في كثير من الأحيان يتم انتقاد أبل لكونها مثل السلحفاة عندما يتعلق الأمر بتقديم ميزات جديدة ومبتكرة على جهاز الآي-فون عكس الشركات المصنعة لهواتف الأندرويد والتي جلبت لمستخدميها العديد من الميزات قبل أن تصل لمستخدمي الآي-فون، ومع أن نظام الأندرويد متفوق على نظام الـ iOS في عدد من الميزات إلا أن أبل استطاعت احتكار ميزة على مر السنين الماضية وقامت بتطويرها بشكل قد يكون بطيء ولكن متكامل ولم تستطع شركات الأندرويد أن تقترب من تلك الميزة حتى الآن، ولعل سبب البطء الذي تنتهجه أبل يرجع لاستراتيجيتها التقليدية وهي “بالتأني تنال المبتغى”، ولنتعرف في السطور التالية على تلك الميزة التي تحتكرها أبل وتتفوق بها على الأندرويد.
الخصوصية حق مكتسب
كما قلنا، لا تزال هناك منطقة تتصدر فيها أبل عملية التطور بوضوح، مثل ملف الأمن والخصوصية، حيث نجد أن خاصية الأمن والخصوصية في نظام أبل صارمة جدا وقوية وفعّالة للغاية، وهذا بفعل المنطقة الآمنة “Secure Enclave” والتي أطلقتها أبل على آيفون إس 5، لم يكن هناك شيء آخر اقترب حتى من تقديم هذا المستوى من الأمان، وهو شيء قلدته معظم الشركات المصنعة للهواتف الذكية الأخرى، حيث لم تستطع أن تقدم أي شركة مستوى الأمان الذي في أجهزة أبل.
ما هي المنطقة الآمنة Secure Enclave
هناك في أجهزة أبل نظام شامل يساعد على تأمين وتشفير بيانات المستخدمين ضد أي اختراق، معظم مستخدمي آيفون يعرفون أن نظام تشغيل أبل “آمن للغاية”، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في الغوص قليلا ومعرفة بعض المعلومات عن تلك المنطقة الآمنة، فسوف أحاول توضيح الأمر بشكل بسيط ومختصر، ويمكن القول بأن الأمان في نظام أبل ليس فقط برنامج أو تطبيق يعمل على أجهزة أبل، بل عبارة ميزة تُعرف بإسم “المنطقة الآمنة” ظهرت بداية من أجهزة آي-فون 5s ومن إسمها تستطيع أن تعرف أنها مكان قوي ومشفر لتأمين البيانات بطريقة لا تستطيع حتى أبل نفسها استخراج المعلومات منها، هناك يتم تخزين كلمة المرور وبيانات بصمات الأصابع والوجه بصيغ رياضية معقدة ومشفرة.
معالج المنطقة الآمنة
قامت أبل بعمل بتخصيص شريحة من شرائح معالج جهاز الآيفون لتخزين معلومات المستخدم شديدة الحساسية، هذا المعالج هو معالج المنطقة الآمنة وهو معالج مستقل ومنفصل يعمل بعيدا عن نظام التشغيل الرئيسي للآي-فون وتتمثل مهمته في تشفير المعلومات التي يتم إرسالها إليه وتخزينها ثم التحقق من المعلومات التي يقوم بتخزينها عندما يُطلب منه ذلك.
على سبيل المثال، عندما تقوم بإضافة بصمة أصبعك أو وجهك بالآي-فون، يتم تسليم تلك البيانات للمنطقة الآمنة والتي تقوم بتشفيرها وتخزينها، ونظرا لأن Secure Enclave المنطقة الآمنة مبرمجة لعدم إعطاء أي معلومات تحت أي ظرف من الظروف، فإن بياناتك الخاصة بالقياسات الحيوية تأخذ رحلة في اتجاه واحد دون عودة وفي المرة التي تحاول فتح الآي-فون ببصمة الأصبع أو الوجه، يقوم نظام التشغيل iOS بإرسال بياناتك الحيوية الجديدة للمنطقة الآمنة والتي بدورها تُقرر هل تلك البيانات الجديدة متطابقة مع البيانات المخزنة لديها أم لا.
ولهذا وبفضل المنطقة الآمنة Secure Enclave يجد مكتب المباحث الفيدرالية وموظفي إنفاذ القانون وأي شخص يحاول اختراق نظام أبل، صعوبة في الدخول لأجهزة الآي-فون المقفلة.
الأمان في الأندرويد
هناك العديد من التقارير التي تتحدث عن كيفية محاولة معظم الهواتف الذكية الأخرى تصميم نموذج أمان للأجهزة الخاصة بها بعد نجاح أبل في نظامها الخاص بالأمان مع معالج المنطقة الآمنة.
فبينما تتبع كل من سامسونج وجوجل أفكاراً تكنولوجية مختلفة قليلاً، يمكن للآخرين مثل هواوي و شاومي، وغيرها من الشركات الاستفادة الآن من “وحدة المعالجة الآمنة” (SPU) الموجودة في أحدث المعالجات من كوالكوم.
وفقًا لتقارير السوق، فإن ثلث الهواتف الذكية العالمية التي تم بيعها في العام الماضي فقط شملت معالجات من كوالكوم، هذا النوع من الرقاقات يعطي ميزة الأمان الفعال لمن يستعمله في نظام أندرويد، مما يعني أن صانعي Android ما زالوا يحاولون اللحاق بالركب، والكثير منهم لم يستفيدوا بعد من العناصر الآمنة المتواجدة بالفعل في رقائق كوالكوم الحديثة، إن رقائق كوالكوم لا تعمل بالطبع على طريقة الخوارزمية المعقدة التي ابتكرتها شركة أبل، ولكن هي أيضا تعتبر من رقاقات التأمين الفعالة في هذا المجال، غير أن ما يجعل هذه الرقاقات أقل اعتمادية وموثوقية من نظام أبل هي أن أبل أفردت معالجاً خاصاً بالتأمين، أما نظام كوالكوم، فهو يحمل خاصية التأمين على معالج الهاتف الرئيسي، أيضاً إن نظام أبل يخزن القياسات الحيوية للفرد مثل بصمة الأصابع والوجه في رقاقة مستقلة ومنفصلة بالتأمين أما نظام كوالكوم فيخزنها في الذاكرة الخاصة بالجهاز.
المصدر: