لعل تقنية الـ5G هي أكثر ما يشغل بال المجتمع التقني حاليًا خاصةً فيما يتعلّق بالهواتف الذكيّة هذا حيث أن شركات اتصالات كبيرة في الولايات المتحدة أو حتى دول أوروبا قد وفّرت دعمًا لهذه الشبكات السريعة هذا إلى جانب دول عربية مثل الإمارات وهذا في حد ذاته دفع الشركات المصنعة للهواتف الذكية ومنها سامسونج وهواوي تطلق هواتف داعمة للتقنية الجديدة إلا أن أبل لم تفعل! فلماذا؟ ومتى نتوقّع هاتف آي-فون يدعم الـ5G من أبل؟
تقنية الـ5G من منظورنا ومن منظور أبل
منذ فترة وجيزة ربما تقدّر بالعام أو العامين كان الحديث عن الـ5G يُعد حديثًا عن تقنية صعبة التطبيق إلا أننا الآن تخطينا هذه المرحلة بشكل كامل وأصبحت التقنية بالفعل متوافرة سواء من الشركات أو الهواتف لكن هذا لا يمحي حقيقة أن الـ5G هي تقنية “تحتمل المجادلة” حيث يمكن لأي شخص أن يقنع شئ آخر بأنها غير مهمة على الإطلاق، في حين أن شخص آخر قد يقنعك أنها في غاية الأهمية… ويبدو أن أبل هي الشخص الأول.
أبل تسعى لتقديم مميزات فعالة وقابلة للاستخدام من كافة المستخدمين هذا على عكس أندرويد الذي يتيح لك الحصول على مئات المميزات والاستخدامات التي قد لا يحتاجها ربع المستخدمين حتى وهذا واقع ملموس لذلك فأبل لا تُريد أن تضيف الـ5G في هواتفها لأنه وببساطة لن يكون بمقدور كل شخص على الاستفادة منها!
أبل لم تأتي على ذكر شبكات الجيل الخامس 5G مطلقًا في حدث إطلاق آي-فون 11 إلا أن تيم كوك قد فعل في وقت سابق حيث صرّح قائلًا:
“الـ5G ليس جيّد بما يكفي لكي يتم إضافته في الآي-فون”
ونحن هنا لن نكون قادرين على إثبات خطأ كوك، هذا لأن كلامه مبني على أساس أولًا، وثانيًا لأن هذا الموضوع هو موضوع “يحتمل المجادلة”!
شبكات 5G عظيمة بحق وهي تقدّم سرعات تحميل ورفع رهيبة إلى جانب تقديمها إلى مستويات Latency و Ping مثالية إلا أنها وببساطة ليست في كل مكان، ما الاستفادة من الـ5G إن كنت لا تستطيع استخدامها إلى في محطة الأوتوبيس أو المولات التجارية فقط! أبل -وأنا أيضًا- تظن أنك وإن انفقت أكثر من 1500 دولار أمريكي على شراء آي-فون يدعم الجيل الخامس فأبسط حقوقك هو الحصول على اتصال جيل خامس في كل مكان، على الأقل في منزلك ومحل عملك.
هذا بالنسبة لمنظور أبل حيث أن الشركة سواء صرّحت مباشرة أو لا ترى أن التقنية لا داعي لها في آي-فون هذا العام نظرًا لأنه تقنية لازالت تحتاج لتطوير كبير، هذا في حين أننا في آي-فون إسلام وخصوصًا (طارق منصور: مؤسس آي-فون إسلام) نظن أن الـ5G ستجعل من عالمنا مكان أفضل وأكثر فعالية أو على الأقل عالمنا الافتراضي، هذا لأن السرعات الضخمة التي يوفّرها وبروتوكولات الاتصال بصورة عامة ستتيح للحوسبة السحابية أن تستمر في النمو والتطور ولعل أبسط مثال على ذلك هو اللعب السحابي مثل منصة Google Stadia والتي تتيح لك اللعب دون أي هاردوير قوي.. فقط تحتاج انترنت سريع ومستقر.
أبل عادة ما تتأخر.. وربما تكابر أحيانًا
“أبل دائمًا ما تتأخر في تقديم أي خدمة أو تقنية جديدة في أجهزتها طالما أنها غير قادرة على تطويرها وإنتاجها بنفسها داخل مصانعها” نيل شاه (بتصرف). هذا ما ذكره أحد العاملين في شركة Counterpoint Research وأنا أرى بالفعل أنه محق، بل ربما أضيف عليه أن أبل تتأخر بشكل عام سواء الأمر كان متعلقًا عن المُصنّع أو لا، أيضًا مما قيل في هذا الصدد هو أن أبل قد فشلت في تقديم تقنية 5G قابلة للاعتماد عليها بناءًا على مودمات إنتل، وهي التي قد استحوذت عليها في وقت قريب.
اقرأ أيضًا: هل قرار استحواذ أبل على قطاع المودم في إنتل هو قرار صائب؟
معظم الهواتف التي تدعم الـ5G في الوقت الحالي هي هواتف تعمل بمودِم Snapdragon X50 وفي معظم الأحيان تعمل هذه الهواتف بمعالجات سنابدراجون أيضًا وكما نعلم فهناك مشاكل قديمة وعديدة بين كوالكوم وأبل وهي المشاكل التي دفعت أبل -نوعًا ما- لشراء قطاع المودم في إنتل! أي أن أبل الآن “بين نارين” حيث أنها غير قادرة على توفير 5G قابل للاعتماد عليه باستخدام تقنيات إنتل وغير قادرة على التعاون الفعال مع كوالكوم! لذلك فتوقعي الشخصي هو أن الـ5G لن يظهر في الآي-فون إلا بعد أن يظهر لدى قطاع إنتل المملوك لأبل😉
ما هو الوضع الآن؟ وماذا نتوقّع؟
أبر إشاعة قد تم تداولها في الشهور الأخيرة هي أن آي-فون 12 سيأتي مع دعم 5G وشاش دون نوتش وأيضًا دعم تردد 120Hz للشاشة ويمكن أن يكون قادر على طهي الطعام وغسل الملابس أيضًا😂، لكن نحن حقًا لا نعلم ماذا سيحدث ولعلك الآن بانتظار إجابة سؤال هام جدًا: متى سنرى آي-فون مع 5G؟
يمكننا أن نجيب على هذا السؤال بـ: سنرى آي-فون 5G متى تكون التقنية قد انتشرت فعليًا بشكل يضمن عملها باستقرار وأيضًا حين تحلّ أبل مشاكلها الخاصة بالتصنيع، هذا أيضًا عندما تحلّ أبل مشكلة أخرى كبيرة ألا وهي اختلاف معايير الـ5G بين عدد من الدول، على سبيل المثال الولايات المتحدة تستخدم معيار Millimeter-Wave لتشغيل الـ5G وهو الذي يعتمد على موجات ذات مدى قصير لكن ذات سرعة ممتازة، في حين أن المملكة المتحدة تستخدم تقنية أخرى تعتمد على موجات أطول وهي تقنية شبيهة بالـ4G.
ما نريد أن نقوله هو أن أبل يجب أن تطور مودم يدعم التقنيات كما هو الحال في مودم كوالكوم السابق ذكره وهو أمر صعب، بل هو أصعب من أي وقت آخر خاصةً أن قطاع إنتل المنشود بالفعل يعاني مع الـ5G!
المصدر: