خلال مقابلة أونلاين مع تيم كوك في مؤتمر VivaTech الذي يعد أكبر حدث للشركات الناشئة والتقنية في أوروبا، تحدث الرئيس التنفيذي لأبل على مدار نصف ساعة عن الخصوصية ومستقبل الواقع المعزز كما سلط الضوء على تفوق نظام iOS على نظام الأندرويد وهذا ما سوف نركز عليه خلال السطور التالية عبر معرفة ما يميز نظام تشغيل الآي-فون عن الأندرويد من وجهة نظر تيم كوك وماذا عن قانون أوروبا DMA.
قانون الأسواق الرقمية
تعتزم أوروبا مناقشة قانون الأسواق الرقمية المقترح (DMA أوDigital Markets Act) والذي قال عنه كوك “لن يكون في مصلحة المستخدم وقد يؤدي هذا التشريع الذي تم الكشف عنه لأول مرة في ديسمبر الماضي، إلى تغييرات كبيرة في متجر التطبيقات وتطبيقات الطرف الأول المثبتة مسبقا على أجهزة الآي-فون”.
ووفقا لما ذكره تيم كوك، يمكن أن يؤدي هذا التشريع إلى تغييرات “تُدمر بشكل خطير أمان أجهزة الآي-فون” حيث من شأن القانون الجديد في أوروبا أن يجبر أبل على السماح بالتحميل المتوازي أو sideloading apps (يقصد به تنزيل التطبيقات بعيدا عن متجر أبل)، وهو أمر يرفضه كوك بشدة وهذا ما أوضحه عندما أشار إلى أن قبول أبل بالتحميل المتوازي أو الجانبي يعني أنه لن تكون هناك ميزات مثل ملصقات الخصوصية وشفافية تتبع التطبيقات في متجر البرامج بعد الآن.
الآي-فون أكثر أمانا من الأندرويد
وقال تيم كوك “أود أن أقول إن التحميل المتوازي سيضر بالخصوصية والأمان، أعني، أنت تنظر إلى البرامج الضارة كمثال حيث يحتوي الأندرويد على برامج ضارة أكثر بـ 47 ضعف من الآي-فون، لماذا ؟ لأننا في أبل صممنا نظام iOS بحيث يكون هناك متجر تطبيقات واحد وتتم مراجعة جميع التطبيقات قبل طرحها في المتجر، هذا يُبقي الكثير من هذه البرامج الضارة خارج نظامنا البيئي، ولهذا دائما ما يُخبرنا المستخدمين عن مدى تقديرهم لذلك، ولذلك سنقوم بالدفاع عن المستخدم في المناقشات وسنرى إلى أين سيؤول الأمر، أنا متفائل وأعتقد أن معظم الأشخاص الذين يتطلعون إلى الأمان يعرفون أن هذا الأمر يمثل تحديا كبيراً”.
وتأتي تصريحات كوك في نفس الوقت الذي تم فيه اقتراح تشريع مماثل في الولايات المتحدة مع طرح مجموعة اقتراحات في الكونجرس والتي لن تسمح لشركة أبل بتثبيت تطبيقاتها الخاصة على أجهزة الآي-فون في الولايات المتحدة.
وأحد مشاريع القوانين يعرف باسم قانون الابتكار والاختيار عبر الإنترنت الأمريكي والذي إذا تم تنفيذه سيحظر الشركات التي تمتلك منصات ومتاجر مثل أبل وجوجل من إعطاء ميزة لمنتجاتهم وخدماتهم وخطوط أعمالهم على المنافسين أو الإضرار بالمنتجات والخدمات وخطوط الأعمال المنافسة أو حتى التمييز بين مستخدمي الأعمال ذوي الأوضاع المتشابهة، حيث تم اتهام أبل بممارسة الاحتكار داخل متجرها عبر جعل التطبيقات الخاصة بها في المقدمة ويليها تطبيقات المنافسين كما أنها أحيانا تزيل التطبيقات الأخرى أو تضع أمامها العقبات لصالح التطبيقات التابعة لها فضلاً عن القضية الشائكة التي لا تزال في المحاكم بينها وبين Epic والتي من خلالها تم الكشف عن العديد من المعلومات مهمة جدا والتي تؤكد صحة هيمنة أبل على متجرها ونظام تشغيل الآي-فون.
أخيرا، ربما أبل ليست شركة مثالية وبالطبع لا يوجد أحد كامل ولكنها شركة تبحث عن الربح والنمو والهيمنة كحال باقي الشركات العملاقة لذا تحاول التخلص من المنافسين وجني المليارات لذا ما قد يعتبره الآخرون سلوك احتكاري، أعتبره أنا من وجهة نظري خطوات بهدف حماية مصالحها وزيادة أرباحها وتوسعها.
المصدر: