شهد عالم الهواتف بداية تطور غير مسبوق منذ عام 2007 بعد نزول الآي فون الأول لكن الصراع كان هادئ  نوعا ما حتي عام 2009 حيث كانت بداية الحرب والصدام بين الشركات بنزول نظام اندرويد لمنافسة iOS وبدأت الحرب الفعلية بين الشركات بقيام ايريك شميث الذي كان يشغل منصب الرئيس التنفيذي لجوجل وقتها بتقديم استقالتة من عضوية مجلس ادارة ابل لتضارب المصالح وهنا بدأت المنافسة الفعلية وأضافت شركة ابل محركات البحث بنج و ياهوو في الآي فون ثم بدأ نظام اندرويد في التطور وإستمرت الحرب.

واستمر التنافس الذي كان له اثر كبير علي تطور الهواتف بشكل رهيب في العامين الاخيرين فكل شركة تحاول جذب العملاء لها… لكن مع نهاية عام 2010 بدأ نوع جديد من الصراع واصبح عالم الصراع ليس فقط المتاجر لكن قاعات المحاكم فهناك قضايا بين آبل وجوجل وبين آبل وسامسونج وبين آبل وHTC وبين آبل ونوكيا وبين آبل ومايكروسوفت ونري أن آبل هي القاسم المشترك بين القضايا فالكل يحاول ان يأكل من كعكة آبل وبقي الصراع هكذا وكان من المعتاد ان الشركات تسجيل براءات الاختراع ثم تنتظر ان تستخدم شركة اخري ابتكار خاص بها لترفع عليها قضايا لتربح منه الاموال كتعويضات وتأخذ من ارباح الشركة الاخري لتزيد من ارباحها وكان اخرهم شركة مايكروسوفت التي حصلت هذا العام علي 444 مليون دولار من الشركات التي تستخدم نظام الاندرويد في اجهزتها وهذا الرقم يفوق مكاسب مايكروسوفت من نظام تشغيلها الجديد ويندوز فون، والسبب ان نظام أندرويد يخرق بعض برئات اختراع مايكروسوفت وآي شركة تستخدم نظام تشغيل أندرويد يجب ان تدفع لمايكروسوفت.

ثم تغير مفهوم الشركات في 2011 قررت آبل ان تغير نوعية القضايا التي تقوم برفعها اصبحت القضايا ليست قضايا تعويضات ومشاركة في الارباح لكن قضايا منع منتج الاخر تماماً فهناك القضية الشهيرة في المحاكم الالمانية والتي صدر حكم فيها بمنع بيع السامسونج جلاكسي  تاب 10 الجديد وأيضا الحكم المماثل في استراليا والحكم المبدئي في هولندا وقيام سامسونج برفع قضايا مضادة ضد ابل تتهمها هي ايضا بإنتهاك براءات اختراع خاصة بها واعطت المحكمة فرصة لأبل اخيرة حتي 1 ديسمبر لتجهيز الأوراق التي تثبت براءتها وكذلك قيام جوجل ببيع 9 براءات اختراع لشركة  HTC كي تستخدمها في القضايا ضد آبل وأيضا انتصار شركة موتورلا التابعة لجوجل علي شركة آبل ألمانيا منذ اسابيع واحتمالية منع بيع منتجات آبل في المانيا وقيام آبل بشراء عدة شركات خاصة بالخرائط 3D لتبدأ مشوار الإستقلال بعيدأً عن جوجل لتستطيع المحاربة بحرية اكثر لأن ابل رغم هذة الحرب ضد الأندرويد فإنها تعمد علي خرائط جوجل في اجهزتها وكذلك رغم حربها ضد سامسونج فإنها تعمد عليها في تزويد اجهزتها المحمولة بالمعالجات وبالذاكرة وغيرها وأيضاً اجهزة iMac فهي تزودها بالشاشات.

ايريك شميدت المدير السابق لجوجل كان قد قال في تصريح “إن توقف آبل عن الابداع واللجوء الي المحاكم لهو امر مقلق وخطير” وربما ايريك محق، لكن ايضاً توقف الشركات الاخرى عن الإبداع والسرقة من آبل امر خطير، وضار جداً بالتقنية فالجميع اصبح يقلد آبل بطريقة او باخرى وكان يجب ان تضع آبل حد لذلك.

الخلاصة: من المعروف ان الصراع يؤدي إلي تطور لكن هل هذا النوع الجديد من الصراعات يؤدي الي تأخر التطور.  في البداية كانت الشركات تترك الاخرين يأخذوا ابتكارتها وتاخذ هي من ارباحهم اي نظام اربح ودع غيرك يربح اما حاليا صراعات جديد القضاء علي الاخر فلا ننسي ما ظهر في مذاكرات ستيف جوبز حيث قال في تصريح له في 2010 انه سيقضي حياتة في محاربة الأندرويد والقضاء عليه لانه نظام لص ويسرق الابتكارات الخاصة بهم وانه مستعد لإنفاق كل مليم لدى آبل للقضاء علي اندرويد و نلاحظ الكلمة القضاء علي أندرويد اي ازاحة المنافس من الساحة وليس فقط هزيمتة.

فهل تري ان هذا النوع من الصراعات مفيد لمستقبل الهواتف؟ وهل سيجبر الشركات علي ان تبطئ التطور وتؤخر ظهور اي هاتف لحين قفل جميع الثغرات القانونية وهذا يؤدي للتضيق علي الابداع؟  وهل تري ان الشركات ستتفرغ لحروب بعضها البعض و قتل المنافس بدلا من التركيز علي الابتكارات ؟

مقالات ذات صلة