لو سمعت كلمة هاتف باللمس ما أسم أول هاتف يطرأ بذهنك؟ إنه الآي فون أليس كذلك ؟ حسنا ماذا إذا ذكرت الأجهزة اللوحية؟ إنه الأي باد بالطبع؟ ماذا عن دوران الصورة مع دوران الهاتف؟ ستجد الجميع يصفون هذة الخاصية انها مثل التي توجد بالآي فون … ماذا عن تكبير حجم الصورة عن طريق وضع اصبعين والمباعدة بينهم اليست طريقة أبل في تكبير الصور ونقلها الجميع عنها وحاليا تكاد تصبح طريقة تكبير الصور في كل الأجهزة التي تعمل باللمس تقريبا والسبب في ذلك شركة أبل … لكن إليكم المفاجأة وهى ان أبل لم تخترع أي من الأمور السابقة بل سبقها أخرون وهى قامت فقط بتوظيف التقنيات بشكل يجعل الجميع يظن انها هي المخترعة، والسبب هو ان آبل تجيد توظيف الأختراعات.

حسنا دعنا نعود قليلا للماضي سنجد أول هاتف محمول يعمل باللمس كان IBM Simon الذي أعلن عنه  في عام 1992 وصدر بالأسواق عام 1994 ثم جاء أول هاتف ذكي يعمل باللمس وهو O2 XDA عام 2002.

 لكن يذكر ان إدخال اللمس إلي الهواتف أساسا  كان من قبل شركة أبل في هاتف أرضي وليس محمول عام 1984.

أما حساس الدوران Accelerometer Sensor وهو المسئول عن الإحساس الهاتف بالحركة فيعود الفضل في إدخال هذه التقنية للأجهزة المحمول إلي شركة نوكيا بهاتف Nokia 5500 Sport في عام 2006 وكان المسئول عن الإحساس بالحركة لإنه هاتف رياضي يقيس حركة المستخدم والركض، ثم جاء هاتف نوكيا أيضا N95 الذي أعلن عنه سبتمبر 2006 وتوافر بالأسواق في مارس 2007 كان هو من أدخل مفهوم دوران الصورة مع دوران الهاتف لأول مرة (الأي فون الأول أعلن عنه يناير 2007 وصدر يونيو 2007).

حتي احدث مؤتمرات أبل الخاص بالإعلان عن الآي فون 4S أعلن عن إستخدام الجيروسكوب لتثبيت الفيديو والصور فهذا ليس إختراع جديد أيضا فبدأت فكرة مراقبة حركة الهاتف وقت التصوير مع عدة هواتف مثل نوكيا N9 ثم اخيراً هاتف سوني أيركسون أرك الذي يقوم بتصوير بجودة عالية مع امكانية ثابت الصورة ايضاً.

وأخيرا الذي جعل هاتف الأي فون الافضل هو خاصية اللمس المتعدد والذي يظن الكثير ان آبل من اخترعته وهي من اخترع فكرة استخدام اكثر من أصبع في التحكم Multi-Touch وكانت المفاجئة لا ليست شركة أبل لكن ظهر تعدد اللمس سنة 1982 ثم وصل لشكلة الحالي  في عام 2005 والذي تستخدمة جميع الشركات حاليا ولنري هذا الفيديو لشاب يعرض هذة التقنية في مؤتمر عام 2005 واستخدم حتي طريقة أبل في تكبير الصور قبل عام ونصف من الإعلان عن الآي فون.

شركة أبل لم تخترع كل ما سبق لكن عبقرية ستيف جوبز كانت في المزج بين كل ما سبق ليعمل بسلاسة وتناغم كبير فربما ليسوا اول من اخترعوا هاتف باللمس وليسوا أول من اخترع حساس الدوران ولا الهواتف الذكي لكنهم اول من مزج بين كل ما سبق في جهاز واحد وهذة هي شركة أبل فعندما ظهرت المنتجات كانت مختلفة كليا عن المفهوم السابق الذي يعرفة الجميع فمثلا الأجهزة اللوحية ظهرت مع شركة مايكروسوفت في عام 2001 لكن ابل اعادت اختراعها من جديد وقدمت مفهوم جديد في 2010 مع جهاز الآي باد وأيضا الأوامر الصوتية إختراع قديم للغاية لكن شركة أبل أعادت تقديمة بصورة جديدة في 2011 مع المساعد الشخصي الذكي سيري والجدير بالذكر أن سيري بالأساس ليس اختراع أبل بل قامت بشراءة من شركة يملكها رجل اعمال نرويجي هو من أخترع سيري عام 2007 وعمل علي تطويره ثم باع الشركة لأبل في 2009 مقابل 200 مليون دولار لتطورها ابل ويصبح لدينا هذا المساعد الشخصي العبقري.

ربما العبقرية ليست في الإختراع وانما كيفية استخدام هذا الإختراع لخدمة البشر من ثم دمجه في حياتنا بكل بساطة وبدون تعقيد. وهذا ما تنجح آبل فيه دائماً ربما لم تخترع آبل الهاتف لكن لا شك انها أعادت اختراعه ولم تخترع الأجهزة اللوحية ولكنها أعادت اختراعها، دمجت كل التقنيات التي أخترعت ولم تستخدم ونقلتها من تقنيات تستخدم فقط في المعامل الى تقنيات تستخدم في أيادي الأطفال. هذه عبقرية أبل في إعادة إختراع التقنيات.

هل كنت تظن ان آبل هي من اخترعت كل التقنيات في اجهزتها؟ هل تظن ان هناك العديد من الشياء في حياتنا تحتاج الى إعادة اختراع لدمج التقنيات التي لم تستخدم بعد فيها؟ شاركنا افكارك.

المصدر

 9to5macgreenpois0n

مقالات ذات صلة