قامت آبل باتخاذ إجراءات صارمة ضد أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT وجوجل Bard ومايكروسوفت GitHub Copilot وغيرهم، ولكن السبب ليست الغيرة كما تعتقد حيث تعمل آبل على إصدار خاص بها (بعيدا عن Siri) حتى تلحق بالركب، ولا تبتعد عن سباق روبوتات المحادثة، ولكن ما يخشاه صانع الآي-فون أن تلك الأدوات لا يمكن التنبؤ بما ستفعله، وهذا قد يعرّض تقنياتها السرية لخطر التسريب.
آبل وروبوتات المحادثة
قالت صحيفة وول ستريت جورنال أن انفجار شعبية روبوتات المحادثة، وعلى رأسهم ChatGPT خلال الفترة الأخيرة، جعلها محل أنظار الجميع، وبدأ الاعتماد عليها من قبل الكثير حتى موظفي آبل يستخدمون شات جي بي تي وأداة مايكروسوفت GitHub Copilot التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لإنشاء أكواد برمجية وهنا فكرت آبل قليلا، وقررت أن الوقت قد حان لمنع موظفيها من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي المختلفة حيث ترى الصحيفة أن آبل تشعر بالقلق من أن تلك الأدوات قد تكشف عن معلومات سرية حول مشاريعها بالغة الأهمية، والتي تقوم بصرف مليارات الدولارات على تطويرها بشكل خفي لفترات طويلة.
أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي
روبوت المحادثة ChatGPT من تطوير شركة OpenAI التي تدعمها مايكروسوفت، ويستخدم الذكاء الاصطناعي للإجابة على الأسئلة وإجراء محادثات شبيهة بالبشر الأمر نفسه مع جوجل Bard، والذي يستند في عمله على الذكاء الاصطناعي للرد على تساؤلات واستفسارات المستخدمين بشكل طبيعي. أما GitHub Copilot لمايكروسوفت، فيساعد المبرمج في إنشاء وإكمال الأوامر البرمجية.
كل شيء رائع حتى الآن، إذا ما المشكلة؟ الإجابة يا صديقي بإيجاز، أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي التي استعرضنا بعضها منذ قليل، عندما نقوم باستخدامها، تُرسل تلك الأدوات البيانات الخاصة بنا على نحو تلقائي إلى مطوريها لكي يتم تدريبها عليها، وتصبح أكثر ذكاءً بمرور الوقت كما تخضع تلك البيانات الخاصة بنا لمراجعة مشرفي الأداة للبحث عن أي انتهاكات محتملة لشروط الخدمة، بالإضافة لذلك، لأن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي لا تزال في مراحل مبكرة من التطور، تظهر الأخطاء من حين لآخر، مثل تلك التي واجهها ChatGPT في مارس، حيث كان المستخدمون قادرين على عرض سجل دردشة شخص آخر بما في ذلك المعلومات المتعلقة بعملية الدفع الخاصة به بسبب احتفاظ OpenAI بالمحادثات لمدة تصل إلى 30 يومًا قبل حذفها نهائيًا.
لحماية مشاريعها السرية، يمكن أن تسير آبل على خطى أمازون التي تمتلك أداة ذكاء اصطناعي خاصة بها، ويُقال إنها تشجع مهندسيها على استخدامها بدلاً من المنصات المدعومة من المنافسين، والمفارقة الغريبة أنه في الوقت الذي منعت آبل موظفيها من استخدام ChatGPT خوفا من تسرب البيانات السرية للشركة، رحبت بالتطبيق داخل متجرها آب ستور حيث يمكن لأي شخص تنزيله على الآي-فون والآي-باد دون أي مشكلة.
أخيرا، آبل ليست أول شركة عملاقة تحظر استخدام ChatGPT. في وقت سابق من هذا العام، قام كل من بنك جي بي مورغان تشيس وغولدمان ساكس وفيرايزون وحتى سامسونج، بحظر استخدام روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي للموظفين؛ بسبب مخاوف مماثلة من تسرب البيانات ولمعالجة تلك المشكلة، هناك حاجة ملحة لتنظيم تلك التقنية الجديدة للحفاظ على خصوصية وأمان المستخدمين.
المصدر: