منذ فترة أبل تطوير قدرات أجهزتها من حيث القوة الرسومية وقوة المعالجة وأيضاً تقوم بعمل اتفاقات مع العديد من مطوري الألعاب ليقوموا بتطوير ألعاب رائعة للنظام. تقوم بعرض بعضها في المؤتمرات ويأتي بعضها في المتجر بشكل صامت. ومع الصعود السريع قام الكثير -ومنهم نحن- بالتخمين أن أبل تريد الوصول لنقطة تستطيع فيها منافسة أجهزة الألعاب إكس بوكس و سوني بلاي ستيشن. ولكن بعد تجربتي لأبل أركيد والانخراط في ألعاب أخرى خارجه على iOS على مر الشهور الماضية، وصلت إلى نتيجة أخرى. إن أبل حالياً لا تستهدف بلاي ستيشن أو إكس بوكس.
- بل تستهدف نينتندو سويتش.
نينتندو سويتش مربح بشدة
منذ إطلاق جهاز نينتيندو سويتش في عام 2017، أي منذ ما يقارب الأربعة أعوام، وهو يحطم التوقعات بالنسبة للمبيعات. وخصوصاً في الفترة الماضية، بل أن مبيعاته قد زادت بنسبة 44% بين شهري يناير ومارس مقارنة بنفس المدة في سنة 2020. فمهما كانت شعبية أجهزة بليستيشن يظل جهاز نينتندو العبقري مدراً كبيراً للمال. بالفعل هناك شيء مغرٍ في جهاز يمكنك من أخذ ألعابك في كل مكان للاستمتاع بها في أوقات الفراغ أو حتى اللعب بها على سريرك في المنزل.
أبل دخلت السوق بقوة
هناك تأثير معروف في عالم التكنولوجيا والعديد من الأسواق. وهو تأثير الأسبقية والقادم الجديد. فأنظمة iOS وأندرويد على سبيل المثال كانوا الأسبق في عالم الهواتف الذكية ذات شاشة اللمس كما نعرفها. لذا فالآن من الشاق على أي شركة جديدة دخول هذا العالم، لأنها ليس لديها عدد مستخدمين كافي لتقوم بجذب مطوري التطبيقات بحكمها جديدة. ولا تمتلك عدد تطبيقات كاف لتقوم بجذب مستخدمين. هل ترون المشكلة؟
كان من الممكن أن تجد أبل نفسها في نفس المعضلة إن قامت بطرح جهاز ألعاب جديد تماماً. ولكنها قررت الاعتماد على ما لديها بالفعل. متجر التطبيقات مع مليار جهاز آي-فون والكثير من أجهزة الآي-باد وتلفاز أبل. الآن أصبحت أبل قوة قادرة على جذب المطورين وهذا بالفعل ما حدث. فبدلاً من الألعاب الاعتيادية للجوال، قامت أبل بقيادة صناعة الألعاب على الأجهزة الذكية في الفترة الماضية لجذب استوديوهات أكثر لصناعة ألعاب لها. حتى أن العديد من هذه الاستديوهات قام بإصدار نسخ لأجهزة أندرويد لزيادة الربح بعد النجاح على iOS.
أركيد
إن جربت اشتراك أركيد الشهري للألعاب ستعرف بالفعل أنه مختلف عن ما اعتدته من ألعاب الأجهزة الذكية. فأبل تقوم بعمل اتفاقات مع استوديوهات من أحجام متنوعة بعضها كبير وأخرى جديدة لعمل ألعاب تم الاهتمام بها من جميع النواحي، سواء كانت الرسوميات الفائقة أو اختيار الألوان أو المؤثرات الصوتية الآسرة.
العديد العديد من هذه الألعاب يحاكي النمط المعتاد من ألعاب نينتيندو سويتش -وربما يكون لديه إصدارات على البليستيشن أيضاً- فمثلاً هناك لعبة Oceanhorn 2 التي شبهها الكثير بلعبة Zelda الشهيرة على سويتش. أيضاً Samurai Jack و no way home و Fantasian من صناع Final Fantasy ذات الجمهور الكبير وWonderblox صانع المغامرات وغيرهم من الكثير من الألعاب الرائعة والتي لم نعتدها على أجهزتنا الجوالة فجأة وجدتها في أبل أركيد. مع التنوع الكبير الذي يسمح بألعاب من مختلف الأشكال.
الآي-فون أقوى من سويتش… بمراحل.
لنضرب مثلاً ما. لعبة Oceanhorn 2 متاحة على الآي-فون والآي-باد عبر أركيد، ولكنها أيضاً متاحة على جهاز سويتش. ولكن شتان بين تجربة اللعب هنا وهناك. فعلى سويتش تعمل اللعبة بدقة رسوميات أقل بشكل ملحوظ و سلاسة 30 فريم في الثانية (fps) غير ثابتة. أما على الآي-فون فهي أكثر جمالاً مع رسوميات أقوى بكثير وأكثر سلاسة أيضاً حيث تصل إلى 60 فريم في الثانية معظم الوقت بشكل ثابت.
أندرويد لم يسلم أيضاً
هل تعتقد أن أبل سوف تنافس في سوق ما دون استهداف منافسها التقليدي؟ (وهل نغفل ذكر أندرويد هنا في آي-فون إسلام؟ بالطبع نحن منحازون هذا معروف 😂) سياسة أركيد الخاصة بأبل هي أنها تقدم اشتراكاً يدر مبالغ مالية ثابتة للشركات وتساعد شركات كثيرة منها في صنع أفضل الألعاب ولكن مع عدة شروط إحداها عدم وجود هذه الألعاب على خدمات أخرى، منها متجر أندرويد. ومن المثير أن الكثير من هذه الألعاب يمكنه التواجد على بلاي ستيشن وسويتش بدون مشكلة ولكن ليس أندرويد.
كأن أبل بهذا تضع صورة في عقل المستخدمين أن أنظمتها انضمت لصفوف تلك الأجهزة الخاصة بالألعاب. ولكن أجهزة أندرويد ما زالت لتصفح فيس بوك.
الموقف الحالي
قامت أبل بعمل نظام متجر كامل يقوم بتشجيع المطورين على عمل تطبيقات من مختلف الأشكال. يقوم على الألعاب من نوع Arcade أولاً مع القدرة على لعب ألعاب فائقة أو ما يسمى ب AAA titles بشكل إضافي. بالضبط ما يقوم عليه نظام جهاز سويتش. ولكن مع القدرة على اللعب على جهاز الآي-فون الخاص بك دون شراء جديد، مع ألعاب أعلى جودة وأرخص ثمناً بشكل ملحوظ (حيث أن ألعاب سويتش عالية الثمن بشدة)، مع القدرة على استخدم اللمس أو جهاز تحكم أو حتى ماوس وكيبورد (وقد بدأت الألعاب بالفعل تدعم الماوس والكيبورد مثل Pascal’s Wager و XCOM 2 collection وغيرهم).
كما لم تنس أبل الحصريات فمنصة أركيد مليئة بتلك الحصريات التي لا توجد على أي منصة، مثل Wonderbox و Fantasian.
ما القادم؟
ربما يشكل الآي-فون والآي-باد بالفعل أساس خطة أبل للدخول بشدة في سوق الألعاب، وهي خطة ناجحة حتى الآن وتسري بخطى ثابتة. ولكن محبو الألعاب يريدون أيضاً تحسينات لجهاز Apple TV مع معالج حديث أقوى وربما جهاز تحكم معاد تصميمه ليتناسب أكثر مع الألعاب. حتى نتمكن من بدء ألعابنا على الآي-فون وإكمالها على تلفاز أبل دون فقد الأداء بل وربما الحصول على أداء أكبر. ومع أن هذا ممكن حالياً ويتم مشاركة الألعاب وتسجيلاتها بين الأجهزة إلا أن أداء التلفاز الحالي أقل من أحدث جيلين من الآي-فون.
في الخاتمة
يأتي هذا المقال بعد تجربتي الشخصية من استخدام الآي-فون كجهاز اللعب الأساسي لمدة شهور، وأنا من محبي الألعاب الكبار خصوصاً على منصة الإكس بوكس ونينتيندو سويتش. لكني استطعت استبدال هذه المنصات تماماً بل أني أجد متعة كبيرة في ألعاب الآي-فون تدفعني للعودة مرة أخرى لمتعة اللعب لا لسهولة تواجد الآي-فون فقط. فهل تنجح أبل مع الجميع كما نجحت في أسر ميزانيتي المحدودة من الوقت المتاح للألعاب؟
كما أنه لا يجوز أن يكون مقالاً لكريم اللباني دون ترشيح لعبة، ولهذه المناسبة أقوم بترشيح Genshin Impact وهي لعبة مجانية. لعباً هنيئاً.
مصادر: