ربما يبدو العنوان بالنسبة للبعض غريباً ولكن فعلياً في منذ مدة انتشرت خُدعة تجفيف الهاتف الرطب عن طريق وضعه في الأرز وبدأت الكثير من المجلات والمواقع تتحدث عنها والعديد من المستخدمين صاروا يُوضحون تجربتهم الناجحة مع الأرز ولكن ها نحن اليوم نُكرر ونقول بأن الأرز غِذاء وليس أداة إذ أن غمر هاتفك بالأرز يجعل المشكلة أسوأ خاصة إذا كان لا يزال قيد التشغيل، وعلى العموم في هذا المقال سنشرح بالتفصيل بداية انتشار هذه الخدعة والسبب في كونها خاطئة، فقط كل ما أطلبه منك هو متابعة هذا المقال للنهاية.
بداية ظهور خدعة استخدام الأرز للتجفيف:
يعود تاريخ أسطورة استخدام الأرز كأداة للتجفيف إلى عام 1946 على الأقل وذلك عندما تم اقتراح الأرز أو الشاي أو الورق البني كوسيلة للحفاظ على معدات الكاميرا جافة، ولكن انتشارها الرئيسي في عام 2007 وبالتحديد في شهر يوليو حينما قام Jorsuss وهو أحد الأعضاء في منتدى MacRumors بتوضيح أن الهاتف الخاص به قد سقط منه في الماء وقام بتجربة وضعه في الأرز كما سمع من قبل وأشار بأن هذه الطريقة لم تنجح معه وما هي إلا خدعة، وفي الشهر التالي مُباشرة أسقط مُراسل صحيفة واشنطن هاتفه في المرحاض وأشار أنه تمكن من حفظ هاتفه وإعادة استخدامه عبر وضعه في الأرز وهنا بدأت العديد من الأقاويل والتحليلات تنتشر وكان يتم وضع التجربتين السابقتين جنباً إلى جنب في كل حديث عن هذه الخدعة لكن اليوم تم حسم الأمر والتأكد من أن هذه خدعة حتى وإن كانت في بعض الأحيان تجعل المستخدم يشعر وكأنها ناجحة.
في عام 2014 قام موقع Gazelle بإجراء اختبار شبه رسمي لتوضيح مدى فعالية هذه الخدعة وبعد تجربة 7 أشياء مُختلفة لتجفيف الهاتف يُشير الموقع بأن الأرز هو الأقل فعالية لتجفيف الهاتف وأوضح أنه هو أسوأ الخيارات السبعة التي تم اختبارها حيث امتص أقل قدر من الماء في 24 ساعة، كما أشار بأن أفضل طريقة تم تجربتها هي ترك الهاتف في الهواء ليجف، ويُشير Craig Beinecke مؤسس شركة TekDry وهي شركة خاصة بتقديم خدمات الإنقاذ للأجهزة الإلكترونية في حالات الطوارئ بأنه تم تكليف مجموعة استشارية لإجراء أبحاث حول فعالية الأرز وأثبتت عدم فعاليته.
هل فعلاً الأرز يُجفف الهاتف؟
دعنا من الآن نتفق على شيء بسيط وهو أن الهاتف لحظة سقوطه في الماء فإنه في بعض الأحيان التآكل يضرب مُكونات هامة وأحيانا لا وبالتالي إذا تمكنا من تجفيف الهاتف سواء في الهواء الطلق أو عبر استخدام طريقة أخرى سنكون محظوظين لأنه في الغالب سيعود الهاتف للعمل مجدداً، وهنا تكمن الفكرة فعندما يقوم هؤلاء الأشخاص بوضع الهاتف في الأرز لمدة 24 ساعة على سبيل المثال فهذه تُعتبر فترة كافية لتجفيف الهاتف وبالتالي يعود في الغالب للعمل كما أشرنا وهنا يظن الشخص بأن وضعه في الأرز هو سبب إصلاحه وإعادة تشغيله وهذا غير صحيح لأنه أساساً هذه الفترة كافية جداً لجعل الهاتف يجف من الماء بدون استخدام أي شيء.
الطريقة الصحيحة:
الطريقة الصحيحة لتجفيف الهاتف هي عبر إزالة البطارية أول شيء واستبدالها إذا كانت مُتضررة، ثم فك الأجزاء الأخرى المتآكلة بالهاتف وغمرها في 90% من الكحول isopropyl ثم تجفيف الكحول وإعادة تجميع الهاتف بدقة، لكن بطبيعة الحال إذا لم تكن لديك الإمكانية لفعل ذلك فأبسط شيء يُمكن أن تفعله هو ترك الهاتف في الهواء الطلق وسيعاود للعمل إن شاء الله في حال كانت الأضرار بالهاتف بسيطة، وهنا أُشير لشيء مُهم جداً وهو…
ألا تُحاول إطلاقاً تشغيل الهاتف بعد سقوطه في الماء مباشرة للتأكد ما إذا كان يعمل أم لا فصدقني هذا سبب رئيسي وكفيل بأن يُدمر الهاتف.
وهُنا يا صديقي لديك احتمالان أولهما إما أن يعمل الهاتف الخاص بك بسلاسة وغالباً يكون عليك فقط تغيير الشاشة لأنها في الغالب لا تعمل أما الاحتمال الثاني وهو عدم عمل الهاتف نهائياً وهذا معناه أن الأضرار التي أصابت الهاتف من سقوطه في الماء بالغة وهنا تحتاج لأخذه لمكان مُتخصص في إصلاح الهواتف.
إذن حتى ننتهي فبغض النظر عن الأدلة التي تُثبت عدم فعالية هذه الخدعة فما زال البعض يُؤمن بأنها تعمل وذلك لأنه يعتقد أنها تعمل كونه يُوفر لها الوقت لذلك، بمعنى أن الهاتف إذا سقط في الماء وتم تركه لفترة من الوقت سيعمل بعد أن يجف سواء بالأرز أو بدونه وما يحدث هو أنه يتم وضعه في الأرز وتخيل أن الأرز هو السبب في جعله يعمل مرة أخرى لكن هذا غير صحيح.
المصدر: