مساء أمس كشفت أبل عن نتائج أعمالها للربع المالي الثالث والذي يشمل أشهر أبريل ومايو ويونيو. وعلى غير العادة جاء ردود الأفعال هادئة من المستثمرين فلم نشهد هبوط أو صعود حاد في سعر السهم بل انتهى اليوم بانخفاض 0.43%. النتائج ضمت مفاجئة صادمة وهى فقدان الآي فون لمكانته الساحقة في أبل. في هذا المقال نستعرض النتائج بشكل أكثر تفصيلاً.
النتائج بالأرقام
قبل أن نبدأ في تحليل النتائج والأرقام دعونا نتعرف على الملخص السريع أولاً والذي كان أهم ما فيه:
◉ حققت أبل صافي عائد قدره 10.04 مليار دولار مقابل 11.51 مليار دولار بتراجع قدره 12.8%
◉ حققت عائدات إجمالية 52.8 مليار دولار مقابل 53.26 مليار بالربع المماثل أي زيادة 1% في العائدات.
◉ تراجعت عائدات أبل من الآي فون إلى 25.986 مليار مقابل 29.47 مليار الربع المماثل.
◉ شهد قطاع الأجهزة القابلة للارتداء والأكسسوري أفضل تحسن في أبل حيث زادت مبيعاته لتصبح 5.525 مليار مقابل 3.733 مليار أي نمو 48%
◉ حقق قطاع ماك نمو قدره 10.7% وقطاع الآي باد نمو 8.4% في العائدات.
◉ واصل قطاع الخدمات التحسن وزادت الإيرادات لتصبح 11.455 مليار دولار بنسبة نمو 12.6%
◉ انخفضت وتيره انهيار مبيعات أبل في الصين لتحقق أقل من 5%. وتراجعت المبيعات في أوروبا بنسبة 1.75% بينما زادت مبيعات أبل في اليابان بنسبة 5.5% وفي أمريكا بنسبة 2%. وشهدت متاجر أبل الأخرى نمو قدره 13.3%.
الآي فون لم يعد الملك المسيطر والخدمات تواصل الانطلاق
أبرز أمرين شهدهم تقرير أبل هو فقدان الآي فون لعرش الصدارة في أبل والذي حصل عليه منذ عام 2012. ونقصد هنا ليس صدارة المبيعات فالآي فون هو كان ولا يزال أكثر أجهزة أبل مبيعاً لكن في السابق كان يحقق بمفرده عائدات لأبل تفوق جميع القطاعات مجتمعه بل كان يصل إلى ثلثي العائدات وجميع القطاعات الثلث المتبقي لكنه واصل التراجع لتصبح حصته الربع قبل الماضي 55.3% ثم أعلنت أبل بالأمس عن الربع السابق والذي شهد تراجع آخر ليكسر لأول مرة منذ 7 سنوات حاجز 50% لأسفل ويحقق نسبة 48.2%. فيا ترى سيأتي يوم ويصبح الآي فون مثله كمثل أي منتج آخر لدى أبل ويفقد أهميته التاريخية؟
قطاع الخدمات في هذا التقرير واصل تقدمه المبهر وحقق أمر بارز حيث حقق عائدات 11.455 مليار دولار وهو بهذا يفوق مجموع كل ما حصلت عليه أبل من بيع جميع أجهزة ماك وجميع أجهزة الآي باد والذين حققوا 10.84 مليار أي تفوق عليهم بـ 5.6%.
تكلفة البيع تزداد للأجهزة وتنخفض للخدمات
هناك أمر قد لا يتلفت الكثيرون إليه وهو تكلفة البيع Cost Of Sales وهى تشمل كافة التكاليف والمصاريف التي تنفقها كي تحقق المبيعات. فغير المتخصص قد يظن بأن الجهاز يتكلف 350 دولار وتبيعه أبل بـ 1000 دولار إذاً تحقق ربح 650$ وهذا خطأ فادح لا يقع فيه إلا من لم يدرس أو حتى لم يمارس نشاط تجاري. فهناك تكاليف كثيرة أخرى. التقرير الحالي كشف عن أمر غريب يحدث لأبل:
◉ قطاع الأجهزة حققت أبل عائدات 42.354 مليار دولار وهو انخفاض عن القيمة المماثلة والتي كانت 43.095 مليار. لكن الغريب أن تكلفة البيع زادت لدى أبل لتصبح 29.47 مليار مقابل 28.95 مليار. أي أن أبل “تكلفت” أكثر لكي تبيع “أقل”. ففي السابق كان كل 10 مليار تجنيهم الشركة من الأجهزة يكلفوها 6.72 مليار (67.2%) لكن الآن أصبحت لكي تحصل على 10 مليار أصبحت تتكلف 6.95 مليار (69.5%). هذا الفارق وإن كان بسيطاً لكنه تسبب في فقدان أبل 1 مليار دولار الربع الماضي. وإذا تم توسعة الحسابات لتشمل 9 أشهر فيصبح فقدان المكسب حوالي 3.6 مليار دولار.
◉ العكس تماماً حدث قطاع الخدمات والذي تراجعت فيه تكلفة الحصول على المبيعات لتصبح 35.87% مقابل 38.23% في الربع المماثل. وبقياس 9 أشهر نجد الصورة أوضح بتكلفة 36.4% مقابل 39.3% وهو ما يعني عائد مليار دولار إضافي مجاني.
متفرقات
◉ التقرير شهد مواصلة ارتفاع قطاع الأبحاث R&D في أبل لتصل نسبة الزيادة الربع الماضي إلى 15% عن الربع المماثل وبلغ إجمالي ما انفقته أبل في 9 أشهر الماضية إلى 12.1 مليار دولار مقابل 10.48 مليار وهذا يوحي بأن هناك شيء قادم ينفق عليه بشده.
◉ التقرير كشف عن تخلص أبل بشكل كبير من المخزون. فالربع الأول كان لدى أبل مخزون بضائع 4.988 مليار وانخفض الرقم إلى 4.88 الربع الثاني ثم انخفض الربع الماضي ليصل إلى 3.355 مليار وهو ما يعني أن أبل تفرغ المخازن ولم يعد يتراكم لديها مخزون.
◉ التقرير شهد أوضح أن أبل واصلت تخفيض الديون النقدية “Current Liabilities” المستحقه للدفع خلال سنة لتصبح 89.7 مليار بعد أن كانت 93.7 مليار الربع السابق له وفي المقابل زادت الديون الطويلة “non-current liabilities”. وبشكل عام أصبحت كل ديون أبل 225.7 مليار دولار مقابل 236.1 مليار الربع السابق و 258.57 مليار بداية العام المالي. أي أن أبل خفضت ديونها 32.8 مليار دولار خلال 9 أشهر. تخفيض الديون قد يساعد الشركة على تقليل الأعباء وزيادة ثقة المستثمرين فيها.
الخلاصة
التقرير أوضح بأن الآي فون لا يزال يعاني ويتراجع؛ فبالرغم من ارتفاع أسعاره لكن إجمالي العائد يقل وهذا يعني انخفاضات ضخمة في المبيعات وعلى النقيض شهد طرح أبل لتحديثات لعائلة Mac تحسن في عائداتها والأمر نفسه في الآي باد بالرغم من تحديث أجهزة ثانوية اقتصادية ولم يحدث Pro لكن شهد تحسن أيضاً. وهو يعني أننا أمام تغيرات جذرية في أبل بعودة شعبية Mac و iPad وانخفاض شعبية الأي فون. وبالطبع قطاع الخدمات خارج النقاش فهو دجاجة أبل الذهبية الآن. فيا ترى هل تنجح أبل؟ انخفاض اعتماد أبل على الآي فون يعتبر أمر صحي للمستثمرين بأن تتنوع عائدات الشركة؛ لكنه أمر مزعج لمحبي أبل مدمني الهاتف الأشهر عالمياً.
ما رأيك في تراجع عائدات الآي فون؟ وهل يتحول مستقبلاً لمنتج تقليدي لدي أبل أم أنها مجرد كبوة مؤقته؟ شاركنا رأيك
المصدر: