ثلاث نقاط مهمة استفتح بها هذا الموضوع للدلالة على أن مانعرضه فيه وبشكل دائم في آي فون إسلام ليس مجرد استعراض كتابي لملحقات واجهزة يرى فيها البعض كماليات أو ترف لا معنى له وربما يضجر آخرون ويطالبون بشروحات أو برامج وما الى ذلك، لكن الأمر أبعد من هذا، بل هو أرض خصبة تستزرع ويستخرج منها الكثير من العبر والدروس والمنتجات من التي تهم المبدع العربي في سعيه للتطور والتقدم الدائم واللحقا بمن سبقنا.
1. الأمر الأول وقد عرجنا عليه سابقا العديد من المرات، فأكاد أستطيع الجزم أنه لا يوجد جهاز هاتف ذكي كالآي فون نال كل هذا الكم من الملحقات والأدوات من مئات الشركات حول العالم وذلك منذ جيله الأول قبل مايقارب الأربعة أعوام، حتى غدت آبل مايشبه الكنز لهذه الشركات التي ربحت من الآي فون والآي بود والآي باد الكثير ومازالت، وغدت تلك الأجهزة كالدجاجة التي تبيض ذهبا للجميع، لآبل وللمطورين ولشركات تصنيع الملحقات وللمصانع ولشركات الاتصالات، وهنا درس ذكرناه سابقا أيضا، الابداع بالبناء على ابداع الآخرين وعدم البدء من الصفر.
2. الأمر الثاني وهو بدأ شبكي مهم بدأ بالانتشار مؤخرا ويلاقي الآن نجاحا كبيرا ونتمنى أن نجد له أمثلة عربية مشابهة، وقد لمحنا له سابقا في استعراضنا لمشروع حامل الآي فون Glif حيث يثوم هذا المبدأ على التمويل الشعبي أو مايسمى بالانجليزية crowdfunding حيث يقوم صاحب المشروع بصنع نموذج أولي لمشروعه هذا وعرضه على الشبكة مع تفاصيله ومع المبلغ المطلوب لانتاج هذا المشروع لتنهال عليك تبرعات ومساهمات الجمهور في التمويل والذي يأتي مقابلها حصولهم على منتج من هذا المشروع أو عضوية في شركته الخ، وبالفعل حقق هذا الأسلوب نجاحا هائلا في الغرب وأبرز أمثلته حول مشروع ساعة الآي بود نانو, والفرصة قائمة لجميع المبدعين للاستثمار هنا وعبر الموقع التعاوني http://www.kickstarter.com الذي يوفر منصة لاستضافة المشروع وتلقي التمويل عبره من الجميع.
3. الأمر الثالث وهي الفيديو الذي يمثل عصب الانترنت القادمة اذ تشير الدراسات خصوصا القادمة من شركة سيسكو أن حجم البيانات في الانترنت الأعوام القادمة سيمثل فيه الفيديو نصيب الأسد منه ومن الترافيك الخاص بالانترنت مقابل تراجع انواع البيانات الأخرى، مما يدل على أهمية البث عبر الشبكة ومستقبله المزهر خصوصا مع بدء انتشار تلفزيون الانترنت من آبل وجوجل وغيرها من الشركات.
وهذه النقطة الأخيرة هي ماتقودنا للحديث عن هذا المشروع المبتكر والرائد والذي يعتبر بحق نموذجا قائما بنجاح على تلك النقاط الثلاث الآنفة الذكر، اذ انه بنى ابداعه على منتج آبل الابداعي أي الآي فون ومن ثم طبق نموذج التمويل الشعبي crowd-funding لتمويل مشروعه وانتاجه، ثم أخيرا استثمر في قطاع مستقبلي ومرغوب وهو الفيديو،
الفكرة ببساطة هو حامل آلي للآي فون مع جهاز Marker مرتبط لا سلكيا بهذا الحامل يقوم بتوجيه هذا العامل بشكل تلقائي أينما تحرك هذا ال Marker أي انه يمكن استغلال هذا لاحامل في تصوير الفيديو الذي تتحرك فيه باستمرار لتتبعك كاميرا الآي فون (180 درجة بشكل أفقي) بدون الحاجة لتدخل بشري لتوجيه الكاميرا اذ سيحركها الحامل آليا بالاتجاه الذي تذهب فيه، وكذلك يمكن استغلاله في مكالمات الفيس تايم اذا كنت مشغولا وتتحرك باستمرار في قاعة او منزل، ويمكن استغلاله ايضا في اعطاء الدروس المرئية عبر الآي فون، ويمكن استغلاله بانتاج بودكاست مرئي او فيديو كاست بمهارات فنية عالية وبتفاعل ديناميكي لا يمل منه المشاهد بتحركك باستمرار!
الشركة التي أبدعت هذا المنتج تدعى Satarii وهي شركة عبارة عن مهندسين فقط موجود في كاراج حاليا (تذكر أن كبرى الشركات التقنية الحالية كجوجل وآبل بدأت من كاراج!) وطبعا كان التمويل مشكلة، فما كان منها الا ان استعانت بأسلوب التمويل الشعبي عبر هذا الموقع ونلاحظ ان هدفها هو جمع 20 ألف دولار للبدء بالانتاج وقد جمعت حتى الآن مايقارب ثمانية عشر الف دولار (لحظة كتابة هذه السطور) ومازال هنالك سبعة وعشرين يوم لانتهاء الحملة، اي انها بالمؤكد ستجمع اكثر وستتجاوز الهدف وسيرى المشروع هذا النور قريبا.
هذا المشروع الذي يتتبعك في التصوير المرئي ويبقيك في الشاشة ليس مخصصا فقط للآي فون بل يمكن لأي جهاز جوال أو كاميرا مناسبة لهذا الحامل ان تركب عليه وتستفيد من ميزاته في التصوير ككاميرات فليب وبعض الهواتف الأخرى.
الفكرة بسيطة وسهلة التنفيذ واصبحت سهلة التمويل مع اسلوب التمويل الشعبي الجديد الفرق فقط ان هؤلاء فكروا بشكل مختلف، فكروا خارج الصندوق وبطريقة لم يسبقهم اليها احد في هذا المنتج الذي من المنوي طرحه خلال التسة اشهر القادمة بسعر يقارب المائتين دولار.
هل سنرى مبادرات عربية شبيهة قريبا؟
[المصدر بتصرف عن: MobileCrunch]