يعتقد جون بيركي وهو موظف سابق في آبل أن Siri لا يمكنه مجاراة روبوتات المحادثة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، كما يرى الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت ساتيا ناديلا الذي تستثمر شركته بقوة في روبوت المحادثة ChatGPT، أن سيري والمساعدين الصوتيين الآخرين “أغبياء مثل الصخرة التي لا حول لها ولا قوة”، ولكن يجب أن يضع الجميع في اعتبارهم أن هناك اختلافاً بين Siri و ChatGPT وكلاهما يعملان بشكل أكثر من رائع من حيث الوظيفة الخاصة به، ولنتعرف خلال السطور التالية على الفرق بين سيري و ChatGPT.
ما وجه الاختلاف بين Siri و ChatGPT؟
مع أن سيري و ChatGPT يعملان من خلال الذكاء الإصطناعي إلا أن الاختلاف الأساسي بين الاثنين ينشأ في الغرض منهما. بينما يعد ChatGPT نموذجًا قائمًا على اللغة مع القدرة على إجراء محادثة شبيهة بنا، فإن Siri هو مساعد افتراضي يستجيب للأوامر ويؤدي مهامًا مختلفة على أجهزة آبل وإليك أهم الإختلافات بين الإثنين.
تحديثات في الوقت الحقيقي
قد تعتقد أن ChatGPT هو ما تحتاجه عندما ترغب في معرفة أي شيء ولكن هناك مشكلة كبيرة في روبوت المحادثة هذا قد لا تكون على دراية بها. حيث لا يمتلك ChatGPT أي وصول في الوقت الفعلي إلى الأحداث الجارية ومعرفته تقتصر على البيانات القديمة وحتى سبتمبر 2021. لذلك لن تتلقى إجابة صحيحة إذا حاولت طلب أي شيء جديد بعد هذا التاريخ.
على سبيل المثال، إذا حاولت أن تطلب من برنامج الدردشة الذكي أن يخبرك بطقس اليوم أو تاريخ وفاة الملكة إليزابيث (ملكة إنجلترا توفت في 8 سبتمبر 2022)، فسيخبرك أنه لا يمكنه الوصول إلى الظروف الجوية الحالية وأن الملكة إليزابيث لا تزال على قيد الحياة وفقًا لمعرفته، الأمر نفسه بالنسبة إلى الأحداث المباشرة والأخبار التي حدثت خلال العام الحالي والماضي.
من ناحية أخرى، يمكن لـ Siri تزويدك بتحديثات في الوقت الفعلي عن الطقس وأشياء أخرى مثل سوق الأوراق المالية حيث يتم تحديث قاعدة البيانات الخاصة به بانتظام لذلك ليس لديه قيود على إجاباته. ولهذا السبب سوف يخبرك سيري على الفور بتاريخ وفاة الملكة إليزابيث وكيف سيكون الطقس غدًا.
المحادثات البشرية
أحد أكبر أسباب شهرة ChatGPT هو قدرته على المشاركة في المحادثات بالطريقة التي نتحدث بها ولهذا يمكنك فتح ChatGPT الآن وبدء محادثة حول يومك وكتابة مشاعرك والتحدث عن طعامك المفضل وسوف يُجيبك روبوت المحادثة بشكل ودي ويفهم ما تريده ويعطيك إجابات مخصصة كما سيقوم بطرح أسئلة عليك حتى إنه يمكن أن يجعلك تضحك عبر إلقاء بعض النكات عليك.
أما Siri فيركز بشكل أكبر على تنفيذ المهام والأوامر الخاصة بك. ومن ثم، فإن إجاباته عادة ما تكون قصيرة ومباشرة. ولهذا فإن قدرته على إجراء محادثة طويلة وفهم السياق منخفضة نسبيًا لذا فهو بالتأكيد ليس شيئًا قد ترغب في استخدامه للحصول على إجابات طويلة أو عندما تكون بحاجة إلى محادثات بشرية.
طريقة التنشيط
تم تصميم Siri للاستجابة للأوامر الصوتية والنصوص المكتوبة، مما يجعل من السهل جدًا على المستخدمين التفاعل مع المساعد الصوتي. يمكنك طرح سؤال سريع على سيري من خلال التحدث إليه أو كتابة استفسارك وسوف يجيبك بكل سهولة.
ومع ذلك، فإن ChatGPT يعمل فقط مع خلال الوصول إلى موقع الشركة المطورة وكتابة النصوص فقط لأنه لا يستجيب للأوامر الصوتية. سيتعين عليك الكتابة في كل مرة تريد استخدامه لذلك قد يستغرق الأمر وقتًا أطول مع ChatGPT للحصول على إجابات بعكس سيري الذي سوف يجيبك بشكل سريع بمجرد طرح السؤال عليه صوتيا.
تنفيذ الأوامر
يظهر أحد أهم الفروق بين كل من سيري و ChatGPT عند تنفيذ المهام. هذا هو المكان الذي يتفوق فيه Siri لأنه تم تصميمه للمساعدة في جعل مهامك اليومية أسهل وأكثر كفاءة. ولهذا يمكنك أن تطلب من Siri التحكم في جهاز ذكي بمنزلك وتشغيل البلوتوث والتبديل إلى وضع الطاقة المنخفضة وضبط المنبه وإجراء مكالمة، لأن مساعد آبل الصوتي موجود هنا لتلبية أوامرك وجعل حياتك مريحة.
لا يمتلك ChatGPT ببساطة طريقة للتكامل مع التطبيقات والأجهزة الأخرى ولا يمكنه ربط نفسه بأي من أجهزتك المنزلية الذكية. لا يمكنه تزويدك بالحالة الحالية بأي جهاز مادي مما يجعله عديم الفائدة في هذا الأمر. ببساطة لأن هذا ليس الغرض الذي تم تصميمه من أجله.
الإجابة على الأسئلة
يمكن لكل من Siri و ChatGPT الرد على أسئلتك ولكن بطريقة مختلفة. أطرح سؤالاً على Siri وسوف يعطيك إجابة قصيرة وسريعة، على سبيل المثال، اسأل سيري عن وقت وقوع الحرب العالمية الثانية وسوف يخبرك أنها “بدأت في سبتمبر 1939” وانتهى الأمر. ومع ذلك فإن ChatGPT الذي يمتلك قاعدة بيانات ضخمة تدرب عليها سوف يمنحك المزيد من المعلومات. إذا سألته السؤال نفسه، سوف تكون إجابة روبوت الدردشة الذكي كما يلي “اعتدت ألمانيا على بولندا واحتلتها ثم أعلنت فرنسا وإنجلترا الحرب على ألمانيا لتبدأ الحرب العالمية الثانية في شهر سبتمبر 1939 واستمرت لمدة ست سنوات وحتى 1945”.
بصرف النظر عن مقدار المعلومات المقدمة، يختلف كلاهما أيضًا في طريقة تقديم المعلومات. إذا طرحت على Siri سؤال مفتوح أو إبداعي مثل “ما هو مثلث برمودا؟” أو “ما هو الثقب الأسود؟”، سيقوم مساعد آبل بسرد عمليات البحث والروابط ذات الصلة على الإنترنت التي يمكنك فحصها للحصول على معلومات حول هذه المسألة.
من جهة أخرى، عندما يتم طرح الأسئلة نفسها على ChatGPT، سوف يقوم بكل العمل الشاق نيابة عنك ويمنحك إجابة تم صياغتها بشكل محترف لذلك لن تضطر إلى قضاء وقتك في البحث في المزيد من المحتوى.
بعد أن تعرفنا على أوجه الاختلاف بين Siri و ChatGPT، يجب أن تضع في اعتبارك أن كلاهما عبارة عن نموذجين للذكاء الاصطناعي لكنهما ليسا متشابهين، حيث يختلف Siri و ChatGPT في وظائفهما والغرض منهما وطريقة عملهما وكيفية استجابتهما، سيري أداة ذكية مفيدة لجميع مستخدمي آبل لأنه ينفذ جميع الأوامر ويؤدي المهام الأساسية لكنه ليس مخصصاً لإجراء محادثات مطولة وبشرية أو حتى للحصول على إجابات وصفية وهنا يأتي دور ChatGPT، ولهذا لا حاجة من أجل عمل مقارنة بين الاثنين عندما يمكنك استخدام كليهما لجعل حياتك أكثر راحة.
لكن، لماذا لا تدمج آبل بين العالمين
لا شك في أن إعادة بناء سيري من الصفر ليس بالأمر السهل؛ فهذا يتطلب جهدًا كبيرًا من قبل شركة آبل. ومع ذلك، إذا لم تقم آبل بهذه الخطوة الهامة فإنها ستترك المجال مفتوحًا لشركات أخرى مثل جوجل ومايكروسوفت لتحقيق تفوق هائل في مجال الذكاء الاصطناعي وتقنية المساعد الشخصي الرقمي.
تظهر مايكروسوفت طموحاتها الكبيرة لتصبح رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال استثماراتها المتواصلة في هذا المجال. كما أن جوجل لن تسكت عند هذا الحد، فهي تعمل باستمرار على تطوير مساعدتها الذكية “جوجل أسيستنت” وتحسينها لتوفير تجربة أفضل للمستخدمين.
في ظل هذا التنافس الشرس بين الشركات العملاقة، يصبح من الملح لآبل أن تشارك في “حرب” تطوير الذكاء الاصطناعي والمساعدين الذكيين لكي لا تفقد مكانتها في سوق الهواتف الذكية والتقنية المتقدمة.
المصلحة النهائية للمستخدم
في نهاية الأمر، هذه الحرب بين الشركات العملاقة تعود بالنفع على المستخدم. فكلما تنافست الشركات على تقديم أفضل التقنيات والخدمات، كلما حصل المستخدم على تجربة أفضل ومميزات أكثر تطورًا. إذا استثمرت آبل في تطوير سيري لتصبح مساعدة ذكية أكثر فاعلية وفائدة في الوظائف اليومية للهاتف، وأيضاً في المجالات الأخرى.
المصدر: