تعلمون اننا في المقام الاول مطورين ولسنا من أصحاب القلم او اصحاب العناوين الرنانة فقط لجذب القراء بل يهمنا في المقام الأول فائدة اخواننا وحصولهم على معلومة صحيحة مائة في المائة لذلك لا نقوم بنشر اي شيئ الا حين نقوم بدراسة حقيقته، ايضاً نكره تضخيم الامور ونكره نظرية المؤامرة وفي نفس الوقت يجب ان نوضح الحقائق التي يتم اثباتها فقط، اما لو استمعنا لكل شاردة ونشرنا كل إشاعة لما نامت لنا عين ولما وجدنا اي وقت لتطوير انفسنا ومجتمعنا.
تكلمنا من قبل عن مسألة التجسس في الأي-فون ولم ننكر ان التجسس موجود في كل شيئ بدأ من الانترنت الى الهواتف المنزلية والمحمولة ثم الى كل شيئ له علاقة بالتقنية، نحن فقط وضحنا من باب ما نعلمه من تقنية ان الأي-فون مثله كمثل آي جهاز بل على العكس يعتبر من اكثرها آمان ولا يجب ان يصنف وحيداً كأنه صنع للتجسس وهذا ما تم اثباته اليوم بالدليل ان جميع الهواتف تتساوى حين يعود الامر لانتهاك الخصوصية.
قام احد المطورين اسمه Trevor Eckhart باكتشاف تطبيق تجسس اسمه Carrier IQ وجده في نظام تشغيل أندرويد، الخطير في تطبيق التجسس هذا انه يأتي مع الهواتف الجديدة آي انه زرع من شركة الاتصال، أهم من ذلك ان برنامج التجسس هذا لا يرسل فقط البينات مثل الموقع وارقام الهواتف والاتصالات والرسائل القصيرة وانما يرسل حتى ما كتب بلوحة المفاتيح وما تم ارساله عن طريق الواي فاي، باختصار تطبيق تجسس كامل ومرعب… وكالعادة حين يتم فضح هيئات وحكومات التجسس دائماً تلجأ للتهديد وهذا ما حدث مع المطور وتم تهديده برفع دعاوى قضائية اذا لم يتوقف، لكنه لم يتوقف ونشر هذا الفيديو الذي يوضح خطورة تطبيق التجسس هذا.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد وانما المصيبة الكبرى اكتشاف ان تطبيق التجسس هذا موجود في معظم الهواتف وفي معظم انظمة التشغيل، والعجيب والذي لم يتوقعه احد انه وجد في الأي-فون ايضاً برغم انه نظام مغلق من آبل… وهذا ما كشفه المطور chpwn في موقعه…
اذاً كيف وصل تطبيق التجسس هذا الى جميع الأجهزة المحمولة تقريباً وأجهزة آبل خاصة برغم انها مغلقة وآبل فقط من يملك مصدرها؟ وجاء رد آبل ان برنامج IQ هو برنامج لتحليل الشبكات واعطالها وانه تم ايقاف استخدامه منذ الإصدار iOS 5 وسوف يتم حذفه نهائياً من اجهزة آبل في الإصدارات القادمة.
ما تحاول اخباره آبل في هذا التصريح الدبلوماسي انهم غير مسؤلون عن هذا التطبيق وانه له علاقة بشبكات الإتصال وتحليلها وعندما تم اكتشاف ان تطبيق تجسس زرع فيه تم وقفه من ثم سيحذف في الإصدارات القادمة!
اذاً من هم Carrier IQ؟ ولماذا يستخدم برنامجهم معظم شركات الهواتف المحمولة؟ هم شركة تقوم بعمل تطبيق يقوم بتحليل استخدام الشبكات لتحسين طريقة عملها وللتقليل من فقدان الشبكة وبالتالي فقدان المكالمات، وتستخدم تطبيقهم هذا معظم الشركات المشهورة، وهذه كلمة من مدير الشركة يعرف عن شركته…
باختصار ما يحاول قوله هو ان الشركات تراقب المستخدم لمصلحة المستخدم وتحسين الخدمة وليس للتجسس عليه. لكن آبل في تصريحها الرسمي لم تنكر انه للتجسس بل قالت انها اوقفت استخدامه وهذا ما يجعلنا نشك في ان كلام مدير شركة Carrier IQ صحيح لكن ها هذا معقول؟ جميع شركات العالم تم زرع برامج تجسس عندهم ولم يكن عندهم آي خبر، بالتأكيد هناك معرفة وتنسيق ولا شك ان هذا التطبيق زرع عن قصد وسوف يمسح ويزرع غيره وان لم يتم وضعه في الجهاز نفسه سيتم وضعه في شبكات الإتصال نفسها.
الخبر الجيد ان المطورون يخبرون ان تطبيق التجسس في جميع الأجهزة يرسل المعلوات بدون اخبار المستخدم، اما في أجهزة الأي-فون فيتم سؤاله ويمكن ايقاف هذا عن طريق إعدادت الجهاز…
General>About>Diagnostics & Usage
لا شك ان جميع التقنيات مراقبة، ولا شك ان الحكومات تحاول السيطرة على الخارجين عن القانون وكبحهم وحماية مواطنيهم… لا اقول ان هذا صحيح ولا استطيع القول انه خطأ فمن يتم مراقبته هم المجرمون والذين يهددون امن البلاد المواطن الصالح العادي لا يخشى المراقبة… لكن الخطير ان يستخدم التجسس في حماية مصالح بلاد معينة ويكون التجسس حكراً في يد حكومات معينة تستغله لمصالحها بدل من حماية المواطنين.
وهذا هو صحاب موقع ويكي ليكس الشهير (Julian Assange) يصرح تصريح خطير ان من يستخدم بلاك بيري والأي-فون وبريد جي ميل فهو مراقب…
الطريف ان المطورين اخبرو ان هواتف ويندوز فون 7 هي الوحيدة التي لا تحتوي على تطبيق Carrier IQ. ووردت أخبار ان بعض الشركات بدأت تنكر استخدامها التطبيق نفسه مثل نوكيا.
هل تعتقد فعلاً انه تطبيق تجسس؟ وهل يقلقك هذا؟ هل تعلم ان الأنترنت وكل صفحة تدخلها مراقبة؟ هل يقلقك ان تشعر بعد الخصوصية، ام تعتقد ان من يراقب فعلاً هم المجرمون فقط؟