مقدمة:
يفتقر عالمنا العربي للدراسات الإحصائية في العديد من المجالات. وتنعدم هذه الدراسات في مجال أنظمة الآيفون والآيباد والآيبود تاتش مما يشكل هوة كبيرة بين مطوري التطبيقات العربية والمستخدمين العرب. فلا المطورون يعرفون حاجات المستخدمين ولا المستخدمون راضون عن العديد التطبيقات العربية. لذلك كانت فكرة هذه الدراسة لتكون مرجعاً للمطورين ودليلاُ للمستخدمين سعياً وراء الرقي باستخدام التقنية في الوطن العربي.
الهدف من البحث:
كان الهدف من هذا البحث إيجاد مرجعية موثوقة لسلوك المستخدم العربي وتفاعله مع تطبيقات الآيفون والآيباد والآيبود تاتش. ومحاولة تسليط الضوء على السلوك الإيجابي وتقييم السلوك السلبي وتوفير مرجع للمطورين العرب للرقي بمستوى التطبيقات العربية وتلبية حاجات المستخدمين العرب.
مواد وطرائق البحث:
تمت هذه الدراسة عبر تصميم استبيان تم نشره على الانترنيت ودعوة مستخدمي أنظمة تشغيل أبل iOS للمشاركة فيه.. لقد كان كم المشاركة رائعاً حيث بلغ تعداد من شارك في الاستبيان ٥٦٤٣ شخص، وهو ما يشكّل حوالي خمسة أضعاف معظم الاستبيانات الاجنبية التي ناقشت مواضيع مشابهة. وقد توزع المشاركون على ٤٦ دولة, شكّلت المملكة العربية السعودية النسبة الأكبر بينها (٧١٪) وشكل المشاركون العرب القاطنون في دول أجنبية ٣٪ من مجموع المشاركين.
تم جمع البيانات وتصنيفها وقراءة جميع الملاحظات قراءة دقيقة وتحييد المشاركات التي لم تكن مستوفية جميع الشروط للحصول على نتائج آكثر دقّة. ومن ثم تم تحليل هذه النتائج وتحويلها لمخططات بيانية لتسهيل عرض المعلومات.
النتائج والمناقشة:
وفقاً لنتائج هذه الدراسة فإن معظم مستخدمي الآيفون في البلدان العربية ( ٧٠٪) تتراوح أعمارهم بين ١٨-٣٤ سنة وهو ما يتوافق مع كون الأمة العربية تعتبر أمة فتية يشكل الشباب معظم تركيبتها العمرية.
ويحمل أكثرهم (٧١٪) جهاز الآيفون ٤. مما يدل على أن السوق العربية تصبح يوماً بعد يوم سوقاً واعداَ لشركة آبل .. مما قد يعطي مؤشراً لشركة آبل بضرورة تحسين دعم اللغة العربية في منتجاتها.
وبالرغم من أن معظم المستخدمين العرب للآيفون يحملون النسخة الأحدث منه. إلا أنهم لم يشكلوا بعد قوة شرائية كبيرة في متجر التطبيقات. إذ أن ٥٨٪ من المستخدمين العرب لا يقوم بشراء التطبيقات المدفوعة من متجر التطبيقات. ويستعيضون عنها بالتطبيقات المجانية أو الكراك. وقد يكون عدم توفر طرق الدفع المناسبة لدى العديد من المستخدمين هو ما يدفعهم لذلك وليس عدم رغبتهم في الشراء (كما أشارت العديد من الملاحظات المرافقة للاستبيان). ويقتصر إنفاق ثلث المجموعة التي تشتري من متجر التطبيقات على أقل من ٥ دولارات شهرياً.
ويشكل برنامج Installus الذي يمكن تركيبه من متجر سيديا طريقة مهمة في تحميل التطبيقات المكركة. إذ يستخدمه أكثر من نصف الأشخاص (٦١٪) والنقطة المهمة أن ٥٪ فقط يراعون عدم تحميل تطبيقات عربية عن طريقه بالرغم من وجود عدة فتاوى لتحريم تحميل هذه التطبيقات (خاصة إن كان مطوروها من المسلمين ) (راجع مقال الحكم الشرعي للجيلبريك و الكراك وتوضيح الفرق بينهما)
ولما كان أكثر من نصف المستخدمين العرب يبحثون عن التطبيقات المجانية أو يقومون بتحميل نسخة مكركة للتطبيقات المدفوعة . فإننا ندعوا المطورين لتجريب الاعتماد على الإعلانات لتحقيق الدخل خاصة وأن ٣١٪ من المستخدمين بفضلون هذه الطريقة وأن ٨٥٪ من المستخدمين لا ينزعجون من وجود هذه الإعلانات.
ولكن يبقى التسائل هنا: هل يمكن للإعلانات أن تحقق دخلاً كافياً للمطورين؟ كذلك ننصح المطورين بتوفير نسخة مجانية عن تطبيقاتهم .. فمعظم المستخدمين العرب (٧١٪) يفضلون تجربة النسخة المجانية قبل شراء النسخة الكاملة.
وإذا ما انتقلنا لمحاولة تحليل كيفية قيام المستخدم باختيار تطبيقاته. نجد أن المستخدم العربي يحاول البحث عن التطبيقات المناسبة لحاجاته في متجر التطبيقات بشكل رئيسي. ثم يأتي دور المواقع الالكترونية والأصدقاء في النصح بالتطبيقات الجيدة.
ويعتبر محتوى التطبيق هو العامل الأهم في الاختيار. حيث يعتمد عليه معظم الأشخاص (٨٦٪) بصورة واضحة. ثم يأتي كون التطبيق مجانياً.. تأتي بعد ذلك العوامل الأخرى كالتصميم ومدى انتشاره بين مستخدمي الآيفون ومستوى تقييمه.
وبالرغم من ميل معظم للمستخدمين للبحث عن المحتوى الجيد للتطبيقات إلا أن أقل من ٣٠٪ منهم يحاول أن يستفيد من تجارب غيره عبر قراءة تقييمهم للتطبيق. بينما تشير بعض الإحصاءات الأجنبية ((AppStorm 2010 أن ٤٨٪ من المستخدمين الأجانب يعتبرون تقييم التطبيق مهم جدا في عملية الشراء. وهذه نقطة يجب التركيز عليها لتغيير سلوك المستخدم العربي.
أما عن طبيعة التطبيقات التي يقوم المستخدمين العرب بتحميلها.. فنجد أن تطبيقات الشبكات الاجتماعية توازي التطبيقات الإسلامية.. وتحتلان معاً قائمة أكثر التطبيقات تحميلاُ في الوطن العربي.
ثم تأتي الألعاب وبعض التصنيفات الأخرى.. ومن الواضح أن معظم العرب يعتبرون الآيفون والآيباد والآيبود تاتش وسائل ترفيه وتسلية ولا يستخدمونها بجدية في زيادة الانتاجية في عملهم بالرغم من وجود تطبيقات مذهلة تساعد في تحسين الانتاجية بشكل كبير.
ويستخدم معظم العرب (٩٤٪) أجهزتهم في القراءة وهي نسبة رائعة لم أكن أتوقعها.. يبدو أن أمة إقرأ عادت لتقرأ مع وجود التقنيات الحديثة..
ولكن المراجع العربية لم تكن ضمن قائمة أكثر التطبيقات تحميلاً.. وقد يعود السبب إلى عدم توفر المحتوى العربي حتى الآن بجودة تتناسب وطموحات المستخدمين العرب. ويأتي هنا دور المطورين والمؤسسات في توفير المحتوى الرقمي المناسب والاستفادة من جميع الميزات التي توفرها التكنولوجيا الحديثة.
التوصيات
- تخصيص بعض المقالات عن الاستفادة من الآي فون في زيادة الانتاجية.. فهو أمر قد يضيف كثيرا في أداء المستخدمين في مختلف مجالات عملهم.
- كتابة مقال يوضح كيفية تعامل آبل مع المطورين.. فالعديد من المشاركين يلومون آبل على أسعار التطبيقات أو جودة محتواها وهي أمور لا تتدخل فيها آبل. بل ينحصر دور آبل في التطبيقات في مراجعة آدائها وتوافقها مع الجهاز ومعالجة مسألة الشراء.
- كتابة مقال عن الشراء ضمن التطبيقات InApp Purches, لأن العديد من المستخدمين يعتقدون أنها خدعة كون بعض التطبيقات تحمل مجاناً ثم تطلب دفع لتحميل المحتوى.
- إجراء المزيد من الاستبيانات المتعلقة بالفئات العمرية الأصغر واستخدامات الجيلبريك والتعليم.
- تشجيع المطورين على تجربة تمويل تطبيقاتهم عن طريق الإعلانات وتوفيرها مجاناً للمستخدمين.
- التركيز على النهوض بالمحتوى العربي وتقديمه بصيغة احترافية تساعد المستخدمين على القراءة.
قدم هذه الدراسة: دكتور لجين الجباوي
برعاية موقع آي-فون إسلام
المصدر: استبيان عن سلوك المستخدم العربي في متجر التطبيقات