل، حيث أن أبل وبعد حادثة آيفون 5 سي قد كوّنت فريق متكامل يحمل الاسم New Product Security Team أو فريق حماية المنتجات الجديدة وهو الذي يتم عادة الإشارة إليه بـNPS.

مهمة هذا الفريق كانت -ولا تزال- متابعة الموردين العالميين لأبل ومراقبتهم لحماية أي عملية سرقة أو تسريب وهذا الفريق قد قام بعمله بشكل مثالي، حيث أنه وفي العام 2014 تم سرقة 387 هاتف آي-فون أثناء مرحلة التصنيع وانخفض هذا الرقم إلى 57 فقط في العام التالي، كذلك فقد منع هذا الفريق حادثة مضحكة جدًا، حيث أنه أمسك بعدد من الموظفين الذين كانوا يقوموا بحفر نفق لتسريب الأجهزة من داخل المصنع لخارجه!

مشكلة أبل تعدت المصانع والموردين، في عام إطلاق آي-فون 8 كان أكبر مصدر للتسريبات هو مقرّ الشركة الرئيسي!

نظرًا لنجاح فريق NPS الكبير فقد انخفضت التسريبات وسرقات الأجهزة من المصانع بشكل كبير ليصبح المصدر الرئيسي للتسريبات هو مقرّ الشركة في كوبرتينو نفسه! وعليه فقد قامت أبل بتقليل حجم فريق NPS قليلًا وقامت من ناحية أخرى بالاعتماد على شركات أخرى للمتابعة والمراقبة حيث أن أزمة الموردين والمصانع قد انتهت، إلا أن أزمة أخرى قد بدأت.


التسريبات الإلكترونيّة هي نقطة ضعف أبل الجديدة

كما أوضحنا لكم سابقًا أبل تمكّنت من مراقبة التسريبات الفيزيائية ومنعها بقدر الإمكان إلا أن الأزمة الحقيقية لأبل في هذه الأوقات هي التسريبات الإلكترونية وهذا نظرًا لوجود البرامج الهندسية التي تسمح للمسربين أن يقوموا بإنشاء Render أو تصميم تخيلي ثلاثي الأبعاد يكون قادر على إيصال فكرة شبهة كاملة عن الهاتف.

ما حدث أنه وبعد أربعة أشهر فقط من إطلاق هاتف آيفون إكس إس، أي في بداية العام الحالي بدأت التسريبات حول الهاتف القادم من خلال المسرّب Steve Hemmerstoffer والذي تمكّن من الاطلاع على ملفّات خاصة تبيّن تصميم هاتف آي-فون 11، وبطبيعة الحال قام بنشر كل ما يعرفه عبر الإنترنت!

في ضوء كل هذا بدأت أبل الآن في إدارة الأمر بشكل مختلف، حيث أن أصبح هناك قواعد صارمة داخل أبواب الشركة كما أن كافة الملفات داخل الشركة أو بين الشركة وبين المورّدين والشركاء أصبحت تنقل من خلال شبكات عالية الحماية كما تم حظر استخدام خدمات مثل خدمات جوجل أو دروبوكس لمشاركة الملفات. والأمر ليس حصرياً لأبل فمثلاً اتفقت جوجل مع مورديها أن المورد الذي سيتسبب في حدوث تسريب سوف يدفع مبلغ 25 مليون دولار أمريكي! هذا مع استثناء مصنع Foxconn..

ما رأيك في التسريبات عامة؟ وهل ترى أن التسريبات تكون في صالح المستخدم أم تخرّب عليه المفاجآت؟ شاركنا تعليقك!

المصدر:

Phone Arena

مقالات ذات صلة