كما يعلم الجميع الأي باد 2 يحتوي على معالج A5 من آبل والأمر شبه اكيد ان الأي فون 5 سوف يحتوي على هذا المعالج ايضاً فكيف نقيم اداء هذا المعالج في معالجة الرسوم خاصة حين يصبح المنافس شركة nVidia المشهورة باقوى معالجات الرسوم في العالم؟
الاختبارات اظهرت تفوق لصالح معالج A5 وقد تفوق على قدرات نظيره المقدم من شركة nVidia والمسمى Tegra 2. وكما نعلم أن أبل عندما أعلنت عن معالجها الأحدث المسمى A5 وصفته بأنه أسرع من سابقه A4 بمعدل الضعف، وأقوى من حيث معالجة الرسوميات بمعدل تسعة أضعاف. ولكن هنا يراودنا سؤالاً هاماً وهو كيف استطاعت أبل هزيمة شركة إنفيديا صاحبة الريادة في عالم الرسوميات؟ وفي لعبتها التي احترفتها على مدى سنوات عديدة؟
يعتبر حجم رقاقة أبل أكبر بمعدل مرتين ونصف حجم رقاقة إنفيديا، فرقاقة أبل حجمها 122 مليمتر مربع مقابل 49 مليمتر مربع لنظيرتها. ذلك لأن رقاقة Tegra 2 مصتعة بتكنولوجيا 40 نانومتر بينما Apple A5 مصنعة بتكنولوجيا 45 مليمتر والتي تجعل في النهاية حجم رقاقة أبل أكبر حجماً. وليس لكبر الحجم أو صغره تأثيراً على الأداء فليس معنى أن الرقاقة أكبر حجماً يعني أداءً أفضل. ويعتقد انه حين توفير هذه الرقاقة في كلا من الآي فون والآي بود تاتش القادمين أنه قد يتم تصغير حجم هذه الرقاقة وبنفس القدرة والكفاءة إن لم يكن مع إضافة تحسينات عليها في هذين الجهازين، وذلك هو بالفعل ماقامت به أبل في رقاقتها السابقة A4 والتي كانت قد أعادت صناعتها بحجم أصغر في كلاً من الآي فون 4 والجيل الرابع من الآي بود تاتش.
بالرغم من أن كلا الرقاقتين مبنيتان على نواة معالجة من نوع ARM-designed Cortex-A9، الا أن الاختلاف الكبير هو في وحدة معالجة الرسوم فرقاقة Tegra 2 مبنية على تقنيات nVidia GeForce والتي يتم إستخدامها في أجهزة الكمبيوتر المتقدمة، ورقاقة A5 مبنية على تقنيات Imagination Technologies PowerVR SGX543. وكلا المعالجين ثنائيا الأنوية (Dual-Core) ويوفران دعماً كاملاً لمعالجة الفيديو الفائق الدقة بوضوح 1080p.
والآن تخطط إنفيديا لتقريب الفجوة بينها وبين رقاقة أبل أو ماسيأتي من رقاقات مستقبلية بجيل جديد يدعى Tegra 3 والذي سيكون معالجاً رباعي الأنوية والذي يعتقد أن يظهر في نهاية هذا العام والذي سيقدم أداء مضاعفاً بمعدل خمسة أضعاف قدرة Tegra 2.
كما نعلم أن رقاقة Tegra 2 موجودة في الكثير من الأجهزة اللوحية “التابلت” وأجهزة الهواتف الذكية الحديثة، وكلا المعالجين المقدمان من الشركتين يتم صناعتهما بواسطة أطراف أخرى، وسيقوم كلاهما بالتحول للإنتاج الى مصانع Taiwan Semiconductor Manufacturing Company (TSMC) والتي تتبنى تقنية التصنيع بتقنيات 28 نانومتر والتي ستؤدي الى ظهور معالجات أصغر حجماً.
في النهاية يجب ان يعلم المستخدم ان هذا التنافس في مصلحته وكلما زاد التنافس كلما حصلنا على منتجات أفضل، فقبل دخول آبل المنافسة في الاجهزة المحمولة كان هذا السوق شبه راكد لا يتحرك وفي السنوات الثلاثة الاخيرة تطورت التقنية بشكل كبير بسبب زيادة المنافسين. نأمل ان يكون مستقبل افضل ان شاء الله ونأمل ان يدخل منافس يغير اللعبة ويعيد اختراع الهاتف مرة اخرى.
المصدر: theappera