يوم أمس وخلال مؤتمرها “Made By Google” أعلنت عملاقة البحث الأمريكية عن هواتف بيكسل الجديدة، وهي بيكسل 4 وبيكسل 4XL لتشكّل الجيل الخامس من الهواتف التي تصنّعها جوجل بنفسها كمحاكاة لتجربة أبل في تطوير كلًا من نظام التشغيل والهاتف نفسه في آن واحد. الهاتف بالطبع يأتي مع نسخة خام ومخصصة من نظام أندرويد لذلك فهو وبلا ريب يحاكي أبل في جزئية ثبات النظام وسلاسة الأداء، لكن بشكل عام، هل الهاتف الجديد قادر على منافسة هواتف أبل الأخيرة؟ وهل هو أفضل هاتف أندرويد؟
الشاشة والتصميم: آي-فون 11 أم بيكسل 4؟
كلًا من الهاتفين وفي الواقع يأتيان مع تصميمات قد لا تعجب الجميع، هاتف بيكسل 3 الذي تم إطلاقه في العام السابق قد أتى مع نوتش ضخمة غير مبررة وقبيحة جدًا جدًا إلا أن جوجل قد عالجت هذه المشكلة هذا العام فقط بالتخلّي عن الأمر برمته وإعادة الأمور لمجاريها حيث أتى الهاتف مع شاشة ذات حواتف علوية وسفلية كبيرة نوعًا ما.
التصميم بشكل عام يعود لمسألة الآراء والأذواق إلا أنني -وبشكل شخصي- قد أفضّل تصميم البيكسل 4 نظرًا لأنه لا يحمل نوتش وفي نفس الوقت يحمل شاشة ممتازة وكبيرة خاصةً تلك التي نراها على بيكسل 4XL. أما بالنسبة للشاشة فلا غبار على شاشات الآي-فون بداية من آي-فون X إلا أنه وعلى ما يبدو قد قدّمت جوجل كل ما بإمكانها تقديمه في هذا الهاتف، حيث أتى بشاشة ذات تردد 90Hz أخيرًا إلى جانب دقة ممتازة للشاشة لدرجة حصولها على تقييم A+ من DisplayMate. (ربما تم الاختبار قبل صدور الهاتف بالاتفاق بين جوجل وشركات التقييم.)
أما بالنسبة لخامات الصنع فهي وبالطبع لا غبار عليها مطلقًا فنحن نتحدّث عن هواتف تأتي بأسعار 1000 دولار أمريكي! لكن تتفوّق أبل في تقديمها لطيف واسع من الألوان للاختيار فيما بينها في حين أن جوجل قد طرحت فقط ثلاثة ألوان وهي الأبيض، الأسود والبرتقالي.
التعرّف على الوجه.. هل حان وقت خسارة أبل؟
حتى اللحظة الحالية يظل نظام أبل للتعرّف على الوجه وفتح الهاتف Face ID هو الأفضل والأقوى، لكن -وطبقًا لجوجل- فهواتف بيكسل 4 ستقدّم أسرع نظام لفتح قفل الشاشة في العالم وهذا بفضل تقنية Motion Sense الجديدة في هواتف بيكسل والتي تعمل من خلال شريحة Soli التي سمعنا عنها كثيرًا.
من ناحية العتاد؛ نظام التعرّف على الوجه في هواتف بيسكل 4 هو ذاته الموجود في هواتف آي-فون وهواتف أخرى عديدة تبنّت هذه التقنية من شركات أخرى، لكن الفضل في سرعة هذا النظام يعود لتقنية Motion Sense -او استشعار الحركة- حيث أن هذه التقنية ستنبه كاميرات وحسّاسات التعرّف على الوجه بمجرّد أن تقترب أو تمسك الهاتف حتى وبهذا يبدأ نظام التعرّف على الوجه في العمل بالكامل قبل حتى أن تضغط على زرّ الطاقة!
حريّ بنا أن نذكر أن جوجل تعمل على مشروع Soli هذا منذ سنوات وكانت المشكلة الأكبر في وضعه داخل الهواتف الذكية هي حجم رقاقته الكبير وهذا يفسّر الحافة العلوية الكبيرة للهاتف.. تقنية تحسس الحركة تلك ستكون لها مميزات أخرى عديدة لكنها قد لا تكون مفيدة جدًا، مثال على ذلك إمكانية تشغيل الأغنية التالية أو السابقة من خلال الإشارة للكاميرا الأمامية!
بيكسل 4XL وآي-فون 11 من حيث الأداء
هواتف بيكسل تتبع نهج أبل في عدم زيادة سعات وقدرات المكوّنات الداخلية بدون سبب وتكتفي فقد بتزويد الهاتف بما يحتاجه المستخدم كما هو الحال في آي-فون فهواتف بيكسل لا تهتم كثيرًا بالمكوّنات الداخلية نظرًا لأنها تعمل بأفضل نسخة على الإطلاق من أندرويد كما أسلفنا الذكر.
سيأتي البيكسل الجديد أخيرًا مع 6 جيجابايت من الذاكرة العشوائية ومع بطاريات هي 2800mAh للهاتف الأصغر و3700mAh للهاتف الأكبر وشاشات بقياس 5.7 بوصة و 6.3 بوصة على الترتيب في حين أن كلاهما يأتي مع معالج سنابدراجون 855 (وليس 855+ الحديث) هذا في حين أن آي-فون 11 برو يأتي مع 4 جيجابايت من الذاكرة العشوائية في حين أن الإصدار Pro Max يتفوّق على بيكسل 4XL في كلًا من حجم الشاشة وحجم البطارية.
قصة الأداء هنا ليست معقّدة، من المفترض أن يقدّم لك كلا الهاتفين أفضل أداء ممكن نظرًا لأن الشركة التي تطوّر الهاتف هي التي تطوّر نظام التشغيل، لكن يبقى التفوّق هنا لمعالج A13 Bionic في آي-فون 11.
الكاميرا: آي-فون 11 برو ضد بيكسل 4
يأتي آي-فون 11 برو (وبرو ماكس) مع ثلاثة كاميرات خلفية وهي كاميرا 12 ميجابيسكل ذات عدسة واسعة وأخرى بنفس الدقة ذات عدسة واسعة جدًا Ultra-Wide إلى جانب كاميرا تيليفوتو للتقريب وهي التي تأتي بنفس الدقة أيضًا. على الناحية الأخرى يأتي بيكسل 4 مع كاميرتين للمرة الأولى في تاريخة، الأولى بدقة 12.2 ميجابيسكل والثانية هي تيليفوتو بدقة 16 ميجابيكسل.
بطبيعة الحال التجربة العملية هي التي تحكم هنا لكن تفوّق جوجل في مجال الكاميرات والتصوير في الهواتف الذكية لم يبدأ يوم أمس! حيث ان هاتف مثل بيكسل 2 لازال حتى الآن قادرًا على طرح عشرات الهواتف الحديثة أرضًا والمنافسة تصبح أكثر قوة بعد التحسينات التي حصل عليها بيكسل 4 الآن ومنها ميزة الـLive HDR لتتمكّن من التحكّم في الـHDR أثناء التصوير مباشرة بما في ذلك الإضاءة والظلال وأيضًا ميزة التصوير الفضائي وهي ميزة لن نستخدمها على الأغلب حيث تحتاج منك أن تثبّت الهاتف ناحية السماء لعدة دقائق ليلتقط لك صورة فضائية.. يعني ميزة سنستخدمها لمرة واحدة عند شراء الهاتف ومن ثم ستموت.
جوجل وأثناء المؤتمر أظهرت اهتمام بالغ بكون الكاميرا مبنية في الأساس على السوفتوير (نظام التشغيل) وليس الهاردوير المتمثل في عدد العدسات ودقتها، وهو أمر فعلت أبل مثله عند الحديث عن ميزات مثل الديب فيوجن أو النايت مود.
أخيرًا فمن الأمور التي أثارت حفيظة المستخدمين هي أن هواتف بيكسل ستأتي بسعات 64 جيجابايت أو 128 جيجابايت وليس أكثر! هذا في وقت تتيح فيه شركات مثل أبل هواتف بسعة 512 جيجابايت وأحيانًا نجد شركات تتيح هواتف بسعات 1 تيرابايت في سامسونج S10+ هذا مع العلم أن هاتف جوجل بيكسل 4 العادي سيكون متاح بسعر يبدأ من 800 دولار والبيكسل 4XL سيبدأ من 900 دولار ولن يكون معهم سماعة في العلبة!