أعلنت شركة نوكيا مؤخرا عن أرقامها الخاصة بمتجرها وتطبيقاته وبالمطورين والمسجلين فيه وكانت أرقام مذهلة بحق وبرغم كل ماتعاني منه من مشاكل مؤخرا بتجاوز مبيعات الآي فون والأندرويد لها (ماتزال مع ذلك في المقدمة بفارق كبير).
متجر أوفي Ovi الذي يماثل متاجر التطبيقات في الأجهزة الأخرى (والذي افتتح من سنة ونصف فقط) يتم تحميل مايقارب مليوني وثلاثمائة ألف تطبيق منه يوميا، من قبل مستخدمي النوكيا، وبزيادة مليوني تنزيل خلال أسابيع قليلة فقط، أما عدد المشتركين فهو الآخر كبير اذا يسجل يوميا في هذا المتجر حوال مائتي ألف مستخدم يوميا، من مائة وتسعين دولة مختلفة.
على صعيد المطورين فأكثر من سبعين شخص منهم حققوا مليون تنزيل لتطبيقاتهم من قبل المستخدمين، أربعة عشر منهم من الولايات المتحدة.
أرقام ممتازة بلا شك لشركة تعاني أمام التقنيات والابتكارات الجديدة من آبل وجوجل، بل وتخبرنا أن نوكيا مازال أمامها المجال للانطلاق مرة أخرى كطائر العنقاء الذي ينتفض من الرماد عائدا الى الحياة ويطير مرة أخرى.
لكن لعبة الارقام انتشرت مؤخرا بين الشركات بشكل كبير، حيث اصبح الجميع ينشر ارقاما عالية حول مبيعاته ومتاجره ومطوريه (بما فيهم آبل وجوجل) حتى أن بعضها أصبح يعراض بعض! وهذه سياسة تسويقية واضحة وداعمة في حرب الهواتف الذكية الضروس وهي تعني امرين:
- اما ان الجميع يبالغ في ارقامه، سعيا لانتشار آكبر بين المستخدمين وتسويق أفضل لمنتجاته.
- أو ان الكعكة لهذه السوق كبيرة بما فيه الكفاية بحيث تسع الجميع مهما كانت ارقامهم.
نوكيا لها تاريخ عريق من الانتشار والسبق ورغم مشاكلها الحالية والمنافسة الشاقة التي تلقاها من قبل آبل وجوجل وغيرهم الا أنه نعتقد ان الفرصة لديها مازالت سانحة للاحتفاظ بالمركز الاول عالميا كأكثر الاجهزة انتشارا، ولتعزيز سمعتها في مجال الهواتف الذكية ، نعم مازال لديها الوقت والامكانات ويبدو انها بدأت تصحح وضعها مع الرئيس التنفيذي الجديد القادم من مايكروسوفت ستيفن إيلوب. ولا زال امامها الكثير من العمل الشاق.
وقد كان من الجيد ان رفضت نوكيا تبني الاندرويد والتوجه اليه بل وسخرت منه ايضا، ليس لأن الأندرويد سيئ ولكن لانها لو قبلت بهذا التحول له فستفقد هويتها وستدمر نفسها سريعا.
أما نظام السيمبيان فيبدو انه في طريقه الى الزوال مع تناقص دعم الشركاء والمطورين له واخرهم سامسونغ التي أوقفت دعمها لمطوري هذا النظام، والجيد ان نوكيا عندها بديل فعلا يتمثل في "ميجو" الذي طورته مع شركة إنتل ونظام "مايمو" ايضا المعتمد على لينوكس.
نظام تشغيل "ميجو" هو نتاج شراكة وتعاون بين شركتي نوكيا وآنتل حيث قامتا بدمج نظاميهما "مايمو" من نوكيا و "موبلين" Moblin من انتل ودمج قدراتهما بالاستفادة من واجهة الاول ومتجر تطبيقاته والاستفادة من نواة الثاني وقوته واصبح النظام الجديد يعتمد على لينكس (ونحن نعرف ان نظام الآي فون iOS يعتمد على اليونيكس في نواته، والأندرويد يعتمد على اللينكس).
يمتاز نظام "ميجو" بأنه ليس مخصص فقط للهواتف الذكية، ولكن ايضا يمكن تركيبه هلى النت بوك وعلى الاجهزة اللوحية التابليتس، وايضا على التلفزيونات الرقمية.
نوكيا تمتاز بانها تشبه آبل وجوجل ومايكروسوفت وتجمع خصائصهم فهي تصنع الاجهزة كآبل وتصنع نظام التشغيل كجوجل ومايكروسوفت، ولها متجر وتطبيقات وقاعدة كبيرة من المبرمجين حول العالم كآبل ومايكروسوفت وتسمح لطرف ثالث بالتطوير في نظامها كجوجل.
لذا نرى ان الفرصة سانحة امامها بقوة للبقاء في المنافسة باتباع الخطوات التالية:
- البدء بالتخلي عن سيمبيان فورا واعتماد ميجو او مايمو او الاثنين معا. (الاتجاه بحسب مسؤولي نوكيا هو الى ميجو كمستقبل انظمة التشغيل لدى نوكيا)
- تصنيع جهاز عالي المواصفات وبتقنيات جديدة بحيث يتمكن من منافسة الآي فون واجهزة السامسونغ والاتش تي سي.
- تطوير سياسية جديدة وبيزنيس موديل ناجح لمتجر البرامج والمطورين لجذب اكبر كم منهم.
- طرح جهاز لوحي متطور يعتمد على احد النظامين السابقين
- تصميم واجهة استخدام قوية وسهلة الاستخدام تنافس نظامي الآي فون والاندرويد.
هل لو غيرت نوكيا جلدها وظهرت بنظام وجهاز جديدين متطورين، هل حينها ستفكر بالاتجاه او العودة اليها؟